ممثلة من الطراز الرفيع، صاحبة شعبية كبيرة و"بتسوى تقلا" ، إستطاعت أن تثبت أن الممثل اللبناني حقيقي وينافس وينتصر أيضاً.
أدوار كثيرة برعت بها في الدراما والسينما ، الى أن أصبح الجميع ينتظر الجديد الذي ستقدمه.
إن أردنا التوسع بالحديث عنها سنحتاج لصفحات وصفحات ، لذلك نقول فقط إن تقلا شمعون هي ضيفة موقع "الفن" في هذا الحوار.
تقلا شمعون أهلاً بكِ، حين تحقق الممثلة نجاحات عديدة وتصبح إسماً كبيراً ، ما الأهم لديها التكريمات التقديرية أم الاستمرارية بالعمل؟
لأكون صريحة بموضوع التكريمات وموضوع ان تنتشر بالوطن العربي بعمر تكون قد تخطيت عمر الاربعين بوقت الذي تتجه الاضواء نحو الفنانات الشابات الجميلات، فهذا دليل على أني أقدم فنّاً حقيقياً ومشعّاً كي يستطيعوا عدم تجاهلي وان اكون نجمة رغم عمري ، وفعلاً نجوميتي جاءت متأخرة نوعاً ما ولكن فيها ثقة من عمل الى عمل رغم اني لا املك في هذه الاعمال ان اكون البطلة الأساسية ، فهذا الشيء تحدّ أكبر لي ، فمن خلال دور ، ولو كان صغيراً ، أمنعهم من أن ينسوا أني تقلا شمعون.
هل برأيك الجيل الذي أسس في الدراما اللبنانية يُظلم حالياً على حساب جميلات وعارضات واعلاميات يتجهن للتمثيل؟
هذه من الامور المهمة جدا جيل جديد نراه ويجب ان يكون الجمال أساسياً فيه، ولكن لا يجب على الدراما ان تروي حكايات الفتاة العشرينية فقط ، فهناك حكايات مهمة للمرأة الأربعينية ايضا ولديهن جمال آخر مختلف وانا املكه أصلا وغيري ايضا من زميلاتي في لبنان والوطن العربي. أدعو المنتجين والكتاب الى ان يفكروا بمعالجة مواضيع لكافة الاعمار فيها الحب الكره والإنتقام والتضحية.
لمن تهدي نجاحك وجوائزك؟
أقول اليوم شيئاً لأول مرة، أنتَ تعرف كم أعتز بلبنانيتي ، ودائما أصرّح بأن لبنان هو عشيقي .
الذي خانك ؟
نعم، الولد الذي يتركه اهله يضطر الى ان يخرج بنفسه ليثبت نفسه ويقول انه موجود هنا ولدي فن حقيقي وثقافة وحضارة اريد ان اظهر من خلالها لأكون بنفس المستوى كأي ولد اهله موجودون ويحتضنونه. أنا للاسف اقول ان الدولة اللبنانية لا تقوم بأي شيء من أجلنا .
ما زالت الدولة تخذلك، ولا زال التمثيل في لبنان يخذلك ولا زال العتب مستمراً والأمل بعيد؟
للأسف يوماً بعد يوم البعد يزيد وعدم الوعي يزيد ايضا وينسون ان يعطوا هذه المهنة الدور الحقيقي ويصبح لديها قوانين وألا يبقى هناك اشخاص تأكل حق هذا الممثل. نحن دائماً حقوقنا مهدورة يخافوا منك اذا كنت شخصاً تطالب بحقك وهناك الكثير من المظلومين موجودين على الساحة ويعطون الممثل العربي حق اكثر من الممثل اللبناني ويركضون وراء النجوم العرب بدلاً من اللبنانيين. نحن ليس لدينا وطن او انتماء ولا قضية ولا نقابة مثل السوريين والمصريين يحتضنون بعضهم البعض ويغارون على مصالح بعضهم حتى هم كزملاء يتعاطون مع بعضهم بروح جميلة ويساندون بعضهم ، نحن متروكون وربي لدينا حب الأنا ومصالحنا الخاصة فقط ولا نقف الى جانب بعضنا ، لذلك نجد في هذا المجال أصحاب نفوس صغيرة تركض وراء مصالحها من دون ان تنظر للتمثيل كمهنة راقية حضارية مشرفة نكون موجودين فيها بكرامتنا وفننا وثقافتنا. أنا فعلاً موجوعة جداً .
