أبى العام 2015 أن يرحل من دون أن يترك لوعة الفراق ويسقيني كأساً من الحنظل لأشعر بمرارة الحياة حين نفتقد تلك الهامة التي لطالما شكلت مثالاً يحتذى به.
والدي الحبيب أفتقدك وأنا مدينة لك بقيمي ومبادئي التي لم ولن أساوم عليها فأنا ما إعتدت أن أحني رأسي إلا لخالقي ولمحبتك الكبيرة...لكنني مؤمنة برجاء القيامة ومن آمن بيسوع وإن مات فسيحيا.
وهنا لا بد من كلمة حق وجزيل الشكر إلى كل من وقف إلى جانبي في هذه المحنة من إعلاميين وفنانين لمواساتي. وهنا أدركت أن وقوفي إلى جانب الكثير من الزملاء في أتراحهم لم يذهب سدى... اليوم بتّ أفهم معنى أن نفقد الأحباء من هذا العالم وأهمية أن نشارك أهل الفقيد الصلاة الجماعية لراحة نفسه وأنفسنا على حد سواء.
وهنا لا بد أن أستذكر كلمة النجمة هيفا وهبي خلال تقديمها لواجب العزاء حين رددت على مسمعي :"الإنسان الأغلى في حياتنا هو الاب ، لو مهما كبر ، رحيله سيترك لوعة لأنه ما من أحد بإمكانه أن يعوّض المحبة تلك".
كذلك أتوجه بجزيل الشكر إلى الموسيقار ملحم بركات والشاعر نزار فرنسيس اللذين وقفا إلى جنبي يوم دفن والدي ولم يتركاني لحظة ، كما أشكر النجم وائل كفوري الذي دعمني بصلاته .
لعل الحدث الأبرز في العام 2015 لقائي بالسيدة والنجمة سميرة توفيق ، هذه العملاقة القديرة المتواضعة والتي أغنت المكتبة الموسيقية بالكثير من الأغنيات الخالدة التي لم ولن تتكرر. سميرة توفيق فيها إجتمعت كل صفات النجومية والإنسانية... فمن يحادثها يتعلم الكثير، ومن يقترب من وقارها يشعر بهيبتها ، ومن يغوص في أعماقها يجد نفسه أمام تاريخ حافل من النجاحات والإنتصارات... سميرة توفيق الرقم الصعب من عمالقة الزمن الجميل.
من أبرز الأحداث التي أرغب في التطرق إليها دفاعي المستميت عن السيدة فيروز التي تعرضت لحملة مأجورة من أنامل صفراء سرعان ما تكسرت وإصفرت كورق تشرين. فيروز ستبقى تلك الاسطورة الخالدة التي لن نسمح بأن يمسها قلم مأجور أو لسان بمستوى نعل حذائها. وكم كنت اتمنى لو لم اكتب دفاعاً عنها بقدر ما يهمني الاشادة بصوتها الملائكي وحالتها التي لن تتكرر على الإطلاق.
أطال الله بعمر سفيرتنا إلى النجوم فيروز ، وأميرة البادية سميرة توفيق ليبقى الفن بألف خير .
من الأعمال السينمائية التي إستحوذت على إهتمامي للعام 2015 فيلم "السيدة الثانية" للنجمة الطيبة والمتواضعة ماغي بو غصن. لقد تعرفت إلى إنسانيتها يوم قررت معاتبتها لأكتشفها إمرأة مختلفة بكل المقاييس...فهي يوماً لم تعر للشهرة مجدها بل إزدادت إنسحاقاً لأنها مؤمنة... ماغي بو غصن من أفضل النفسيات على الإطلاق.
وبالعودة إلى فيلم "السيدة الثانية" فلقد إكتملت فيه كل عناصر النجاح والإبهار من النص إلى الإخراج والكاست وحضور ماغي الرائع والعفوي والذي أضفى على العمل ألقاً وسحراً.
في العام 2015 لا بد من الثناء والاشادة بأخلاق الممثل وسام حنا وحبه للمسيح ودفاعه عن عيد البربارة... لقد أعجبت بجرأته وصراحته... ناهيك عن حضوره الرائع عبر الشاشة الصغيرة والأدوار التي لعبها وحقق من خلالها نجاحات بالجملة.
خلال العام 2015 تعرفت أكثر إلى إنسانية لورين قديح التي زارتني في منزلي لتقديم واجب العزاء برحيل والدي... لقد أمضينا 4 ساعات كانت كفيلة بإظهار ثقافتها وطيبتها وإنسانيتها فهي صاحبة موقف لا يتغير أو يتبدل.
