"نور قطر واصل لعنا على لبنان"... بهذه الكلمات افتتح الموسيقار ملحم بركات مؤتمره الصحفي الذي عقد عند منتصف ليل أمس على هامش مشاركته في مهرجان ربيع سوق واقف 2016، الذي تنظمه إذاعة الريان، وذلك في فندق دابليو في الدوحة وتحت إدارة الإعلامي فواز مزهر.
بركات، الذي بدا سعيداً ومرتاحاً خلال المؤتمر، وردّاً على وصفه بمحمد عبده لبنان قال: "تماماً كما يحدث في أميركا حيث يشبهونني بفرانك سيناترا لبنان... بأي حال محمد عبده أهم من سيناترا". ووضّح بركات موقفه السلبي السابق تجاه فنان العرب حين اعتبر أن أغنياته لم تعد تصل إلى الجمهور قائلاً: "عندما أدى عبده أغنية "ليلة ليلة" رددها الجميع معه لكنه من بعدها اتجه نحو القصيدة، ولو أكمل طريقه بلونه الفني السابق لكان أجلسنا جميعاً في منازلنا. لم أسئ إليه وإنما لمست هذا الأمر وكنت في بداياتي فتحدثت عنه، وبالفعل من حينها لم تحقق أي أغنية هذه الضجة. برأيي، محمد عبده من المطربين المهمين جداً في الخليج ولديّ لحن يليق به". وفي المقابل، نفى بركات علمه بأن الملحن السعودي ناصر الصالح يحضّر له لحناً.
وعن انتقاده الفنانة أنغام وتحجيمه للثقافة المصرية، علّق بركات بالقول إن 70% من الناس يتلقفون ما يعنيه الفنان في حديثه والباقي للأسف يفسّر الأمور بحسب ما يريد. وتابع بالقول: "لقد تربينا على الفن المصري سواء من خلال متابعتنا للأفلام أو المطربين أو الملحنين. يومياً أتابع السيدة أم كلثوم الساعة العاشرة مساء على روتانا كلاسيك فأقول هذه هي مصر، وأتساءل أين أصبح هذا العصر؟ هل يعقل ألا يخرج من بين 80 مليوناً مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب؟ الفنان بحاجة إلى الهدوء والسلام ليتمكن من الإنتاج، وللأسف مصر ليست كالسابق أمنياً وهذا الأمر ينعكس على الفن، وأنا لا أكره الفن المصري... أعوذ بالله". وتابع بالقول: "لم تكن لدينا أغنية لبنانية في السابق، بل كنا نغني المواويل البغدادية ونرتدي العبايات، وأول من لحّن الكلمة اللبنانية كان الفنان الراحل عمر الزعنّي الذي سجن أكثر من مرة بسبب المونولوج الذي يقدّمه، ومن ثم بدأ الرحابنة وفيلمون وهبي وأنا وغيرنا بتقديم الأغنيات اللبنانية. الفن هوية ومنافسة، وأتمنى أن تتوحد اللهجات العربية".
أثناء المؤتمر، تلقى الموسيقار ملحم بركات إتصالاً من سيدة لم تعرف هويتها لكن اللافت كانت الرنّة الموسيقية الموضوعة على هاتفه المحمول وهي عبارة عن صوت الماعز، الأمر الذي أثار موجة عارمة من الضحك، في وقت بدا واضحاً أنها تجسيد لرأي الموسيقار بالوضع الفني اليوم.
بركات، ولدى سؤاله عن نيته في الهجرة أطلق تنهيدة وعلّق بالقول: "هيدا وضع بلبنان؟ لا أود التحدث في السياسة لأننا تعبنا، وحديثي عن الهجرة ما هو إلا تهديد للسياسيين للإهتمام قليلاً بمساعدة البلد على النهوض. عندما يمرض الفنان في لبنان لا أحد يسأل عنه ولا مستشفى تستقبله، وأتمنى على قطر تخصيص مستشفى لإستقبال الفنانين اللبنانيين".
أما عن الفنانة ماجدة الرومي فأشاد الموسيقار بها كمطربة ولكنه أعلن عن توقف تعامله معها نهائياً، وأعاد الأمر إلى قلّة اهتمامها، وعن سبب "موت" أغنيتين من ألبوم "عم بمزح معك" للفنانة نجوى كرم إلى عدم اهتمام الأخيرة بدعمهما.
وردّاً على سؤال "الفن" حول تعامله مع الفنان فارس كرم وكيفية نقله إلى لونه الفني: "ليس من السهل أبداً نقل فنان من لون غنائي شعبي إلى لون آخر مختلف، ولكن أم كلثوم هي الفنانة الوحيدة التي لم يستطع أي ملحن أخذها إلى عالمه بل كانت هي بنفسها تسحب الجميع إلى عالمها. المذهب في أغنية "بلا حب وبلا بطيخ" من لون فارس كرم الغنائي أما في الكوبليه فقد أخذته إلى لوني الخاص، وحالياً أدرس إمكانية تقديمه لأغنية ثانية من كلمات الشاعر الكبير نزار فرنسيس وستشكل نقلة نوعية إذا تمّ تسجيلها كما أريد ويقول مطلعها: "من الهوا تنشقنا هواك وعلقنا وصار بدنا رضاك". وختم الموسيقار بالقول: "عندما تحدث الخلافات بين الفنانين ويقع العداء بينهم ينتهي الفن... لدي خلافات مع أكثر من فنان وفنانة، ليس خصاماً وإنما لا يوجد سلام بيننا وهذا خطأ، لهذا فأنني شخصياً مستعد لمساعدة أي فنان على خلاف معه وتقديم الألحان له حتى لا يتوقف الفن". وهنا سألناه: "إذا وجدت لحناً يليق بالفنانة نجوى كرم هل تتصل بها وتخبرها عنه؟"، فأجاب الموسيقار: "لا أتصل بها إذ لا توجد حالياً اتصالات بيننا، ولكن أرسل لها الخبر مع الشاعر نزار فرنسيس".