فنانة لبنانية شاملة تجمع بين الغناء والتمثيل والتأليف..متمردة في الاداء وثائرة على المألوف. خطواتها مدروسة جيداً وتصب دائماً في مصلحة عملها وتقدمها على سلم النجاح والشهرة.
ألين لحود تطل على الجمهور حالياً من خلال مسرحية "بنت الجبل" التي سبق وقدمتها والدتها الراحلة سلوى القطريب. فماذا قالت ألين عن هذه التجربة وعن مقارنتها بوالدتها وعن العمل مع روميو لحود؟ التفاصيل في هذا اللقاء المميز .
أهلا وسهلا بك عبر موقع "الفن".
شكراً جزيلاً واهلا بكم.
نجتمع دائماً بك بين الحين والآخر للحديث عن اعمالك الجديدة التي تتنوع بين المسرح والتلفزيون والغناء. بداية كم انت سعيدة بهذا النشاط الفني الذي تعيشينه في هذه الفترة ؟
أنا سعيدة جداً لأنني اعتبر ان كل مرحلة يمر بها الانسان هي تجربة جديدة يتعلم منها وتجعله يكتشف نفسه. وانا سعيدة لأنني انوّع بين المسرح والتلفزيون والحفلات وتحضير الأغاني .. انا اتواجد في كل هذه المجالات واحب أن أبرز الطاقات التي لدي فيها. اما "بنت الجبل" اليوم فهي تشكل بالنسبة لي مرحلة انتقالية وستكون من المراحل التي سأتذكرها كل حياتي لأنها تشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لي وعلى أصعد عديدة.
من الطبيعي والجميل أن يبقى اسم ألين لحود مرتبطاً بإسم والدتها الراحلة سلوى القطريب، ولكن ألا تبحث الين عن شخصية لها خارج عباءة والدتها؟
انا قمت بشيء مستقل تماما عن عائلتي ولم أقم بشيء يشبه الذي قدّمته والدتي. اليوم التحدي كبير بالنسبة لي هو ان أثبت للناس ان الين قاردة على ان يكون لها شخصية بحد ذاتها وقادرة أن تكون على المسرح. ولكن في النهاية الناس سيقارنون بيننا ولا يمكنني أن امنعهم. انا علي ان اثبت لنفسي انني مستقلة ولدي شخصيتي وموهبتي ولكن لا يمكنني أن أمنع الناس من ان يشبهوني بوالدتي أو ان يقولوا أنني متأثرة بها أو لا. "بنت الجبل" ستكشف أولا عن النسخة الجديدة من العمل بالاضافة إلى ان الجمهور سيلاحظ الطاقات التي لدي والتي لم استطع ابرازها في اعمال سابقة.
ما الذي سيراه الجمهور في هذا الدور مع ألين لحود ولم يره عندما قدمت سلوى الدور؟
شخصيتي مختلفة عن شخصية والدتي وبالتالي نحن اساسا لا نشبه بعضنا. حتى الذين شاهدوا العمل عندما قدمته والدتي سيشاهدوني بطريقة مختلفة في هذا العرض ولن يكون في نفس الاطار. ولكن بطبيعة الحال القصة هي ذاتها والشخصية نفسها و نحن نتبع النص والحوار. انا العب الدور على طريقتي وبإحساسي أنا. ومنذ البداية الجميع يعرف ان شخصيتي مختلفة عن شخصية والدتي وهنا يكمن الفرق الكبير. كل واحدة عندها موهبتها وقدراتها وكل واحدة منا أعطت من قلبها وعلى طريقتها. وانا اتمنى أن استطيع بيوم من الايام ان اعمل ربع ما قامت به امي.
يتطلب منّا هذا الموضوع تركيزاً كبيراً لأننا خلال التمارين كنا نضحك كثيرا فقد مررنا بمواقف طريفة جدا انا وكل الممثلين الزملاء الذين اتعامل معهم في العمل. هناك مواقف مضحكة كثيرة عليك أن تعتاد عليها لأنك ستمر بها كلما عرض العمل. ولكن من الطبيعي ان يمر الممثل بهفوات خلال العرض ولكن عليه أن يعرف كيف يسيطر عليها خصوصا ان العرض كوميدي جداً وانت معرّض في كل لحظة لأن تضحك. تفاعل الجمهور علينا أن نأخذه كدافع لتقديم الأفضل وليس لنتأثر به.
