لقاء مميز وحميم جمع النجمة العالمية إيلين سيغارا بأهل الصحافة والاعلام في فندق "فينيسيا"، بمناسبة زيارتها بيروت لإحياء حفل العشاء السنوي لجمعية " Neonate Fund " التي تعنى بالأطفال ذوي الولادات المبكرة.
وقد شارك في المؤتمر الصحفي إلى جانب سيغارا ، رئيس الكونسرفاتوار الوطني الدكتور وليد مسلّم ممثلاً وزير الثقافة ريمون عريجي، إضافة إلى رئيسة جمعية "Neonate Fund" السيدة رادة اللوزي الصواف، ورئيس قسم العناية الفائقة لحديثي الولادة في المركز الطبي للجامعة الاميركية في بيروت الدكتور خالد يونس.
إيلين سيغارا
أهلا وسهلا بك في لبنان.
شكراً جزيلاً .
لماذا وافقت على تبني قضية جمعية "Neonate" ؟
لم أكن لأفوّت، لأيّ سبب، فرصة الحضور إلى لبنان لدعم هذه القضية. فعندما اتصلت بي رادة الصواف قبل أشهر طالبة منّي المشاركة في الحفلة، كنت قد وافقت على أن أكون عرّابة حقوق الطفل في اليونيسيف، وبدت لي المشاركة في عشاء Neonate Fund وكأنها استكمال لهذه المهمة العالمية، فصحيح أن حقوق الطفل مهمة، ولكن قبل ذلك يجب أن يكون ممكناً للأطفال أن يبدأوا حياتهم وهم بصحة جيدة.
هل ترددت كثيراً قبل الموافقة ؟
ليس تردداً ولكن الامور كانت معقدة قليلاً بالنسبة لي خصوصاً انني كنت اتنقل بين الولايات المتحدة وفرنسا بحكم مشاركتي في لجنة تحكيم برنامج للهواة من جهة ، وتحضير اغاني اليونيسف التي تعنى بحقوق الاطفال من جهة أخرى. وعندما تواصلت معي السيدة رادة الصواف كانت المشكلة الاكبر هي في جدول ارتباطاتي فانا سأغني في 17 كانون الأول مساءً على أن اغادر لبنان في ساعات الصباح الأولى. ولكن رادة كانت تتمتع بطاقة ايجابية كبيرة، فعندما تلقيت رسالتها وجدت بين سطورها اصرارها ومحبتها. وبالتالي لم يكن بإستطاعتي ان ارفض هذا الطلب.
وكيف كانت زيارتك إلى قسم العناية الفائقة لحديثي الولادة في المركز الطبي للجامعة الاميركية؟
قابلت خلال زيارتي إلى قسم العناية الفائقة لحديثي الولادة في المركز الطبي للجامعة الاميركية، أشخاصاً رائعين تأثرت بإنسانيتهم التي أصبحت نادرة جداً في أيامنا. لقد زرت مستشفيات كثيرة للاطفال في حياتي ولكن لم أزر يوماً قسم عناية فائقة للمولودين قبل أوانهم، وتأثرت خلال زيارتي هذا القسم في المركز الطبي للجامعة الأميركية برؤية هؤلاء الأطفال في وضع حساس، وتأثرت بالعناية الدقيقة بهؤلاء الأطفال، وبالأهل الذين يعيشون تجربة صعبة.
الفنان الحقيقي يجب أن يسخّر فنّه من أجل القضايا الانسانية ؟
الموسيقى تساهم في دعم هذه القضية وغيرها. بالنسبة لي، وبعد 20 عاماً في مجال الفن، اعتقد أنه على الفنان ان يعطي لفنه قيمة اكبر من بريق الحفلات والاضواء. انا ادعم الكثير من القضايا الانسانية منها بشكل علني وأخرى بعيداً عن الأضواء.
ولكن هل عليه أن يوافق على كل طلبات الرعايا التي يتلقاها ؟
لقد كان تركيزي دائماً ولا يزال على الطفولة، وأعطي الأولوية لكل ما يتعلق بها. وفي الواقع أتلقى طلبات رعاية كثيرة لجمعيات، لكنني اعتذر عن عدم تلبية عدد كبير منها، لأني لا أقبل بأن أكون عرّابة وهمية أو إفتراضية، بل أحرص على أن أكون عرّابة فعلية، وأن أعمل على الأرض.
