يعتقد البعض أن الجيل الجديد من الشباب أصبح بعيداً جداً عن تراثه وعن الأمور التي تناقلتها الاجيال السابقة وعرف بها لبنان، وذلك بسبب سعيهم إلى اتقان لغات أجنبية وإنفتاحهم الكبير على العالم الغربي بوجود الانترنت وانهيار قيود الزمان والمكان.
قد يتفاجأ قسم كبير منا عندما يسمع أن طلاب الجامعة الأميركية في بيروت، وإحتفالاً بالعيد الـ 150 للجامعة، فتحوا أبواب الجامعة للموسيقى الطربية الشعبية أو ما يعرف بـ"الدبكة"، إختاروا "ريّس الأغنية اللبنانية" الفنان ملحم زين ليكون ضيفهم في هذه المناسبة الوطنية المميزة.
نعم، تخلى طلاب الجامعة الاميركية في بيروت عن اللكنة الأجنبية وتحلقوا حول النجم ملحم زين وغنوا ورقصوا معه على أنغام أغنياته في صورة أقل ما يقال فيها إنها تطمئن أهالينا وأجدادنا على هذا الارث الثقافي الذي تركوه لنا.
لا نتحدث عن أكبر صحن "حمص" أو "تبولة"، إنما عن رقصة هي من الأمور القليلة التي لا تزال لبنانية 100 بالمئة ، فبمناسبة العيد الـ 150 للجامعة الأميركية في بيروت نظمت الجامعة ، وبالتعاون مع نادي الدبكة الخاص فيها ، نشاطاً تراثياً مميزاً عبارة عن أطول دبكة بتاريخ الجامعة. ومن كان أفضل من الفنان ملحم زين ليحيي هذه المناسبة التي حوّلت باحة الجامعة إلى ساحة رقص تشابكت فيها الأيادي وإرتجت الأرض تحت أقدام اللبنانيين الشباب الذين ، وحتى إن سعوا إلى نحو الغرب لضمان مستقبلهم، إلا انهم يدركون جيداً ان "دبكتنا انسانية وعونة أخوان ... دبكتنا عونة أخوة صورة ومضمون، صورتنا همة ونخوة تفرح العيون، فيها البسمة اللي بتضوي القلب المحزون، بعيون الغاضب قوة ترد العدوان...".
الفنان ملحم زين
بدا الفنان ملحم زين سعيداً جداً بالمشاركة في هذا الاحتفال خصوصاً أنه كان محاطاً بخيرة من الشباب اللبناني الواعد في المجالات كافة. وقدمت الجامعة درعاً تكريمياً للفنان ملحم زين الذي أعرب عن سعادته بالمشاركة في هذا النشاط المميز وأثنى على جهود الجامعة الأميركية في المجال الثقافي والعلمي. كما هنأ الادارة والطلاب بالعيد الـ 150 للجامعة.
موقع "الفن" كان حاضراً وإلتقى النجم ملحم زين وكان لنا معه هذا اللقاء العفوي.
"الريّس" ملحم زين أهلا وسهلا بك عبر موقع "الفن".
شكراً جزيلاً لكم.
ماذا يعني لك التواجد اليوم في صرح الجامعة الأميركية في بيروت ؟
الجامعة الأميركية تعني لي كثيراً ولكل اللبنانيين فهي خرّجت أجيالاً وأجيال. الجامعة الأميركية صرح تعليمي مهم جداً ولي الشرف بأن أكون اليوم موجوداً بينهم.
ما أهمية الخطوة التي قامت بها الجامعة بالإحتفال بعيدها من خلال "الدبكة" ؟
أهمية الخطوة أن الإحتفال بالعيد الـ 150 كان من خلال الإحتفال بالدبكة والرقص وهذا يدل على أن الجيل الجديد "بعد في خير" لم ينسوا تراثهم خصوصاً اننا في الجامعة الاميركية وكل دروسهم باللغات الأجنبية فتمرنوا وقاموا بمجهود كبير.
وكم أنت سعيد لأنه تم اختيارك لتكون سفيراً للدبكة إذا صح التعبير ؟
أشكر الله أنني بعد أكثر من 10 سنوات في مجال الغناء إستطعت أن أصل إلى مكان متقدم في الأغنية الطربية الشعبية – الدبكة. وطبعا لا زال هناك أنا وبعض الفنانين نغني هذا اللون.
رغم أنك تغني الدبكة، إلا اننا لم نرك يوماً ترقصها ؟
الدبكة لها علاقات بجينات اللبنانيين انا أدبك ولكن على المسرح أغني الدبكة من دون أن أرقصها . أعتبر انني لست مجبراً على القيام بهذا المجهود لكي أوصل الأغنية إلى الجمهور.
غابت الأغنية الطربية الشعبية أخيراً عن إصداراتك الفنية لماذا ؟صحيح الأغاني المنفردة التي طرحتها لم تكن طربية شعبية ولكن في الألبوم الجديد بالتأكيد هناك الدبكة.
ماذا عن تفاصيل الألبوم الجديد ؟
الألبوم في طور التنفيذ، كما تعرف الإنتقال من شركة إنتاج إلى أخرى أخّر صدوره. شارفت على الإنتهاء من الأغنية السادسة في الألبوم الذي أتعاون فيه مع كثير من الأسماء الكبيرة منهم كاظم الساهر، بلال الزين، وسام الأمير، منير بو عساف وغيرهم.
كما إلتقى موقع "الفن" المشرف على هذا النشاط د. الكيمياء دكتور بلال قعفراني الذي قال لموقعنا :"الهدف الأساسي من الاحتفال اليوم واختيار الدبكة هو ان نحتفل مع الجميع بالعيد 150 للجامعة الأميركية التي هي في صلب لبنان ، ومثلما الدبكة والشعر متجذران في لبنان هكذا الجامعة الأميركية متجذرة في بيروت".
وتابع :"لقد شبك الطلاب والأساتذة والموظفون أياديهم بأيدي بعض ورقصوا وهذا لديه رمزية خاصة عن أن التكاتف والتعاون بينهم يعطي نتيجة أفضل ويساعد الجامعة في تقديم المزيد من الإنجازات والابداع".
وعن إختيار الفنان ملحم زين لهذا الإحتفال أجاب د. قعفراني :"نحن ننظم مسابقة عالمية حول الكيمياء العضوية ونختار كل سنة فقرة ترفيهية لنقدمها. ففي العام الماضي تواصلنا مع 3 فنانين من أجل النشاط الترفيهي لكنهم رفضوا وحينها لم يكن ملحم ، الذي تربطني به علاقة صداقة" ، في بيروت. وهذا العام عندما قررنا أن نقيم إحتفال الدبكة طرحت الفكرة عليه فأحبها وكان متحمساً جداً لها وكان مستعداً لكل شيء حتى أنه قدمها من دون أي بدل مادي ونحن شاكرون له على ذلك ، وهذه هي صفات النجم ملحم زين. كما أن ملحم من أهم الفنانين الذين يغنون الدبكة في لبنان وهو الشخص المناسب ليكون معنا".
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.