بعد جولاته الناجحة بأكثر من 50 مهرجان في 27 دولة، حصد بها 10 جوائز خلال 7 أشهر فقط، تم ترشيح الفيلم الفلسطيني السلام عليكِ يا مريم للمخرج باسل خليل لـجائزة أوسكار أفضل فيلم قصير 2016. جاء هذا خلال حفل الإعلان عن الترشيحات النهائية لجوائز الأوسكار الذي أقيم بمسرح سامويل غولدوين في بيفرلي هيلز وبثته شبكة ABC، وقام بإعلان ترشيح الفيلم المخرج والمؤلف المكسيكي جيّرمو ديل تورو، بالاشتراك مع المخرج التايواني آنغ لي الحاصل على جائزة الأوسكار مرتين.

وقد بدأت رحلة السلام عليكِ يا مريم بالمهرجانات من خلال مهرجان كان السينمائي الذي استقبل عرضه العالمي الأول ضمن اختياراته الرسمية في مايو - أيار 2015، ووصولاً إلى مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي منحه جائزة أفضل فيلم قصير الشهر الماضي، ومن المخطط إطلاق الفيلم في دور العرض العربية خلال الأسابيع المقبلة من خلال شركة MAD Solutions التي حازت حقوق توزيعه بالعالم العربي، لتصبح تلك هي السابقة الأولى بالعالم العربي في تقديم فيلم قصير بدور العرض التجارية.

وخلال 14 دقيقة، يقدم الفيلم قصة نمط الحياة الصامت الذي تعيش به 5 راهبات في دير منعزل بالضفة الغربية، ويختل هذا النظام عندما تتعرض عائلة من المستوطنين الإسرائيليين لحادث خارج أسوار الدير في بداية يوم السبت الذي يمتنع فيه اليهود عن استخدام الأدوات التكنولوجية مثل الهواتف، وسط راهبات نذرن أنفسهن للصمت.

"لم أتوقع في حياتي أن يصل فيلمنا إلى هذا المدى البعيد. لا يمكنني التعبير عن شعوري، ولكنني مبتهج وفخور بفريق عمل الفيلم. أشعر بالإثارة لأننا كنا قادرين على تحقيق كل هذا بموارد محدودة... في البداية اعتقد البعض أنني مجنون لمجرد تفكيري في صناعة فيلم كوميدي حول راهبات ويهود، لكني أردت تقديم فيلم يختبر انعدام الثقة المتبادل بين المجموعتين في وقت يسيطر فيه المتطرفون على المشهد بواقعنا، ولهذا أشعر بالامتنان والتشجيع عندما تقوم الأكاديمية بتكريم فيلم مثل فيلمنا" يقول المخرج باسل خليل.

"قبل سنوات قليلة كنا نعمل على أول سيناريو روائي طويل لـباسل، ولكي أوضح للمستثمرين أنه مخرج موهوب وواعد

(وهو ما كنت أعرفه بالفعل)، اقترحت أن نقوم بصناعة فيلم قصير يحمل نفس طابع فيلمه الروائي، وهكذا وُلد فيلم "السلام عليكِ يا مريم" يقول إريك دوبو من شركة الإنتاج الباريسية Incognito Films التي وقفت وراء الفيلم.

"منذ الوهلة الأولى أردنا أن نقدم مثالاً مختلفاً وطريفاً لما يمكن أن يحدث عندما تتصادم الأديان في هذه المنطقة. الفيلم كان أيضاً فرصة لتقديم فئة من النادر تواجدها في السينما، وهي الفلسطينيون المسيحيون... وكما ترون، فإن نتاج عمله يتحدث عن نفسه. يشرفني أن يصل الفيلم لهذا المدى. رغم إنه لا أحد يستحق الإشادة عليه أكثر من باسل" أضاف دوبو.