ما هو العرض الذي رفضته أخيراً في ما يخص القضايا الاجتماعية ؟
منذ فترة تواصلوا معي من اجل دعم قضية تسعى لحماية فصيلة من الكلاب مهددة بالانقراض. انا احب الكلاب كثيراً ولكن بالنسبة لي من المهم جدا أن اكون اليوم متواجدة هنا على أن أكون في مكان آخر. أنا أردت ان اكون بجانب طفل بحاجة إلى دعم ليستمر في الحياة على أن أن انشغل بالاتهمام بفصيلة من الكلاب مهددة بالانقراض.
قد يستغرب البعض قبولك رعاية جميعة لبنانية كونك فنانة فرنسية – عالمية .
قد سبق لي ان زرت لبنان مراراً. ولدي صديق مقرب جداً مني لبناني ومن عائلة "أبو جودة". بالنسبة لي لبنان بلد "القلب الكبير" والكفاح وهذا ما نال اعجابي وتقديري منذ ان زرت لبنان لأول مرة. أمي أرمنية واعتقد ان الشعب الأرمني واللبناني لديهما شيء قوي مشترك وهو هذه الصفات التي سبق وذكرتها. أنا سعيدة جداً وممتنة لأنه تم اختياري لأكون عرّابة هذه الجمعية التي سأدعم قضيتها.
خلال الإعتداءات الارهابية الأخيرة التي تعرضت لها فرنسا، شهد لبنان أيضاً هجوماً إرهابياً ولكن العالم تجاهله.
لا أريد ان يكون لدي دور سياسي لأنني شخص روحاني ولا أريد الدخول في أمور سياسية. ولكن للأسف هناك اعمال ارهابية بإسم الله. ولا يمكنني أن اتخيّل ان الله يقبل بأن يفعل هؤلاء بإسمه بما يقومون به من اعمال ارهابية. انا متأكدة من أمر واحد وهو ان الايمان وجد لكي يقربنا من بعض وليس كي يقسمنا. ومن هنا أعتقد ان هؤلاء الأشخاص لم يفهموا شيئا من الايمان.
كفرنسية ما هي الرسالة التي تتوجهين بها للبنانيين بهذا الخصوص ؟
لقد تأثرت جداً عندما وقت الاحداث المؤلمة في باريس لأنه كان يجب أن أقدم حفلاً في مساء اليوم التالي. وقد تم الغاء كل التحضيرات والنشاطات وكنا فعلاً تحت تأثير الصدمة. ورغم ذلك كنت أقول: هناك بلاد تعيش هذه الهجمات بشكل يومي. اعرف أشخاصاً عاشوا هذه المعاناة مراراً. نعم لم يتم التحدث عن لبنان وكذلك لم يتطرق أحد إلى الحوادث في أفريقيا. أنا أغني بـ 10 لغات ومنها العربية .. وقد جلت في انحاء العالم.. اعتبر ان الموسيقى ليس لها حدود ويجب ان تكون جسر حب وسلام بين شعوب العالم. وما يمكنني أن افعله اليوم هو أن اكون جندي سلام وحب من خلال الموسيقى.
هل يمكن ان نعتبر أن وجودك في لبنان هو رسالة انسانية ضد الارهاب ؟
اذا اردتم ان يكون وجودي اليوم هو رسالة انسانية وضد الارهاب فهذا يؤثر بي كثيراً. انا اتعاطف كثيراً مع كل هذه الآلام والأوجاع بكل أشكالها. أنا لست قديسة ولكن لا يمكنني ألا اتأثر بما يدور من حولي .
ماذا تقولين لهؤلاء الإرهابيين ؟
لا اعرف ماذا أقول لهؤلاء الارهابيين او ماذا يجب أن أقول. لا يمكنني ان أفهم هذا النقص الكبير بالمحبة التي لديهم. ولا يمكنني ان أفهم كيف يمكن للانسان أن يقتل قريبه.
وليد مسلم
وكان مسلّم نقل إلى الحضور تحيات وزير الثقافة روني عريجي، واصفاً قضية الأطفال المبكري الولادة بـ"قضية انسانية حساسة تعني كل شخص".
وأشاد بعمل Neonate Fund والإنجازات التي حققتها في ثلاث سنوات. وابدى إعجابه بمسيرة سيغارا الفنية وأنشطتها الإنسانية، شاكراً حضورها إلى لبنان لدعم هذه القضية الإنسانية، واعتبر أن "موهبتها وصوتها وجمال روحها وشفافيتها تساهم في تحقيق الأمل والفرح للملايين، وهي تضع هذه الموهبة في خدمة قضايا إنسانية كقضية الأطفال المبكري الولادة".
