بنجاح كبير تستمر عروض مسرحية "مسرح الجريمة" للكاتبة والمخرجة والممثلة بيتي توتل على خشبة مسرح مونو ، كل خميس وجمعة وسبت وأحد ، تمثيل جورج دياب، هشام خدّاج، لمى مرعشلي، جيسي خليل، كميل يوسف، جوزييت أفتيموس، وديع أفتيموس، د. جاك مخباط، سيريل جبر وميريام وطفا ، ونظراً للإقبال الكبير تم تمديد العروض لغاية 13 كانون الأول الجاري .
وبحسب ما تروي لنا توتل ، في لقائنا معها ، فإن مسرح الجريمة هي قصة باحث فرنسي عائد الى لبنان لانه من جذور لبنانية ليقوم ببحث عن صالات المسرح التي لا زالت موجودة في بيروت كون جدته كانت أول ممثلة مسرح في لبنان ، وحين يعود يقع إنفجار في الليلة نفسها ويجد نفسه بالمخفر مع 6 متهمين بزرع العبوة الناسفة ، وطبعاً كلها إتهامات زور والمخفر يدير الموضوع بعبثية وهذا مصغر عن البلد الضائع والمبعثر. المسرحية فيها شقّان البحث عن صالات المسرح التي فقدناها والتي ترمز الى فقدان الثقافة ، والشق الثاني نقد للطريقة التي يدار بها البلد ، ويكون هناك عشرة ممثلين بالمسرحية موجودين كل الوقت على المسرح لان الاحداث تحصل في المخفر.
كما كان لموقع "الفن" لقاءات مع المشاركين في العمل ، ننشر قسماً منها اليوم ، والقسم الآخر في وقت لاحق .
الممثل جورج دياب عبّر لنا عن سعادته بأنه لا يزال يوجد مسرح ، وقال : رغم كل الأمور التي هدمت المسرح والحرب قتلت المثقفين ولكن الحمد لله على أنه الآن يوجد حركة مسرحية جيدة.
وأكد دياب أنه أحب المسرحية لأنها تشد الروابط بين الممثلين الكبار الذين أسسوا المسرح "فيليب عقيقي وريمون جبارة.." وقال "نحاول أن نحافظ على هذا التاريخ بطريقة مهذبة وبكل أدب كي نصل إلى هدفنا أن يزهّر المسرح".
وعمّا إذا كان لا يزال يوجد مسرح في لبنان ، قال لنا دياب : "نعم لأنه يوجد بعد شعب لبناني، ويوجد شباك تذاكر لأن المسرح جميل ، حتى رغم إنفجار الضاحية وبفضل الشهداء سيكون هناك مسرح وجمهور".
ودعا دياب الناس لحضور المسرحية بهدف إستمرار المسرح في لبنان .
الممثلة لمى مرعشلي ذكرت لنا أن المسرح عشقها الأول والأخير وذلك لأنها تحصل على ردة الفعل مباشرة من الجمهور.
وعن شخصيتها التي تجسدها في العمل قالت مرعشلي إنها تجسد شخصية طبيبة وهي شخصية عفوية ومهضومة ومركبة بطريقة لا تجرح شعور المشاهد ولا تزعج أحد، وهي مفاجأة المسرحية بصوتها وكاراكتيرها، وهي تمثل الفساد في البلد لكن بطريقة عفوية.
وعن تجسيدها لشخصية تضحك الناس في هذه الأيام اشارت مرعشلي الى ان الأمر صعب جدا والكوميدية أصعب من الدراما، ونحن نأمل أن نبقى على هذا التحدي "نحن نريد ان نضحك لبنان مع ان العمل فيه رسالة عن وضع المسارح" وبالنهاية بيتي توتل بذكائها استطاعت ان تضحك الناس وتضوي بالعمل على مشكلة المسارح.
وأقول للناس اذا ارتدم ان تخرجوا من الاجواء التي تعيشونها تعالوا وشاهدوا العمل، واذا اردتم ان تعلموا اكثر عن المسرح اللبناني تعالوا وشاهدوا العمل.
الدكتور جاك مخباط تحدث عن جمعه بين الطب والتمثيل وقال لنا : أنا في الأساس أحب المسرح من الزمان، وبدأت منذ عام 1993 بالمساعدة في إنتاج مسرحيات يعود ريعها لمساعدة المصابين بمرض hiv ، وعام 1998 طلب مني مخرج المشاركة في مسرحية بالفرنسية بدور صغير ، وإبتداء من العام 2000 أصبحنا نقدّم مسرحية أو إثنتين كل عام ، وهذه المرة الثانية التي أشترك فيها بمسرحية مع بيتي توتل.
