أكدت الإستشارية النفسية جورجيت سافيدس أنها استمتعت بقراءة رواية هيبتا للكاتب محمد صادق نظراً لأنها مرتبطة بشكل كبير بما عاصرته في دراستها لعلم النفس وحياتها العملية في معالجة المرضى النفسيين طوال 25 عاماً.

وأشارت جورجيت إلى أن الرواية مبهجة لأنها عالجت بشكل كبير المشاكل العاطفية التي واجهتها كثيراً في حكايات مرضاها ودارت حول حب الآخرين أو عدم حبهم أو عدم الحصول على مقابل للحب أو عدم حب النفس، معتبرة أن الحب هو الكلمة الأساسية سواء في الواقع أو الراوية التي سيجد كل إنسان نفسه فيها بمجرد قراءتها.

وتأخذنا رواية هيبتا إلى عالم الحب الذي أهلكه الجميع بحثاً، ورغم تكرار حكايته إلا أن الجميع فيه يقع بنفس الأخطاء ليتألم نفس الألم ويتعلق بنفس الآمال. ويأتي اسم الرواية هيبتا، من الرقم الإغريقي سبعة، حيث تعبر الرواية في المراحل السبع للعلاقات العاطفية،
وهي: البداية، اللقاء، العلاقة، الإدراك والحقيقة ثم القرار.. وصولاً إلى الهيبتا.

وأضافت أن كل إنسان يمر بتلك المعضلات والصراعات النفسية طوال حياته وليس فقط في حب النصف الثاني له بل حب الأصدقاء والعائلة أيضاً، قائلة "يمكن ملاحظة ندرة الأمان في الرواية بما يؤدي في النهاية إلى تشكل تعلق مرضي بالعلاقات المبنية على الحب، ومواجهة الشخصيات شعور بالقلق وقلة الثقة إلى جانب تواجد سوء التواصل لدى شخصيات الكتاب، وكيف ينعكس ذلك على ديناميكية العلاقات".

واعتبرت أن رواية هيبتا مثال ممتاز يلخص كيف يمكن للصدمات النفسية تشكيل شخصية الفرد ومعتقداته وأفكاره الخاصة بالآخرين وركز كاتبها على كيفية حدوث ذلك عبر التجارب التي تعرضت شخصيات الرواية الأربعة، والصدمات التي تعرضوا لها مثل: موت الأم، موت الابن، اكتشاف أن الوالد ليس الأب الحقيقي، وأن الأم ليست واضحة وصادقة ولم تحكي ماضيها بشكل مناسب؛ وأن هذا بالنسبة لها بداية القصة، وما يشكل الشخصية، فقد عانت الشخصيات من الصدمة عبر مراحل مختلفة من حياتها، وتلك الصدمة المستمرة تساهم في الحيرة، فقدان القدرة على اتخاذ قرارات فعالة وعدم القدرة على الثقة في الناس التي نراها في شخصيات الراوية؛ واستخدم المؤلف شخصيات الرواية لتوضيح مثل تلك الصراعات عبر حوارات متنوعة بين كل شخصية وشريكها/شريكتها.


هيبتا هي الرواية الثالثة للكاتب محمد صادق، حيث قدم سابقاً روايتي طه الغريب، وبضع ساعات في يوم ما، وتم إصدار هيبتا في مطلع 2014 من دار نشر الرواق للنشر والتوزيع، حيث حققت نجاحاً باهراً واعتلت قوائم المبيعات في مكتبات الشروق لأكثر من مرة، كما كانت الأكثر قراءة بين مستخدمي موقع Goodreads.com للكتب خلال شهر يونيو - حزيران 2014 بعدة دول عربية.

وبحسب جورجيت فإن مراحل الحب التي استخدمها الكاتب مشابهة بشكل كبير للمراحل العلاجية التي تقود مرضاها عبرها لبناء علاقة صحية بينها وبينهم، وأنه تمكن بذكاء في عرض مراحل الحب المختلفة من الافتنان، مواجهة الواقع، محاولة التناسي، والنضوج عبر تصاعد الأحداث وتصوير الشخصيات وقصصهم.

وقالت إنها لو كانت تعالج شخصيات الرواية في الحقيقة، لكانت ركزت على تشجيعهم على إعادة تشكيل الصدمات التي تعرضوا لها وتحويلها إلى خبرات تعليمية، وتحفيزهم وبناء آمالهم في مستقبل أفضل، والإصرار على دعم مثل تلك الشخصيات واحتوائهم واستقبالهم دون أحكام مسبقة بهدف تزويدهم بتجارب تصحيحية بطريقة صحية تمكنهم من بناء علاقات آمنة.

وحاليا يتم الإعداد لتصوير فيلم هيبتا: المحاضرة الأخيرة المأخوذ من رواية هيبتا الأكثر مبيعاً، من إخراج هادي الباجوري الذي سبق له تقديم فيلمي واحد صحيح (2011) ووردة (2014)، وقامبتحويل الرواية إلى نص سينمائي السيناريست وائل حمدي مؤلف فيلم ميكانو
(2009)، وتم الإعلان عن 5 أسماء حتى الآن مشاركة في البطولة وهي ماجد الكدواني، أحمد مالك، أحمد داود، دينا الشربيني وياسمين رئيس.

إشارة إلى أن إستشارية العلاج النفسي د. جورجيت سافيدس أصبحت من عملاء شركة MAD Celebrity، وبالتالي أصبحت الشركة هي المسؤول الوحيد والرسمي عن تعامل جورجيت سافيدس مع الإعلام.