من أكثر الممثلات السوريات واقعية، ومن أوضحهن في قول ما يجول في النفس.
لا تجامل، بل تقول الحقيقة ولو كانت ستجرح الآخرين عندما يكون هؤلاء الآخرون جارحين لها ولغيرها في الوسط الفني.
إرتبطت بعقد مع مسلسل محلي جديد فدخلت التصوير ووقفت أمام الكاميرا، وبعد وقت قصير إنسحبت، وكل هذا إنتصارا لكرامتها في وجه من يستغل الفنان السوري اليوم ، كما بدأت أخيراً بتصوير دورها في مسلسل "أغراب بس أحباب".
إنها الممثلة السورية سوسن ميخائيل ورحلة مع ومضات من حياتها في حوار خاص لموقع "الفن" .
باشرتِ بتصوير مشاهدهك في مسلسل "أغراب بس أحباب" مع المخرج أحمد هواري ليكون أول عمل لك للموسم المقبل ، ماذا عنه ؟
أشارك في هذا العمل بدور رئيسي ومستمر حتى نهاية العمل ، هو دور ممتع وشيّق ومتعب، وأنا سعيدة بوجود نجوم كبار في العمل وعلى وجه الخصوص رفيق دربي في الكوميديا أندريه إسكاف ، والمخرج هواري يبدع أشياء تبعث على التفاؤل بهذا العمل الكوميدي والذي يقع في ثلاثين حلقة متصلة منفصلة، حيث تتحدث كل حلقة عن قصة خاصة لكن الشخصيات الرئيسية فيه مستمرة .
دخلت في تصوير مسلسل "نحن لها" مع المخرج سالم سويد ثم إنسحبت بعد أو حلقة ، ما الذي جرى حتى حصل ذلك؟
نعم شاركت وصورت في حلقة وانسحبت وفي الأساس كانت مشاركتي ضيفة في حلقتين لأن العمل من النوع المنفصل المتصل ويقع في مجموعة قصص، وحضوري للوكيشن كان للمساهمة في إنجاح العمل، لكنني فوجئت بعد ذلك بأن الأجور لا تحترم اسم الفنان فآثرت الابتعاد وعدم المواصلة في هذا العمل.
ألم تكوني على علم مسبق بالأجور؟
لا ، بل كانت موافقتي كرمى لصديقة لي في المسلسل على علاقة بالجهة المنتجة وكنت أظن بأن الاحترام سيسود، لكن الذي جرى أن الأجر كان قليلا وغير محترم، والصديقة لم تحرك ساكنا حيال الأمر فقررت الابتعاد، وأعلن أنه لا علاقة لي بهذا المسلسل لا من قريب ولا من بعيد، ومن يذكر اسمي ضمن قائمة الممثلين في هذا المسلسل سيكون مخطئا.
وماذا تقولين لشركات الإنتاج بخصوص الأجور بصورة عامة؟
أقول بأن الأمر لم يعد يطاق فالفنان السوري يقدم كل ما لديه وكثيرون رفضوا الإغراءات للذهاب خارج سورية وترك الدراما السورية وهذا يوجب على الشركات الاحترام لهذا الفنان، وليس تجاهله وتطنيش دوره وتضحيته، فالحياة صعبة وتكاليفها قاسية اليوم وللفنان نمط معين فيها وعلى ذلك يجب الاحترام.
هل سيقودك هذا للتفكير بالسفر وترك سورية بحثاً عن حياة أفضل؟
أنا أملك إقامة في الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك إقامة في بلد عربي، ويمكنني الذهاب خارج سوريا، لكن حتى اللحظة أرى كما يرى كثيرون من زملائي والأساتذة بأن البلد يحتاج كل مواطن، لكني أرى سياسة الجهات المنتجة تدفع الفنانين إلى غير ذلك.
بالنتيجة هل ستسافرين وتهاجرين؟
لا أعتقد أن أقوم بهجرة بمعنى الهجرة، ولو فكرت بذلك لفعلت منذ سنوات الأزمة الأولى، ولكن هناك أشياء تراودني كما تراود كل إنسان وأتمنى أن أجد حلاً قبل اتخاذ قرار بهذا الشأن.
