شهدت دبي مساء أمس الأول إقامة مؤتمر تناول مجموعة من المواضيع التي دارت حول مسائل الصحة والغذاء، كما سلط الضوء على مساعي فرنسا للتعاون مع دول منطقة الخليج بهدف مشاركة خبراتها في إدارة حملات وطنية لنشر ثقافة تناول الطعام الصحي ومعالجة المسائل المتعلقة باتباع نمط غذائي صحي.
وتحدث المسؤولون الفرنسيون وأخصائيو التغذية في المؤتمر الذي أقيم تحت عنوان "الغذاء الصحي: جودة المكونات وتنوع المصادر ومتعة المذاق" مسلطين الضوء على الحملات التي حققت نجاحاً بارزاً من بينها حملة "استراتيجية فرنسا الوطنية في مجال الأغذية" والتي ساهمت في تثقيف الأطفال والأجيال الصاعدة فيما يتعلق بتناول الأغذية الصحية وتقديم ضمانات جودة حول مصادر الأغذية ومكوناتها، إضافة إلى التقليل من استخدام المضادات الحيوية والهرمونات والمبيدات الحشرية.
وأشار المتحدثون أن مثل هذه الاستراتيجيات التي تتم بإشراف الدولة يمكن اعتمادها وضمان نجاحها في دولة الإمارات وجميع دول منطقة الخليج التي تسعى للتخلص من المشاكل المتعلقة بالعادات الغذائية الخاطئة وتؤدي إلى عدد من الأمراض الخطيرة مثل السمنة والسكري.
وشهد المؤتمر، الذي نظمته شركة سوبيكسا لتسويق الأغذية والمشروبات في الشرق الأوسط بالتعاون مع وزارة الزراعة والأغذية والغابات الفرنسية في فندق سوفيتيل داون تاون دبي، عروضاً تقديمة لممثلين رسميين وباحثين وأخصائيين في علم الاجتماع وأكاديميين ومتخصصين في التغذية والطعام.
وفي تصريح له، قال ويلفرد فوزاي، المستشار الزراعي الفرنسي في المنطقة وممثل برنامج وزارة الزراعة والأغذية والغابات الفرنسية في منطقة الخليج العربي: "تواجه فرنسا مشكلة تدفق مطاعم الوجبات السريعة، تماماً كما هو الحال في دول هذه المنطقة، إضافة إلى مشكلة عدم إيجاد الوقت الكافي لتحضير الأطعمة الصحية في المنزل، الأمر الذي يؤدي تالياً إلى حدوث أمراض خطيرة".
وتابع بقوله: "كان رد فعل فرنسا تجاه هذه المسائل هو تطبيق استراتيجية شاملة في مجال الأغذية تتجلى في حملة لتثقيف الشباب حول اتباع برنامج غذائية بهدف الترويج للطعام الصحي والتأكد من صلاحية المنتجات في الأسواق، بالإضافة إلى إعطاء المستهلكين معلومات قيّمة حول مصادر الطعام".
وأضاف: "يمكن تطبيق هذا النوع من الحملات في الإمارات ودول الخليج العربي وضمان نجاحها، ونحن بالفعل نتعاون مع الوزارات لتقديم كافة المعلومات اللازمة حول البلدان المنتجة للأطعمة وتواريخ الإنتاج ليضمن الناس سلامة الأطعمة التي يتناولونها".
وقد اطّلع جمهور من المدونين والمحررين الصحفيين العرب المتخصصين بمجال الطعام على المبادرة الفرنسية التثقيفية الهادفة لتعليم طلاب المدارس كيفية تقدير أنواع الأطعمة ووصف النكهات التي يتناولونها في وجباتهم اليومية.
وبدورها أشارت ناتالي بوليتزر من معهد "تيست" الفرنسي إلى أن مبادرة "حصص تذوق الطعام" تعالج مسألة ميل الأطفال لعادة أكل الوجبات من دون فهم مكوناتها، ومن خلال وصف إدراكهم الحسي للأغذية تشجع هذه الطريقة الأطفال على تجريب أطعمة صحية جديدة. كما ذكرت أن هذا البرنامج الصحي قد اعتمد في كل من اليابان والولايات المتحدة الأمريكية ولوكسمبورغ. تركز المبادرة على متعة الإدارك الحسي للطعام بهدف تعليم الأطفال تناول طعامهم بسعادة وتجريب أنواع عديدة من الأطعمة، والصحية منها على وجه الخصوص".
وأضافت: "كما هو الحال في مختلف أنحاء العالم، تقوم عادات تناول الطعام في المنطقة العربية على أنماط معينة من الأغذية المحضرة في مطابخ متعارف عليها، لكن من الممكن جداً تطبيق أساسيات هذا البرنامج الغذائي الصحي".