ممثل لبناني من الطراز الرفيع .
ارتبط اسمه بالأعمال اللبنانية المميزة خصوصاً تلك التي قدّمها مثل "لمحة حب" و"أحبيني" وغيرهما. رغم تواجده المستمر في كندا، يطل علينا النجم بديع أبو شقرا بين الفترة والأخرى بعمل مميز في بيروت. وقد انحصرت اعماله في الآونة الاخيرة في المسرح بحيث قدّم مسرحية "Venus" والآن يطل علينا بمسرحية "بنت الجبل".
موقع "الفن" التقى النجم بديع أبو شقرا وكان لنا معه هذا اللقاء المميز .
أهلا وسهلا بك عبر موقع "الفن".
شكراً أهلا بكم.
تشارك حالياً في مسرحية "بنت الجبل"، ولاحطنا ان أعمالك المسرحية أكثر بكثير من التلفزيونية، لماذا ؟
المسرح هو الأساس والأعمال التلفزيونية تأتي لاحقاً. بالنهاية كله تمثيل. والممثل هو ممثل في أي مكان. ولكن في الفترة الاخيرة ولأسباب السفر وبعض الملاحظات والأسباب الاخرى، فضلت ان أكون اكثر في المسرح وشاءت الظروف أن يعرض علي اعمال جيدة كمسرحية "Venus" والآن "بنت الجبل".
هل هذا هو العمل المسرحي الغنائي الأول لك ؟
لقد سبق وشاركت في عمل مسرحي غنائي في نادي الضيعة ولكنها كانت محترفة نوعا ما وكانت من اخراج رضوان حمزة. "بنت الجبل" تجربة جديدة بالنسبة لي لم أقم بها مسبقاً ولهذا تحمست جداً للمشاركة فيها.
هذا العمل سبق وقدّم قبل سنوات مع نخبة من كبار الممثلين اللبنانيين. هل فكرت جيداً بهذا الأمر قبل الموافقة؟
هذا شجّعني اكثر للمشاركة في هذه المسرحية، لأنه من الجميل جدا استنهاض أعمال قديمة حفرت بذاكرة الناس. ومن خلال الاستعانة بالوجوه الجديدة تجد طريقاً إلى الجيل الجديد ايضاً. يبقى العمل كلاسيكيا ولكنه يصل أيضا إلى الجيل الجديد الذي اصبح معتادا على نمط مسرحي آخر . هذه خطوة جريئة وجبارة ان يعيد الاستاذ روميو لحود هذه المسرحية .
ايهما أصعب في هذا العمل ، الوصول إلى الجيل الجديد ام الجيل القديم الذي سبق وشاهد العمل وأحبه بصيغته القديمة وأبطاله آنذاك ؟
أصعب الوصول إلى الجيل الجديد لأن افكاره مشتتة وانتماءه غير واضح. لهذا من الصعب الوصول إليه او ضبطه في مكان محدد.
صحيح واعتقد أننا أصبحنا بحاجة إلى وسائل متطورة أكثر لتفعيل خيال الشباب والوصول اليهم .
صحيح نحن بحاجة إلى امور فيها الكثير من التكنولوجيا. المسرح فيه تكنولوجيا ولكن فيه حقيقة أيضاً وليس كالعالم الافتراضي الذي يعيش فيه الشباب. وهذا بالفعل يظهر مدى صعوبة العمل الذي يقوم به استاذ روميو ، فكما تعلم عندما يتكلم الجيل الجديد عن الأعمال الكلاسيكية ينظر إليها وكأنها "démodé". ولكن أعتقد بأنه في هذا النوع من المسارح لديك امكانية أن تجذب كماً كبيراً جداً من الاجيال الجديدة التي يمكن ان تتواصل معك ومن خلالك مع تاريخ أهلها.
تؤدي في العمل الدور الذي قدّمه الاستاذ أنطوان كرباج الذي لا يزال على قيد الحياة "الله يطوّل بعمرو". هل تواصلت معه قبل عرض العمل ؟
كلا لم اتواصل معه. في المرة الأخيرة التي تقابلنا فيها كانت في مسلسل "لولا الحب" . حتى أنني لم اشاهد المسرحية بنسختها القديمة مجدداً في الآونة الأخيرة. لا يمكنك ان تستبدل أحداً بأحد، بل يمكنك انت تضيف شيئاً ولكن لا يمكنك ان تحل مكان أحد او تقارن بأحد خصوصاً جيل أنطوان كرباج الذين عملوا عندما لم يكن هناك شيئاً وكانوا من المؤسسين. وهم يعملون بطريقة فيها الكثير من الاحتراف. فاذا تنظر إلى الـ"Script" الخاص بهم عندما نكون نصور أحد الأعمال تجد انهم يدونون الملاحظات وهذا امر مهم جداً لم يعد موجوداً . طبعا هذا تحد لان صورة انطوان وصوته محفوران بذاكرة الناس مثل الوشم على الجلد ولا يمكنك ان تحمو ولا نقطة منه.
هذا اول لقاء بينك وبين ألين على المسرح ، وقد سبق ان اجتمعتما في التلفزيون في "الرؤية الثالثة". ماذا اختلف بين الشاشة والمسرح ؟
لم يختلف شيئاً. "ألين شغلة". عندما كنا نصور المسلسل عشنا حالة جميلة جداً وبنينا علاقة جيدة. انا أحب أن اعمل معها مجدداً مرة ثانية وثالثة ورابعة...أنسجم جداً بالعمل مع ألين.
