فيلسوف وشاعر وصحافي لبناني كبير ، له عالمه الخاص الذي يغوص فيه بحثاً عن إكتشاف الذات والحقيقة ، واليوم ، ومرّة جديدة ، يُغنينا بفكره النيّر حيث دعا أمس المركز الدولي للملكية الفكرية وحلقة الحوار الثقافي ومؤسسة RG Foundation بالتعاون مع بلدية الجديدة البوشرية السد للاحتفال الثقافي بصدور خمسة كتب جديدة للشاعر والفيلسوف روبير غانم ، وهي "لماذا لا أعرف ؟" ، "ما وراء الخيال" ، "زمان وراء زمان" ، "الفلسفة داء أم دواء" و"هنالِكات" ، وذلك في قاعة القصر البلدي جديدة المتن، وتخلل الحفل كلمات لكل من الشاعر أنطوان جبارة، الأديبة سلوى الخليل الأمين، الدكتور زاهي ناضر، الدكتور إميل كبا، الشاعر النقيب أنطوان السبعلاني ، تقديم الصحافية والأديبة صونيا الأشقر.
موقع "الفن" كان حاضراً وعاد بهذا اللقاء مع غانم .
مبروك إطلاق كتبك الجديدة ، لماذا وقعت خمسة كتب في الحفل ذاته ؟
هذه ليست المرة الأولى التي أقوم فيها بتوقيع مجموعة من الكتب سوياً ، فمنذ سنتين وقّعت 5 كتب ، واليوم أوقّع خمسة كتبتها سابقاً وصدرت ما بين 2013 و2015، لأنني أعتبر أساساً أن لدي إنتاجاً متنوّعاً من الفلسفة والشعر وشعر غزلي وشعر ميتافزيكي ، وهذه زوّادة للقارئ كي يستفيد منها ويسافر بداخلها ، الأساس هو الكتابة وتنظيم الشعر وكتابة الفلسفة وما تبقى هو هواية لذلك أردّت أن أشكل حدثاً من خلال إصدار وتوقيع 5 كتب بهذه الطريقة ، وهو بمثابة حدث أدبي كبير، لنجعل القارئ يبحر بين الشعر والفلسفة والعلم واللاهوت.
إلى أي مدى كتاباتك مختلفة عن كتابات الفلاسفة الذين سبقوك ؟
خلال حفل اليوم عدد من الكتّاب أكدوا في كلمتهم على الإختلاف والتطور في الخط الأدبي الذي رسمته لنفسي من خلال كتاباتي ، أسستُ فلسفتي الخاصة المغايرة عن الفلسفات الأخرى، وكُتبت عني دراسات عديدة في هذا الصدد ، والله ينجينا من الأنا لأنه للأسف في لبنان نرى الكثير من الذين يتباهون وتظهر أنانيتهم ، أنا فقط علامة إستفهام بعد هذه الرحلة الطويلة التي إمتدت لخمسين عاماً مع الفكر والشعر والأدب والفلسفة، ولا أعرف الى الآن من أنا ، وفي العام 2010 أصدرت كتاب يحمل عنوان "ميتافيزيك" (650 صفحة)، وهذا كان بمثابة ظاهرة، وبكل بساطة أنا لا أشبه أحداً .
تربيّت في منزل ثقافي فوالدك الشاعر الكبير عبد الله غانم وشقيقك أيضاً شاعر كبير وهو جورج غانم ، كم تأثرت بهما ؟
تربيّت في عائلة ثقافية مهمة وفي عائلتنا شاعران كبيران خطيران عبد الله وجورج غانم، طبعاً تربيت بحضن الوالد وتشرّبت جو الثقافة في البيت ولكن لم أتأثّر بأحد ، وتربيّت بأحضان ميخائيل نعيمة الذي لم يكن يزور سوى عبد الله غانم ، وقرأت لنعيمة 37 كتاباً لم أثأثر بحرف واحد ، تعبت كثيراً لأكوّن شخصيتي الفلسفية والأدبية المستقلّة، كتبي وراءها تاريخ، وأنا تعبت كثيراً لأكوّن شخصية إسمها روبير غانم ، هناك من يُشبّهني بخط أرسطو، وهو عملاق من عمالقة الفكر البشري، لكن لا علاقة لي به، أهم شيء أن تصنع نفسك وليس أن تصنع غيرك ، مرّ علينا عملاق إسمه سعيد عقل الذي إخترع طريقته الخاصة وهو شاعر كبير ولكن للأسف البعض يستغل إسمه ليُشهر نفسه ، وأنا متصالح مع نفسي ولا أزال أبحث عن الحقيقة .
كان لك مواقف وطنية مهمة في السابق، أخبرنا كيف تنظر اليوم إلى الوضع في لبنان ؟
لبنانياً أنا خط أحمر، وهذا ترجمته في مقالاتي منذ 55 عاماً ، وأعتبر لبنان فعلاً "لب" "نان" ، "لب" هي قلب، و"نان" هي الله، و"نان" متحدّرة من اليونانية، ولبنان من أجمل البلدان وهذا ليس نابعاً من تعصّب لبناني، لكن شيئاً مهماً أن تكون متعصّباً لوطنك وأن يكون ولاؤك لوطنك لأن الفاسدين وحيتان المال والسلطة سرقوا البلد، مقالاتي تشهد على ما أقوله، والآن أنا بصدد أن أجمع بين 400 و500 مقالاً في مجلّد كبير يتضمن تاريخي في كتابة المقالات منذ 50 عاماً الى الآن .
قصة لبنان لا أغامر فيها ، لبنان من أجمل أوطان الدنيا عراقة وتراثاً والرب المجد لإسمه أعطانا وطناً مقدّساً حوّله الفاسقون وتجار السياسة وناهبو الاموال وبائعو الأرض والعرض إلى وطن مدنّس ، لأنهم هم المدّنسون والسارقون والناهبون والناصبون، هؤلاء في بلد غير لبنان وبشعب غير لبنان "بينشالوا" في 48 ساعة .
الذين يحكمون لبنان لا يعبّرون عن صورة لبنان الحقيقية، مرّ بعض الشرفاء ولكن السارقين هم الذين إستمروا ، ولدي مقالات كثيرة عن لبنان تدرّس في المدراس والجامعات لأنه إذا لم يكن لديك ولاء للوطن لا يكون لديك ولاء لأحد وحتى لعائلتك .
لدي قول شهير وضعوه على القمصان "الإنتماء إلى لبنان مجد لا يتكرّر مرتين" وهو صادر بكتب مدرسية ، أي أن يقول لك ربنا أنك لبناني فهذا مجد لن تحصل عليه مرتين ، ولكن لبنان تحوّل من جمهورية الطهارة والقداسة إلى جمهورية الزبالة، لا أريد أن أغوص في هذا الوضع المرير الذي نعيشه لأنني في غير عالم ، ولا يجب أن نقول ماذا فعل لنا لبنان ، بل علينا أن نقول ماذا فعلنا نحن للبنان.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا.