أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية، عن القائمة الطويلة للروايات المرشحة لنيل الجائزة للعام 2016، بينها روايتين من إصدار "هاشيت أنطوان"، هما: "مديح لنساء العائلة" للأديب الفلسطيني محمود شقير و "وارسو قبل قليل" للكاتب اللبناني الشاب أحمد محسن.
واختيرت روايتا "مديح لنساء العائلة" و"وارسو قبل قليل" من بين 159 رواية ينتمي كتابها إلى 18 دولة عربية، وتحظى فلسطين بأكبر نصيب من الروايات المدرجة على القائمة الطويلة (تشمل 16 رواية).
وتُعلن القائمة القصيرة للجائزة التي تعرف باسم "البوكر" العربية في 9 شباط/فبراير في العاصمة العُمانية، مسقط، على ان تُعلن النتيجة النهائية في 26 نيسان/ابريل المقبل.
وقال رئيس لجنة التحكيم :"لم يكن اختيار القائمة الطويلة لهذا العام سهلا لأن الجودة كانت السمة الشاملة للروايات المقدمة لهذه الدورة. ظهرت في القائمة بعض الأسماء القديرة والمهمة، كما شملت بعض الأسماء الشابه والجديدة. وتمكنت الروايات من طرح قضايا الإنسان العربي، وأدانت كل أشكال العنف والطائفية الدينية والسياسية والاجتماعية والقبلية والديكتاتوريات المعاصرة".
"مديح لنساء العائلة" في سطور:
بعد قليلٍ من التمنّع، رضيت رسمية بارتداء السروال الداخلي القصير، ورافقت زوجها، عاشق سميرة توفيق، إلى سهرات "نصّ الليل". نساء عشيرة العبد اللات لم يسكتن طبعًا على هذا السلوك. مثلما لم يسكتن على نجمة التي خلعت الثوب الطويل وارتدت الفستان بعد مغادرتها راس النبع وإقامتها في المدينة.
سناء أيضاً، الموظّفة في بنك، لقيت نصيبها من مرّ الكلام بعد أن نزلت مياه البحر ولوّحت الشمس بياض ساقيها.
كلّ ذلك ووضحا، سادس زوجات منّان، كبير العشيرة ومختارها، لا تزال تتوجّس من الغسّالة والتلفزيون المسكونَين بالعفاريت.
هؤلاء هنّ نساء العبد اللات. من خلالهنّ، وتكريمًا لهنّ، يكتب محمد بن منّان تاريخ العشيرة التي هاجرت قبلًا من باديتها وتستعدّ اليوم لهجر بداوتها: إنّه عصر التحوّلات السياسية والاجتماعية بعد النكبة، وطفرة الحداثة، وبذور الصراع التي بدأت تنمو في فلسطين الخمسينيّات.
إلّا أنّ الفرس لا تزال تصهل بشؤم في أذنَي وضحا التي لم تتوقّف يومًا عن سرد الحكايات...
"وارسو قبل قليل" في سطور:
ليس فريدريك شوبان بطل هذه الرواية، لكنه روحها، يظهر فيها عابراً بين عابرين. يوزيف، اليهودي الذي وفره الموت النازي في بولندا سكن منزل شوبان، وشوبان سكن روحه.
لاحقاً، سيهجر اليهودي التائه وارسو مدينة تتعثر بذاكرتها، كما سيرفض الانتماء لوطن مستحدث جعل من ضحايا أبناء جلدته جلادين، لينتهي به المطاف في بيروت البعيدة، حيث يقيم ويُنشئ
شيئاً يشبه العائلة.
عائلة لن يبقى منها سوى حفيد. جوزيف، الذي ستعزف أنامله مجددا، على أرض أخرى وفي زمن آخر، لحن الموت.
هذه رواية عن بطل في زمن تشوّهت فيه معاني البطولة، وعن حفيد ورث روح عازف ورقة ضحية، فتمزق بين وطنين وهويتين و... أكثر من إمرأتين.
جوزيف ورث كل أسئلة الهوية عن جده. ورث عنه التيه، كما ورثته بيروت عن وارسو.