وعن أهمية "مسرح الجريمة" قال لنا مخباط : المسرحية تعطي الكثير عن واقع المسرح اللبناني وإهمال الدولة للنشاطات الفنية في لبنان، وهي صرخة تجاه الجميع، ولا أحد يريد المساعدة في إعادة النشاط للمسرح وليس هناك دعم للمخرجين المسرحيين.
وعن شخصية الـcommissaire التي يجسدها في المسرحية قال : هو يمثّل السلطة ، حيث يتعامل مع الناس بقلة إحترام وأيضاً هو موظّف فاسد ويظهر ضعفه تجاه السلطة الأعلى منه ، وينقلها بشكل إستكباري تجاه الناس العاديين ويحاول الإنتقام من الناس.
وتحدث مخباط عن ميزة أعمال توتل وقال : العمل مع بيتي توتل جميل جداً، فهي تستوحي القصة من مشاكل حدثت في المجتمع وتبدأ بوضع الأفكار وكتابة النص، وتجمع فريق العمل ، بالإضافة إلى أنها على دراية تامة بكل شخصية ولمن ستسندها، وأثناء قراءة النص تطوّر بيتي فيه أكثر، وتأخذ أفكاراً وتبلورها مع الممثلين، كما أنها تكتب مواضيع إجتماعية وحياتية وتنقل ما تستوحيه إلى المسرح ، وهي مرنة كثيراً في تعاطيها مع الجميع ولا شك بأنها محترفة.
وعمّا إذا كان يفضّل لقب دكتور أم فنان ، قال مخباط : في الأساس أنا دخلت الفن لأخدم رسالة أعتبرها الأهم في حياتي وهي مكافحة مرض hiv، ونذرت حياتي من أجل هذا الأمر، وأنا دخلت المسرح كهواية ولكن الأهم لنساعد في مكافحة هذا المرض، ويبقى هذا الهدف الأساس في حياتي، والمسرح هو الوسيلة الجميلة لخدمة رسالتي .
الممثلة جيسي خليل قالت : دوري في هذه المسرحية إمرأة تتدعي "التعتير" وهي بالحقيقة ذكية وتقوم بجميع الوسائل كي تحصل على المال، وهي صاحبة موقف سيارات وتحاول إستقطاب أكبر عدد من الزبائن وتنافس الموقف المواجه لموقفها وتحاول إقفاله بطرق غير مشروعة.
كما تقوم بأخذ المال من الحبيبين اللذين يلتقيان تحت الشجرة في الموقف.
وشددت على ان الدور موجود في المجتمع والشخصية مقتبسة من قصة سيدة موجودة في الحياة، وقالت :"أنا أرى أن الممثل يسقط عندما يجسّد دوراً ويتكل به على جماله لا على ادائه".
وعن صعوبة إدخال السعادة الى قلوب الناس أشارت خليل الى أن الأمر صعب جداً خصوصاً بسبب وجود أكثر من عمل كوميدي يستخدم الشتائم والأحاديث المبتذلة، وأضافت :"هنا قوتنا في هذه المسرحية أننا نضحك الناس بكوميدية الموقف والكاراكتير ، وأهم شيء في الكوميديا أن يكون الممثل يلعب دروه بجدية".
ختاماً أشكر الجمهور وأقول لهم نحن بفضلهم مستمرين، وأتمنى أن يبقى هناك استمرارية لمسارح بيروت.
الممثل وديع أفتيموس أشار في حديثه معنا إلى أن هذا هو العمل السادس مع توتل وأنه لا يعمل إلا معها وقال "عملت في كذا مسرح من قبل لكنني أفضّل العمل مع بيتي، وكنت أرقص باليه مع جورجيت جبارة".
وأضاف : نص بيتي لذيذ ، ويحمل رسائل تصل إلى القلب ويحبه الجمهور، وإخراج بيتي فيه الكثير من الإبداع ، والحركة المسرحية تكون دقيقة وذكية ولا قيمة للنص إذا كان الإخراج ضعيفاً .
وعن دوره في العمل قال لنا أفتيموس : شخصية ثقافية "تحمل ذاكرة بيروت"، فيها الكثير من الجدية والفكاهة، والخبرة مع بيتي توتل خبرة كبيرة ، وأدعو الجمهور لحضور العمل لأن المسرح يثقف الناس.