إحتفلت مدينة قسنطينة بانطلاق فعاليات مهرجان أيام الفيلم العربي المتوج والذي يستمر حتى الثالث والعشرين من كانون الأول/ديسمبر الجاري ويأتي ضمن تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية للعام 2015.
ويأتي المهرجان تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ووزارة الثقافة في الجزائر، والتي ارتأت ترجمة وعودها بالانفتاح على الثقافة العربية والسينما العربية إلى واقع، فانتهزت الفرصة لتحويل الشعار إلى حقيقة.
وبحضور والي المدينة، رحّب محافظ المهرجان، ابراهيم صديقي، بضيوف المهرجان في قسنطينة، وبأهل الفيلم العربي المتوج وقال:" كما وعدناكم في وهران بأن نلتفت إلى جهود السينمائيين العرب، وقراءة الإبداع السينمائي العربي الحاصل على جوائز كبرى في مهرجانات عالمية".
وقال: "أقولها بوضوح.. ما أصعب الانتقاء وما أكثر هواجسنا من التقصير في استضافة الأفلام.. لا بد من الوقوف عند الأعمال المتوجة، وفي هذا إغفال أكيد لأعمال عربية لم يتسنَ لنا استقدامها إلى قسنطينة".
وتحدث عن التسامح كشعار للمهرجان فأكد أنه من أجل التسامح سيقيم المهرجان ندوة السينما والتسامح آملا في أن تعود علينا محاضرات الأسماء اللامعة التي ستنشط في هذا الملتقى في فهم واقع العرب والسينما في حضور التسامح وغيابه.
ورحب بالجميع مجددا وتمنى أن يكون المهرجان ومن كافة النواحي عند حسن الظن.
وجرى تكريم نخبة من نجوم الفن، ممثلين ومطربين، ومن عدة بلدان عربية، ممن لهم باع وتاريخ وإنجازات، إن على صعيد الغناء أو الدراما أو السينما.
وتقدم الموسيقار الجزائري الشهير نوبلي فاضل المكرمين، في حين تم تقديم التفاتة كبيرة إلى روح العملاق العربي الراحل وديع الصافي بتكريم ولده جورج وديع الصافي في سابقة من نوعها بالنسبة للجزائر.
وتم معهما تكريم التونسي لطفي بوشناق ومحمد الحلو وهدى سعد وأنوشكا وسارة فرح وكنزة مرسلي وصوفيا صادق وريم غزالي وزياد غرسة ومحمد الخامس وعبد الله كورد وهشام الحاج وكمال رزوق.
تتشكل أيام الفيلم العربي المتوج من عدة تظاهرات، منها سينمائية ومنها غنائية ومنها تكريمية وفق التالي:
فقد حددت محافظة المهرجان 11 فيلما عربيا للعرض في قسنطينة ولأول مرة، ويحضر فيها نجوم عرب من الصف الأول سيكونون لأول مرة في ضيافة قسنطينة وتحديدا على شاشتها العملاقة.
على حين وتحت شعار "سلاما من صبا بردى"، ستتلألأ دمشق في سماء قسنطينة من خلال تظاهرة خاصة يوجه فيها المهرجان تحية للفيلم السوري من باب الدعم للسينما السورية التي لم تتجاهل يوما الفيلم الجزائري في مهرجان دمشق السينمائي الدولي.
وفي واحدة من أهم التظاهرات ستقام سهرة فنية على شرف الموسيقار الجزائري نوبلي فاضل بحضور 25 مطربا عربيا ممن غنوا من ألحان نوبلي.
وفي تكريم خاص ستحظى فنانة الجزائر الشهيرة شافية بودراع بمساحة خاصة من الاحتفالية بها، فضلا عن تكريم نجوم سلسلة أعصاب وأوتار.
ويحظى المهرجان بحضور ضيوف كبار لهم وزنهم في السينما العربية والثقافة الشرق أوسطية، ويتصدر الرباعي السوري، الهوليودي غسان مسعود، وسلمى المصري وسلاف فواخرجي وفاديا خطاب الحضور، ومعهم المصرية بوسي، واللبنانية مادلين طبر، والمصرية صفية العمري، كما وتحضر ولأول مرة الجزائرية سوسن معالج، فضلا عن الحضور للنجمة الجزائرية شافية بودراع التي ستحظى بتكريم خاص كما سلف.