في الأعمال الدرامية تعيشين الحالة مرة واحدة اثناء التصوير، ولكن في المسرح عليك أن تعيشيها مع كل عرض حتى لو انك لست مستعدة نفسياً لذلك.
العمل في المسرح صعب جداً. وأصعب شيء العمل المباشر. يمكن ان تكون مريضاً أو متعباً او لست مرتاحاً نفسياً أو لديك مشاكل...عليك أن تنسى كل شيء وترتدي هذا القناع وتصعد إلى خشبة المسرح وتعطي أفضل ما لديك لأن الجمهور ليس مجبراً على أن يتحمل مشاكلك لذلك عليك أن تفصل بين الأمرين وهذه مهمة صعبة بالفعل. انا أقول ان الله يعطي القوة ومن اختار هذه المهنة يعلم ان عليه التضحية بكل شيء من أجلها.
الاطلالة الاخيرة لك على الجمهور كانت في "درب الياسمين" وكانت شخصية شريرة. كيف سيتقبلك الآن الجمهور بهذا الدور ؟
صحيح كان دوري في مسلسل "درب الياسمين" شريرا وأثّر كثيراً بالمشاهدين وأنا أحب التنويع في الأدوار لأنني اؤمن بأن الممثل يجب أن يخرج من نفسه ويرتدي كل الشخصيات وعليه ان يتحدى نفسه وألا يعوّد الجمهور على مشاهدته دائما بنفس الصورة. أنا ضد الممثل الذي يعطى دائماً نفس الأدوار ويقبل بها. بل يجب على الممثل الحقيقي ان يخرج من عباءة معينة ليرتدي أخرى ليقنع الجمهور بأنه ممثل.
وكيف تصفين الثنائية مع بديع أبو شقرا في "بنت الجبل" ؟
الثنائية رائعة. هي ليست الأولى مع بديع فقد سبق وقدمنا "الرؤية الثالثة". جمعتنا كيمياء رائعة. اليوم على المسرح هناك لذة اكبر وتفاعل مباشر مع الناس، ونحن نكتشف بعضنا كل يوم ونعطي لبعضنا كل يوم ونفهم على بعضنا من نظرة العين. من المهم جداً ان يكون هناك انسجام مع شريكك.
وكم هي المسؤولية كبيرة في التعاون مع روميو لحود ؟
"رجفان" .. ليس سهلاً ابداً .. قد يظن البعض أن الأمر سهل لأنه عمّي ولكن بالعكس هو صعب جداً. هو انسان صارم في العمل ويريد ان يكون عمله كما يريد .. هو دقيق جداً ويعرف جيداً ماذا يريد .. هو تاريخ وله أكثر من 50 سنة في الفن والعمل معه ليس لعبة..المسؤولية كبيرة جداً.
هل كان متساهلاً في الاضافات التي قمت بها؟
نحن نقترح بعض الأمور نتيجة ما نشعر به فإما تعجبه ويقبلها او يرفضها. هناك بعض الأمور لا يساوم عليها أبداً ويصر عليها خصوصاً انه يكون قد كتبها بطريقة ايقاعية.
لقد سبق وعملت على المسرح مع عائلة الرحباني واليوم مع روميو لحود. ما الفرق بينهما ؟
لقد علمت مع الاستاذ الياس الرحباني في قطر ومع الاستاذ غدي الرحباني في مسرحية "ع أرض الغجر" والعمل معهما متعة. مسرح الرحباني ومسرح روميو لحود يتمتعان بميزة مهمة وهي التهذيب. فالعمل معهما يهذّب الممثل ويجعله يحترم المهنة والمسرح وزملاءه والوقت. هما مدرستان واعتقد انهما عملا تاريخ المسرح اللبناني.
لو كان عمل روميو لحود مسرحية جديدة وليس "بنت الجبل" هل كنت شاركت ؟
اذا كان يليق بي أكيد كنت سأشارك. ليس لأنه عمي يجب ان اعمل معه. اليوم لأن الدور يشبهني قدمته ولو لم يكن يليق بي لما قبلته.
في الختام شكراً لك.
شكراً جزيلاً على اللقاء واتمنى ان تنال المسرحية اعجاب الجمهور.