لو تزوجت، ألم يكن السفر والهجرة أسهل لك؟
لا أتزوج من أجل هجرة أو إقامة في الخارج، بل الزواج يجب أن يكون قدرا أعيشه طيلة عمري، فزواج المصلحة لا يخدم الإنسان، وبالتالي لن يكون زواجي في سبيل أمر كهذا.
هل ما زلت على موقفك من الزواج المدني؟
نعم ما زلت على موقفي فهو يناسبني ويناسب أي مواطن سوري لأن بلدنا متنوع وفيه شرائح كثيرة ولا يمكن حصره بقوانين وخصوصاً في ما يتعلق بالحالة الشخصية لكل إنسان، الزواج المدني شيء جيد وتتعامل معه كل البلدان المتطورة، وإذا أردنا لبلدنا التطور في فكر الإنسان فيجب منح هذه الخاصية التي تدفعه للتألق في مناح أخرى.
وهل تعرقل زواجك لسبب كهذا يوما ما؟
بل على الدوام كان يتعرقل والسبب أن كل من كان هناك مشروع زواج بيني وبينهم ينتمون إلى دين آخر، وعلى ذلك أرى أنه يجب قوننة هذا المشروع ولو بشكل تدريجي، فكل البلدان الذي أقرت الزواج المدني فعلت ذلك على مراحل وليس مرة واحدة.
وإلى متى ستبقين عازبة؟
إلى أن أجد شريك عمري وبالمواصفات التي أرغب بها وأن يكون رجلا ويؤمن لي الشعور بالأمن والأمان، وحين أجده لن أتأخر في الزواج وإعلان ذلك في وسائل الإعلام على الفور.
في حياتك الشخصية ، ما الذي يحضر بشكل يومي؟
بشكل يومي تحضر البساطة والابتسامة وحب الحياة والطيبة والقرب من الناس. لا شيء ينغّص علي حياتي إلا الوضع العام في بلدي، ولولاه لقلت بأنني سعيدة.
هل أنت قريبة من الأهل؟
بل وأعيش معهم، وأتسوق لأهلي وأساعد أمي في كل شيء، وأذهب للبقالة وأحضر كل شيء بشكل طبيعي مثلي مثل أي فتاة أخرى. لاشيء يتغير بالنسبة لي عما كنت اليه قبل أن أصبح فنانة.
على ذكرك لصفتك "فنانة" ، هل أنصفت في مسيرتك؟
قبل الأزمة وتحكم شركات الإنتاج بالفنان السوري وعدم إحترامها له، كنت أرى نفسي منصفة وكانت مسيرتي عادلة، لكن بعد ذلك أصبحت مثلي مثل غيري، مظلومين، وهذا مرده إلى ما قلته قبل قليل.
كيف تواجهين المواقف الصعبة في حياتك وفي مهنتك؟
كل شيء مقبول ويمكن التسامح به إلا ما يتعلق أو يقترب من المس بالكرامة، فهنا أنطلق بشراسة للدفاع عن نفسي، فلا أسمح لأحد بأن يعبث بي أو بمهنتي وعلى ذلك تكون ردودي دائماً قاسية، أو على الأقل بقيمة الفعل الذي يكون قد وقع عليّ.
وفي الشارع ، هل ما زلت على موقفك من المعاكسات حسبما صرحت قبل فترة؟
نعم، فالمعاكسات الظريفة أتقبلها بصمت، بل أعترف بأنني أنزعج بيني وبين نفسي إذا مررت قرب شاب ولم ألفت نظره، لكن المعاكسات البذيئة أتجاهلها وأبتعد عنها نهائيا.
وكيف تعاكسين شاباً إذا إستفزك جماله ووسامته؟
أعبّر عن إعجابي به بالنظر وبصمت تام ولا أقول أية كلمة، فليس من الطبيعي أن أرشقه بكلمات جميلة، فالأمر محرج كثيراً .
مشاريعك للموسم المقبل ، ماذا تتوقعين لها؟
ما زلت في مرحلة القراءة، بعد إنسحابي من مسلسل "نحن لها" ، وعموماً هناك عروض كثيرة أقرؤها حالياً وهي متنوعة بين الإجتماعي والبيئي الشامي، وقريباً سأعلن عن برنامجي للموسم المقبل .