وستشارك في التظاهرة لهذا الموسم أحد عشر فيلما من عدة جنسيات عربية، وفي مقدمتها الفيلم الجزائري البئر، والفيلم الأردني الذيب للمخرج ناجي أبو نوار.
وتشارك مصر بفيلمين هما الفيل الأزرق وأمير رمسيس. بينما تشارك تونس بفيلمين أيضا هما الزيارة وعلى رحلة عيني.
أما العراق فيشارك بفيلم تحت رمال بابل، وسورية بفيلم المهاجران للمخرج محمد عبد العزيز. وتحضر موريتانيا بفيلم تمبكتو للمخرج عبد الرحمن سيساكو، ولبنان بفيلم موجة 1998 لإيلي داغر، والمغرب بفيلم جوق العميين.
في تصريحات خاصة بالفن قالت الممثلة السورية فاديا خطاب إن دعوة المهرجان لها مبعث شرف وخصوصاً أنه يأتي من بلد عزيز وغال هو الجزائر.
وأضافت: "كفنانين نحمل رسائل حب من بلدنا سورية وشعبنا العظيم إلى شعب الجزائر العظيم الذي لم يقصّر مع السوريين في محنتهم".
واعتبرت التظاهرات التي سنقام في المهرجان محطات تشكل إضافات للحركة الثقافية العربية وبخاصة عندما تأتي تحت شعار التسامح عبر السينما.
أما الممثلة المصرية بوسي فرأت أن المهرجان محطة مهمة في مسيرة الجزائريين والعروبة، متوقعة ان يكون خط انطلاقة للثقافة الجزائرية في انفتاحها على السينما العربية.
وإذ شكرت إدارة المهرجان وزارة الثقافة في الجزائر لحسن الضيافة، اعتبرت أن لا شيء جديدا على بلد عربي مهم وله ثقله ووزن كالجزائر.
وتمنت بوسي أن تعمم هذه التظاهرات في أقطار المغرب العربي ليتفاعل المواطن العربي مع هذه البلدان الشقيقة، وبخاصة عندما تكون أداة التفاعل هي السينما بكلا ما للسينما من فعل تقريبي بين الشعوب والحضارات متسائلة:" فكيف ونحن شعب واحد وحضارة واحدة؟؟".
وقال الفنان المصري محمد الحلو أن كل شيء رائعا في الجزائر وفي قسنطينة، مباركا للشعب الجزائري ولأهالي قسنطينة أن تكون مدينتهم عاصمة الثقافة العربية في العام 2015.
وقال: "تجارب الجزائر عروبيا أتت مفعولها على الدوام وليس غريبا على بلد حضاري وشعب معطاء كالجزائر أن يلمّ العرب حول قضية حضارية كالسينما.. أتينا ونعرف إلى أن اتينا وسنلبي أية دعوة إلى هذا المكان المختلف".
وحول التظاهرات قال: "كلها حضارية والأجمل فيها هو التنويع بين التمثيل والغناء، والحضور الآثر لكل نجوم العرب والأفلام المتوجة دليل على جودة هذا المهرجان الذي أتى بكل ما هو ذهب إلى بلد عربي كله ذهب".
أما الممثلة صفية العمري فعبرت عن حبها للشعب الجزائري العظيم وثقافته الراقية مشيدة بانفتاح الجزائريين على كل الحضارات، من العربية إلى الفرنسية والغربية عموما.
وأضافت: "أنا سعيدة وأشعر بأنني في بلدي الثاني الذي تشاركنا معه كل همومنا وهمومه، ولا شيء يفرق بيننا، واليوم تجمعنا الثقافة والحمد لله".
وأبدت إعجابها بالتنظيم وبالحضور اللامع للسينما العربية، مشيرة إلى أن اختصار الأفلام المشاركة على المتوجة فقط هو علامة تمنح لهذا المهرجان الذي جاء بكل ما هو حاصل على جوائز، سواء أفلام أم نجوم".
لمشاهدة كامل الألبوم اضغط هنا