المخرج السوري سيف الدين سبيعي أبدى منذ فترة رأياً سلبياً بالممثلين اللبنانيين وإعتذر ، فما كان موقفك؟
أنا اقول إن الإعتذار فضيلة كبيرة ومن انسان لديه محبة ، وأحياناً الأخوة بين بعضهم البعض يقول رأيه بالثاني ، ويجب ألا نكبّر المواضيع ، فأحياناً تُفسَّر آراء وتعابير بطريقة سلبية . لماذا نختبئ وراء إصبعنا ؟ لماذا سنقول ان الدراما اللبنانية على مستوى عالٍ؟ لماذا نحارب منتجاً عربياً أو مخرجاً يحاول أن يظهرنا بطريقة أفضل ؟
لأن الصحافة اللبنانية تحاول دائماً ان تدافع عن الممثلين اللبنانيين وهذا حقنا كما واجبنا ، فنحن نرى الممثلين اللبنانيين محترفين ونفتخر بهم .
أنا ما اقصده ان سيف الدين سبيعي احب ان يبدي رأيه من تجربة درامية سورية حقيقية فإذا لديه ملاحظات أحب ان يقولها حسناً ، ولكن لا اعرف اذا كان لديه زلة لسان ولم يقلها بشكل صحيح ، ولكن هو طيّب وإعتذاره يدل على انه كذلك، لذلك اقول قبل ان نتضايق ونحاربه على ما حصل أنا أسأل الممثل اللبناني هل انت يا ترى تقف الى جانب زميلك اذا ظُلم؟ لماذا نحاسب غيرنا اذا كنا نحن لا نحب بعضنا؟
بعد دورك في مسلسل "روبي" أصبحت تقلا شمعون نجمة عربية لامعة ، هل وجدت بعده الدور الذي أرضاكِ ؟
أعترف بأن دوري في "روبي" هو سبب إنتشاري ، ولكن دوري في مسلسل "24 قيراط" لا يقل أهمية عنه رغم صغر حجمه بالعمل ولكن عاد وأعطى مصداقية حقيقية لـ تقلا شمعون كممثلة نادرة في الوسط اللبناني من خلال لعب ادوار مختلفة ومتميزة وكيف تتنقل من دور الى دور ، هذا ايضا نجاح والممثلة نبيلة عبيد اتصلت بي وهنأتني على هذا الدور حين شاهدته والكلام الذي قالته كبير جداً. انا ليس لدي مخرج او منتج او كاتب يحتضنني ، أنا بالأدوار التي تعرض عليّ والتي أعتبرها قليلة أستطيع ان أكون موجودة فيها ، والتحدي الذي أخوضه صعب لأني لست مدعومة.
دور تقلا شمعون يساوي عشرة أدوار أخرى نراها من دون طعم ولا لون (هذا رأيي) .
آراء الناس نعم تقول ذلك وأنا أشكرهم عليها ، في مدرسة التمثيل الخاصة بي لا أبالغ اذا قلت اني كريمة في العطاء مع تلاميذي وهمّي أن أزرع بهم المعرفة ، أجعلهم أكثر صدقاً أمام الكاميرا وأن يستغلوا الشخصية بتفاصيلها ، وأنا أنقل الرسالة التي أؤمن بها معهم وهذا أكثر ما جعلني سعيدة في مسريتي الفنية حتى الآن لأني لا أستطيع أن أبقى أنتظر أن يأتي لي دور من هنا وهناك.