لا شك بأن استمرارية أي برنامج على مدى سنوات طويلة ما هي إلا دليل على نجاحه وتفوّق فريق عمله ومقدّمه، فكيف الحال إذا ما كان الأمر يتعلق ببرنامج يحمل الطابع الاجتماعي الذي تتكرّر فيه الأفكار وتنطوي داخل شرنقة من الظروف والأوضاع الإنسانية المتشابهة... إلا أن مقدّم البرامج مالك مكتبي وبرنامجه "أحمر بالخط العريض" وفريق العمل المجتهد تمكنوا من سبر أغوار جديدة وطرح مواضيع مختلفة معتمدين على أسلوب السهل الممتنع ومزوّدين بمواد تروّج للإنسانية ببساطة وسلاسة وتمزج ما بين الضحك حيناً والبكاء أحياناً وتتفرّد بطروحات تتأرجح ما بين التميّز والاختلاف.
حلقة "The Little Chef" أو "الطبّاخون الصغار"، في جزئها الأول، لم تكن سوى انعكاس لأحد الأهداف الرئيسة التي يقوم عليها البرنامج أي بناء مجتمع سليم من خلال الأطفال الذين يحملون مهارات خاصة ويرتشفون المعرفة من ذويهم ويحافظون من خلال تربيتهم السليمة على عاداتنا وتقاليدنا وفي مقدّمتها طهو الأطباق التقليدية التي تميّز مطبخنا وسفرة بلدنا.
برافو مالك مكتبي على كل ما تقدّمه من جديد ومبتكر في هذا الإطار إذ حوّلت بالفعل مسار البرامج الإجتماعية من وسيلة لعرض المشاكل من دون إيجاد الحلول واستخدام "النق" لاستجلاب العواطف والتهجّم لبرز العضلات إلى محطة إنسانية ننتظرها أسبوعياً لنتأكد بأن ثمة ما في الحياة يستحق الكفاح لأجله...فإلى الأمام.