يطل علينا عيد الميلاد سنة بعد سنة ويحمل معه فرحة وأملاً جديداً.
ولكن مع مرور هذه السنوات أخذ هذا العيد يفقد قدسيته في نفوس الناس ويأخذ طابعاً إستهلاكيا وإقتصادياً أكثر منه روحاني.
فأصبح الناس، وللأسف، يحمّلون هذا العيد معانٍ ولو كانت برّاقة ولكنها بعيدة كثيراً عن الجوهر الأساسي له. أصبح العيد مناسبة يستغلها البعض لتحقيق الأرباح فنجد مثلاً من يتباهى بالزينة الميلادية التي صممها والتي صرف عليها أموالاً ضخمة جداً. أصبح الميلاد عند جزء كبير من المجتمع المسيحي اللبناني "إستهلاكياً" بإمتياز.
الزينة جميلة ومتطورة وفريدة..العروضات على المأكولات كثيرة أيضاً .. الألعاب والهدايا والملابس كلها تخضع للتخفيضات تحت ما يسمّى "لمناسبة الأعياد".. كلها تفرح الانسان "مادياً" ولكن هل يمكن أن تشعرنا هذه الصغائر بالفرح الحقيقي ؟
بصراحة لا، هذه الأمور لا تشعرنا بالعيد الحقيقي ...فزحمة الناس في المتاجر والمجمعات التجارية ليست نفسها زحمة المؤمنين المتوجهين إلى الكنيسة للاحتفال بصاحب العيد. وهذا يؤكد أمراً واحد وهو أن جزءاً كبيراً ضل الطريق وسقط في غبار حفرة الماديات.
إنه عيد السيد المسيح ..انها ولادة المخلص الذي ولد وتألم وقبر وقام من أجلنا ومن أجل خلاصنا... فهل يصح أن نقابل تواضع طفل المزود بولائم واحتفالات أعدها الكبرياء والمفاخرة والبذخ ؟
طبعاً لسنا ضد الاحتفال ولكن علينا أن ندرك جيداً بمن نحتفل ... هل نحتفل بالمناسبة الاجتماعية أم نحتفل بولادة يسوع المسيح الذي سيصلب من اجل خلاصنا !؟ فليكن هذا الميلاد ، في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها، فرصة لنجعل قلوبنا مزوداً للطفل يسوع ليكبر فيه من خلال المحبة والتواضع والايمان. وليكن هذا العيد سلاحاً لكل المسيحيين في الاضطهادات والمضايقات التي يتعرضون لها منذ زمن بعيد وحتى اليوم .. فنحن أولاد يسوع .. أبناء الشهادة والقيادة !