كل ممثل يضيف إلى النص . هل كان الاستاذ روميو متساهلاً معكم في هذا الموضوع خصوصا في مسرحية "بنت الجبل" ؟
تقنياً في المسرح، الممثل يفرغ كل ما لديه على المسرح والمخرج يقلّم. هذا ما يجب أن يحصل . أنا وصلت ووضعت كل ما لدي فأبقى الاستاذ روميو على بعض الأمور وعدّل ببعضها وحذف بعضها الآخر. من ناحية النص أنا ملتزم به حرفياً فهذا العمل مسرحي غنائي والكلام مكتوب بطريقة موسيقية فكانت الاضافات بالحركات وبلحن الجمل وبكمية الاحساس في الجمل وبالنظرات وبالتحرك على المسرح.
لقد سبق وشاركت في اعمال عديدة على المسرح في لبنان وكندا. بعد هذه الخبرة هل أصبحت قادراً على ضبط نفسك أكثر على المسرح. فقد لا تكون مع كل عرض في حالة نفسية ومزاجية ملائمة لتلعب دورك ؟
على الممثل أن يصعد إلى خشبة المسرح حتى لو كانت حرارته 40. عادل إمام قال في السابق" السبب الوحيد لعدم اعتلاء الممثل المسرح هو الموت". ليس لديك حل آخر.
ما هي المعايير التي تطلب وجودها في النص لكي توافق على المشاركة فيه ؟
أنا شخصياً أحب المسرحيات التي فيها تحدٍ وجرأة . انا اعتبر ان المسرح جزء من الثورة ومن التغيير. أنا احب المسرحيات التي تتحدى لتغيّر. من اهم المقومات التي تحفزني للمشاركة في عمل ما، هي عندما يكون الشخص الذي اتعامل معه يعرف جيدا ماذا يريد وماذا يفعل والاهم أن يكون لديه رؤيا . إضافة إلى أن المسرح بالنسبة لي هو جزء كبير من التغيير وهو اكثر شيء يخيف السطلة المالية والسياسية.
ولهذا السبب المسرح ضعيف في لبنان ؟
جزء من هذا الموضوع صحيح. ولكن السبب الاساسي لضعف المسرح هو أنه لم يكرّس كصناعة بعد. المسرح لا يزال تجارب فردية تعتمد على "تقبيل الأيادي" من أجل الحصول على رعاة. ولا يكرس المسرح كصناعة إلا من خلال الجهات الرسمية المختصة كالوزارات. المسرح فقير جداً وهو بحاجة إلى عملية دعم. لماذا؟ لانه هو من يبني حضارة على عكس التلفزيون.
كيف تنظر إلى الحراك الذي كان في الشوارع اللبنانية في الآونة الأخيرة ؟
الوضع في لبنان مأساوي وانا لا اعترف بوجود دولة أو رئيس أو وزراء أو نواب...الدولة اللبنانية قائمة على فضلات بعض المؤسسات التي لا تزال تعمل وعلى الشعب الذي يتعب وعلى أموال المغتربين..البلد لا يزال صامداً بسبب التوازنات الاقليمية التي تلعب بنا ولهذا أنا لا اعترف بوجود دولة. لدينا وطن ولكن ليس لدينا دولة.
لو كان المسرح منتعشاً في لبنان هل تعتقد أنه كان سيكون الشرارة التي تنطلق منها الثورة ؟
ممكن جداً..من الممكن ان يخرج الناس من المسرح إلى الشارع. وهذا حصل في الماضي عندما عرض روجيه عساف ونضال الأشقر في الشارع بعدما منعا من عرض العمل في المسرح ، وآنذاك إعتقلتهما القوى الأمنية. اليست هذه الثورة ؟ انها ثورة وأكبر ثورة .
ماذا تحضر للفترة المقبلة ؟
العمل الواضح حتى الآن هنا في لبنان هو فيلم "يلا عقبالكن" ولكن للشباب. سيتم تصويره في نهاية شهر آذار. وبكندا عملي في المسرح مستمر، هناك اعمال قديمة نعيد عرضها وهناك عملان جديدان سنعرضهما.
لماذا الممثل اللبناني مغيّب عن أداور البطولة في الأعمال الرمضانية ؟
هذا الأمر مرتبط بعملية الانتاج والسوق العربية . سوق التلفزيون المحلي ضيّق، لهذا نعتمد على السوق العربية . التلفزيون كله عملية تسويق والممثل فيه هو سلعة. كما اعتقد ان هناك بعض القرارات غير المعلنة بأن تكون ادوار البطولات الأولى لغير اللبنانيين خصوصا ان الاموال التي تصرف على هذه الأعمال جزء كبير منها من غير اللبنانيين.
ولماذا فرص الممثلة اللبنانية أكبر؟
لأن الممثلة اللبنانية كمرأة لديها حيّز اكبر من الحرية بسبب طبيعة المجتمع. وهذا الأمر لديه ايجابياته وسلبياته. وكما انه يوجد ممثلات من أهم الممثلات اللبنانيات لسن موجودات ويتعرضن لاقصاء كبير. وهذا الأمر مؤسف جداً.
في الختام نتمنى لك كل التوفيق.
شكراً جزيلاً لك .