في العام 2015 تعرضت لحرب ضروس من بعض الزملاء وحتى بعض النجوم لكنني واجهتها بكل ما أملك من قيم وتابعت السير قدماً كفارس غير آبه بما يلحقه من أسهم سامة لن تطاله.
من جهة أخرى قدمت الدعم الكافي للكثير من المواهب الحقة من بينها سابين يوسف التي وجدت فيها موهبة كبيرة وأتوقع لها مستقبلاً زاهراً، فهي مقدمة لبرنامج "سُمع في لبنان" للدكتور بيدرو غانم المحترف والمهني بإمتياز وأنا سعيدة بكسب صداقته.
وأذهلت ببرنامج الزميلين وليد فريجي وماري منصف "صباح البلد" عبر إذاعة البلد حيث يقدمان البرنامج برقي وإحتراف وإحترام للمستمعين ويطلعاننا على أبرز الأحداث بمتابعة شاملة منهما .
أكثر ما لاحظته في العام 2015 هو منسوب الخبث الذي ازدادت جرعاته بين بعض الزملاء خلال تواجدنا في المناسبات الفنية والإجتماعية... "لقلقة على مدّ عينك والنظر" فضلاً عن المكايد التي يحيكها بعضهم لبعض. وهنا لا بد من التطرق إلى حظوظ البعض الذين يتقاضون راتب يقدر بـ10 الاف دولار شهريا على الرغم من عدم استحقاقهم للمبلغ المذكور، وبقاء العديد من اصحاب المواهب من دون عمل يذكر.
من جهة أخرى لا بد من الثناء وكلمة حق تقال في كل من وقف إلى جانبي وساعدني بعدما واجهت مشكلة في نظري، في حين أن بعض الزملاء لم يوفروا الشماتة بمرضي مرددين عبارة "الله لا يردها".
أما بالنسبة إلى الذين حكموا على مرضي بأنه نتيجة لأفعالي المؤذية فهم واهمون، لأن الله سمح بتجربتي لأنني ربما على درب القداسة... فالقديسة رفقا لم تمرض لأنها عاطلة ، بل لأنها قديسة. وهنا لا بد من التوجه بجزيل الشكر إلى رئيس جمعية "نسروتو" الأب مروان غانم الذي كان ولا زال يقف إلى جانبي في كل المِحَن ويذكرني دائماً في صلاته .
من أبرز الأحداث التي حصلت في العام 2015 ان الله ارسل لي الكثير من الاشخاص الذين وقفوا إلى جانبي من بينهم الاستاذ أرز المر صاحب موقع "الفن" على ثقته الكبيرة بمهنيتي... فهو من أفضل أرباب العمل الذين صادفتهم في حياتي...
يوماً لم يستغل أرز موظفاً بطريقة غير محبذة أو مقابل مبالغ زهيدة ، بل لطالما صادق موظفيه ومنحهم هامشاً كبيراً من الحرية والإحترام في التعاطي ، وبدوري أطلق عليه لقب "تاج الرجال".
من أبرز الاعمال المسرحية التي لفتتني في العام 2015 "مسرح الجريمة" للفنانة بيتي توتل ، هذه المسرحية التي تحمل من الأمل والألم ما يكفي لإضحاكنا على همومنا وإبكائنا عليها في الوقت ذاته.
كما لفتتني مسرحية "بنت الجبل" للفنان الكبير روميو لحود ، فالمسرحية ذكرتني ببطلتها الراحلة سلوى القطريب وبوفاء الكبار الذين كانوا ولا زالوا يلتزمون بمواعيدهم ويعرفون كيف يحترمون الإعلاميين .
كما لا أنسى مسرحية كوميدي نايت للمبدع ماريو باسيل الذي بمجرد أن يطل وزملاؤه في العمل ترتسم على شفاهنا أجمل الضحكات النابعة من القلب .
ورغم أن عملهما المسرحي الغنائي "الطائفة 19" عرض في عام 2014 ، إلا أنه لا يمكنني إلا أن أشيد مجدداً بالأخوين فريد وماهر الصباغ اللذين ، وبغض النظر عن صداقتي معهما ، يتعاملان مع كل الصحافيين بشهامة وإحترام ومن دون تفرقة ، وأنا بإنتظار عملهما الجديد "السلطة الرابعة".
ولفتتني ، وكالعادة ، فرقة عبد الحليم كركلا في رقصها الجميل والمميز دائماً .
