غصت الحناجر أمس بالدموع، وامتلأت العيون بنظرات الشوق، وانطربت الآذان بالصوت الذي لم تهزّه سنوات الغياب ولا التقدّم في العمر... هذا أقل ما يقال في إطلالة فنانة البادية وأميرة القلوب المطربة الكبيرة سميرة توفيق التي عادت إلى جمهورها ومحبّيها بعد فترة طويلة من الغياب لتلتقيهم على مسرح مهرجان ربيع سوق واقف 2016، الذي تنظمه إذاعة صوت الريان، ولتؤكد للجميع أن شمس الفن الحقيقي لا تغيب وأن الأصالة تبقى راسخة في الأفئدة قبل الذاكرة.
وكانت إذاعة الريان قد فاجأت الجمهور بإعلانها قبل أيام قليلة عن استضافتها للمطربة الكبيرة سميرة توفيق، التي من المفترض أن تحيي حفلين أولهما كان ليلة أمس وثانيهما غداً الخميس. ودليلاً على أصالتها، إستعانت توفيق بأعضاء فرقتها الموسيقية القديمة، حتى أن العازف محمد الصالح أخبرنا شخصياً بأنها أعادته بعد 16 عاماً من التوقف عن العزف وبالتالي عاد لأجلها. وقد استمتع الحضور بأجمل أغنيات سمراء البادية وتفاعلوا معها ورفعوا صورها عالياً.
وعلى صعيد متصل، إنطلقت الليلة المغربية مع الفنانة زينة الداودية، أو فيروز الأغنية الشعبية، التي حوّلت المسرح إلى عرس مغربي وقامت بالعزف على الكمان في حين لم ينفك أعضاء فرقتها عن العزف بأقدامهم بأسلوب متقن وماهر، في حين علت الصيحات مع تقديمها لأغنيتها الشهيرة "اعطيني صاكي".
وجاء الختام مسكاً مع النجم الشاب سعد المجرد، الذي دخل المسرح بعد عملية تشويق استمرّت على مدى 6 دقائق، فأشعل الحضور حماسة وحبوراً. المجرد، الذي تأنق أولاً بالقفطان المغربي، قدّم باقة من أجمل أغنياته وكانت صيحات الجمهور المتواجد داخل وخارج الخيمة أكبر دليل على مدى التفاعل والإقبال الذي يشهده هذا النجم الشاب.