رادة الصواف
ورحبت الصواف بالنجمة العالمية، مشيرة إلى أنها "رغم نشاطاتها الكثيرة، اعطت أولويةً للمجيء إلى لبنان في هذه الظروف وللتضامن مع الأطفال ذوي الولادات المبكرة".
وأشارت إلى أن "Neonate Fund تعتبر أن الفنَّ هو وجه من وجوه الأمومة كما الصوتُ والغناءُ وكلَّ هذه الهبات التي يمنحُها الله للإنسان تشكِّلُ قيمةً إنسانيةً". وأضافت أن "موهبة سيغارا ستساهم، من خلال مشاركتها في العشاء السنوي للجمعية، في إنقاذ العديد من هؤلاء الأطفال الذين ينتظرون من يعطيهم اوكسيجين الحياة". وشددت على أن اختيار الجمعية لسيغارا "له أسباب أبرزها أن هذه الفنانة تمرَّدت على المصاعب وكانت مثالاً للمرأة المؤمنة بالعطاء والحياة وهي تشكِّلُ نموذجاً يُحتَذى به لكل من يواجه صعوبةً في حياته. والسببُ الآخر هو أن سيغارا لم تقع في الإبتذال الفني وارتقت بصوتها إلى مستوى الرسالة الإنسانية، وهذا بالتحديد ما يشكِّلُ نقطةَ إلتقاء Neonate Fund بهذه الفنانة الكبيرة".
وذكّرت بأن "الجمعية تعمل بنشاط منذ العام 2012 عبر وحدة العناية الفائقة في المركز الطبي للجامعة الاميركية في بيروت على دعم العائلات والأطفال الذين لا يستطيعونَ تَكَبُّدَ المصاريف الباهظة للعنايةِ الطبية المركزة". وأشارت إلى أنها "أنفقت ثلاثة ملايين دولار من أموال الواهبين منذ العام 2012 أي ما يعادل نحو مليون دولار سنوياً لإنقاذ 265 طفلاً أي ما يعادل 90 طفلاً في السنة تقريباً مع العلم أن نحو 8700 طفل يولدون قبل أوانهم كلَّ سنة في لبنان". واعتبرت أن هذه الأرقامُ مخيفةٌ لأنها تدلُّ على أن Neonate Fund لا تستطيع تغطية أكثر من 1 بالمئة تقريباً من الأعداد السنوية للأطفال الخدج في لبنان".
ووجّهت "نداءً صادقاً إلى كل القيمين من أجل تمكين Neonate Fund حتى تزيد من أعداد الأطفال الممكن انقاذُهُم". وشكرت "كل الشركاء في المركز الطبي للجامعة الاميركية في بيروت وقسم العناية الفائقة فيه برئاسة البروفسور خالد يونس، وكل المؤسسات الواهبة ومنها فندق فينيسيا". وتمنت "أن يساهمَ صوتُ إيلين سيغارا برفقة غي مانوكيان ومارك رعيدي في زيادة الوعي حول قضية يجب أن يتحركَ كل المجتمع ليَحُدَّ من تفاقمها".
د. خالد يونس
وقال يونس إن الجمعية تكرس مساعدة الأطفال المبكري الولادة. وأشار إلى أن "عدد الولادات في لبنان قبل الازمة السورية كانت ما بين 75 و85 الفاً سنوياً، أما اليوم فتبلغ مئة ألف". وأضاف "من الـ75 ألف مولوداً، كان نحو ثمانية آلاف يولدون قبل أوانهم سنوياً". وأشار إلى أن قسم العناية الفائقة لحديثي الولادة في المركز الطبي للجامعة الاميركية في بيروت يعالج سنوياً نحو 300 من الأطفال المبكري المولودين قبل أوانهم، موضحاً أن هؤلاء يحتاجون إلى "علاج دقيق جدا وعناية غالباً ما يستمران مدة طويلة". وأشار إلى أن القسم يعنى أيضاً بعلاج الأطفال الذي يعانون تشوهات عند الولادة. وشدد على أن "كل ذلك يتطلب فريق عمل متخصصاً على كل المستويات، ومعدات حديثة، وبالتالي فإن تكلفة العلاج كبيرة والأهل لا يستطيعون تحملها". واضاف أن "الجمعية حققت إنجازات كبيرة في فترة قصيرة، لكن ذلك لا يكفي إذ أن ثمة آلاف الأطفال لا يحصلون على دعم". وإذ أشار إلى أن"وزارة الصحة تساعد مشكورة"، تمنى "أن تغطي شركات التأمين العلاجات التي تستلزمها الولادات المبكرة".
لمشاهدة البوم الصور، إضغط هنا.