في العام 2015 أحببت خطوة الموسيقار ملحم بركات الذي منح العديد من الالحان للنجوم الشباب بينهم الفنان فارس كرم الذي أكن له كل المحبة والاحترام... فارس إبن أصل واكثر من وقف إلى جانبي في كل المناسبات.
ولا يمكنني أن أنسى السوبر ستار راغب علامة الصديق الصدوق منذ 25 عاماً والصريح دوماً .
كما أعجبتني أغنية "تسلملي عيونو الحلوين" التي أطلقتها الفنانة جاكلين بصوتها الجميل ، هذه الأغنية التي سبق أن غناها الفنان هاني شاكر ، عادت وأطلقتها جاكلين وأدتها بإحساسها المرهف فهي تملك تنازلاً من ملحن الأغنية منير مراد .
إحساس الفنان مروان خوري لفتني كالعادة خصوصاً في تترات مسلسلي "علاقات خاصة" و"تشيللو" ، وتتر مسلسل "24 قيراط" الذي أداه السوبر ستار راغب علامة بتوقيع الفنان مروان خوري .
ولفتتني نجومية رزان مغربي في مصر خصوصاً في برنامج "الحياة حلوة" على قناة الحياة .
كذلك لفتني إنتقال مقدم البرامج هشام حداد من OTV إلى LBCI حيث برزت موهبته بشكل أفضل وبات أكثر نشاطاً.
وككل عام يلفتني مقدم البرامج طوني بارود في برنامجه "أحلى جلسة" ، وأكثر ما أقدّره في طوني هو تهذيبه في التعاطي مع ضيوفه .
أتأسف في العام 2015 على رحيل الكاتب الراقي والمحترم مروان العبد بعد صراع مع المرض ومعاناتنا مع وزارة الصحة كي تتكفل بمصاريف وتكاليف العلاج. لكنني وفي الوقت ذاته أسعدت بمتابعة مسلسل "ياسمينة" من كتابته علما بأن المنتج إيلي معلوف بصدد إنتاج عملين آخرين من كتابة العبد.
أكثر ما آلمني في العام 2015 مشهد النفايات على الطرقات وبين المنازل وإستخفاف المسؤولين في التعاطي مع هذا الملف بحيث رتأوا ان الحل سيكون بتغريم كل مواطن 3 آلاف ليرة لبنانية لتصدير النفايات علما بأن ثمة إتفاقية دولية تمنع تصدير النفايات من دولة إلى أخرى.
وكذلك آلمني تصرف بعض الفنانين الذين ينزلون من مستوى الفن والفنانين من خلال تصرفاتهم غير المحببة ، كما أني أزعل من البصارين والبراجين الذين يرمون توقعاتهم للفنانين خصوصاً ما يخص تحديد وفاتهم ، كما أزعل من الوسائل الإعلامية التي تفتح هواءها لهؤلاء البصارين في حين أن هذه الوسائل تنتقد زميلاتها حين تستقبل ضيوفاً من هذا النوع ، ففي النهاية المستقبل بيد الله الذي لديه مشروع محبة لكل واحد منا .
أما أبرز الأحداث الفنية التي لفتت إنتباهي في العام 2015 فهي:
تقدير موهبة الفنانة هيفا وهبي التمثيلية عن مسلسلها الرمضاني "مريم" وتكريمها في أكثر من مناسبة ومنحها جوائز عالمية كممثلة والفنانة الاكثر شعبية.
لفتني حضور الفنانة نانسي عجرم في لجنة تحكيم برنامج "أراب آيدول" الذي أضفى الكثير من الأنوثة والألق على اللجنة والاهم العفوية والطبيعية.
أطرف ما حصل في العام 2015 وقوع الفنانة نجوى كرم في فخ الحساب الوهمي للنجمة العالمية أنجلينا جولي الامر الذي اثار الكثير من البلبلة حيث إنهالت التغريدات التي دعت نجوى إلى تناول الكبة في زحلة مع براد بيت وانجلينا واولادهما.
وفي الختام أشكر الله على فريق عمل موقع "الفن" ، كما أشكر كل الفنانين الذين وثقوا بي لأغطي لهم حفلاتهم ونشاطاتهم و"عملوا من قيمتي" من خلال دعواتهم التي وجّهوها لي ، وأتمنى من كل فنان ، بالعام الجديد ، أن يكلمني بشخصي حين يكون بحاجة إلى معلومة أو لينشر خبراً لأني قريبة جداً من الناس وأفضّل التواصل المباشر على الوساطات .