جامعة سيدة اللويزة NDU العريقة والمعروفة بتخريج طلاب متميزين ، وبعد أن أطلقت مهرجان جامعة سيدة اللويزة الدولي للأفلام ، أقامت حفلاً خاصاً لإطلاق "جائزة سعيد عقل" جمعت خلاله نخبة من المثقفين وأهل الإعلام .
موقع "الفن" كان حاضراً وعاد بهذه اللقاءات .
رئيس الجامعة الأب وليد موسى
كيف تضعون أهدافكم في الجامعة لتثقيف الطلاب؟
الجامعة يبقى هدفها الدائم تثقيف الطلاب ووضع مناهج تعليمية عنوانها المبادئ والأخلاق، وهذا بالأساس هدف أي جامعة، لبناء مستقبل أفضل وإحداث تغيير فالثقافة هي عامل أساسي خصوصاً أنه اليوم بات التعليم متاحاً للجميع من خلال التطور التكنولوجي، لكن الجامعة هدفها بناء إنسان مثقف .
بعد وصول فيلم "وينن" لترشيحات للجوائز العالمية ، هل تعملون على دفع الطلاب نحو هكذا نتائج مهمة؟
نعم بالطبع فهذا أيضاً من أهدافنا ، ومن خلال فيلم "وينن" كان همنا أن نسهّل لطلابنا علاقتهم بسوق العمل، حيث أنه بعد تخرج الطلاب نفّذوا هذا العمل مع أشخاص محترفين، ونعمل جاهدين كي يستطيع كل طلابنا الدخول في سوق العمل بطريقة مباشرة.
كم ستساهمون في تنظيف وسائل الإعلام حيث أصبح البعض يعتمد على الفضائح وليس على الأشياء الجميلة ذات المستوى؟
هذا الأمر يدخل ضمن مناهجنا التعليمية، لكن الأخلاقيات هي في الممارسة أكثر منها في التعليم، وهذا يعمم على كل طالب يبني مستقبله في أي إختصاص وليس فقط في الإعلام، ودور الجامعة في مساعدة هذا الطالب وبناء إعلاميين لديهم قيم ومبادئ يعملون على أساسها، والتحديات والتجارب كبيرة جداً وليست سهلة ، ولخلق هكذا إطار علينا أن نخلقه بأفكار جديدة لمقاومة الضغوطات السياسية والمالية، خصوصاً أن الإعلام متطلباته كثيرة ما قد يفقد الإعلامي إستقلاليته.
المعروف عن رهبنتكم المريمية كم هي ملمة روحياً ، بعد الإعلان عن تأسيس كنيسة للشيطان في أميركا ، كيف ستحافظون روحياً على جيل شبابنا في الشرق؟
بالنهاية الإنسان في خياراته ، ونحن علينا أن نعمل على أن يكون الإنسان حرّاً في أفكاره ويحمل الإيمان في قلبه، والإيمان هنا هو البحث عن الله أكنا مسيحيين أو مسلمين ، المهم أن يكون لدي بحث دائم عن الحقيقة وعن الله، وهذه القيمة الأساسية التي يجب أن تكون موجودة في قلب كل إنسان والحياة مليئة بالتجارب .
نائب الرئيس للشؤون العامة والتواصل د. سهيل مطر
ما هو الهدف من الإنطلاقة الجديدة للموسم الثقافي في جامعة ndu؟
الشباب في هذه الأيام أصبحوا يتلهون بقضايا كثيرة وخصوصاً بالتكنولوجيا الحديثة، لكن نحاول أن نتناغم مع هذا التطور في مساعدتهم على الدخول في عالم الثقافة بموازاة إستخدامهم للتكنولوجيا الحديثة، لكن تأكدي أن هناك الكثير من الطلاب ما زالوا يهتمون بالثقافة والموسيقى والمسرح والسينما والشعر ، رغم المتغيرات والظروف التي نعيشها في لبنان والمنطقة، وأصبح من النادر أن نجد طلاباً يقرأون كتاباً مثلاً، ودورنا أن نبقى نؤمّن لهم الأجواء الثقافية، والعمل بجهد على أخذهم من عالم النفايات والسياسة إلى عالم فيه ثقافة ووطنية .
بعد أن أطلقتم فيلم "وينن" من الجامعة والذي تبناه وزير الثقافة ريمون عريجي ليشارك في مسابقات عالمية، كم يُشكّل هذا الحدث فخراً بالنسبة لكم؟ وماذا عن الدورات التدريبية التي قامت بها الممثلة تقلا شمعون في الجامعة؟
نحن أنشأنا مكتباً مختصاً ولدينا علاقات مع شركات ومؤسسات لتوظيف طلابنا ، أما بالنسبة لفيلم "وينن" فبعد أن قُدّم عالمياً نال جائزة الجمهور على قدر ما تمت مشاهدته في الخارج ، ولن نقف هنا سنتستمر فالجامعة ليست فقط لإعطاء الشهادات بل هي دورها في تنمية شعور الولاء للوطن، وإذا كنا فعلاً مؤمنين بوطننا لبنان علينا أن نهيئ الظروف الملائمة لطلابنا كي يخدموا وطنهم، الوطن مبني على العلم والثقافة مهما حاولوا تشويهه ، مثلما يقول الشاعر سعيد عقل "من خطر إلى خطر نمضي ما هم نحن خُلقنا بيتنا الخطر".
لماذا تابعتم رسالة سعيد عقل وليس مي مرّ مثلاً أو جورج جرداق أو مفكرين كبار أمثالهما ؟
دورنا أن نتابعهم كلهم ، جورج جرداق أحبه كثيراً ، مي مرّ كانت من أعز الأصدقاء ونحبها كثيراً ، ولكن سعيد عقل قدّم كل إرثه الفكري للجامعة ونحن أوفياء لهذا الإرث .
من سيدفع 30000$ ورثة سعيد عقل أم الجامعة ؟
ليس هناك ورثة له ، بكل صدق ومحبة الجامعة ستدفع بالإضافة الى إحدى السيدات الكريمات لن أذكر إسمها بناء على رغبتها .
ولماذا قسّمتم المبلغ على 5 جوائز؟
المسألة صعبة أن نقدّم الجائزة لشخص واحد، واللجنة سرية التي ستعطي هذه الجائزة، وهناك الكثير من الناس قد يعني لهم 5000$ كوني أعرف كتّاباً وموسيقيين لا يمتلكون هذا المبلغ.
ما هو المقياس الذي ستعتمدون عليه لمنح جائزة سعيد عقل؟
الإبداع هو الأساس، لأن سعيد عقل هو إبداع بحد ذاته، وليس هناك أي واسطة في منح الجوائز ، حتى أن بعض الفائزين بالمسابقة لا أعرف أسماءهم.
هل ستستمرون في إصدار الكتب في عصر الإنترنت؟
نحن نريد أن نحافظ على الكتاب، لأننا تربينا على قراءة الكتب والصحف، لكن لا بد من أن نضع كتباً عبر الإنترنت ، وسعيد عقل سنضعه على الإنترنت لكن لا يمكننا الهروب من الكتابة .
مدير مهرجان جامعة سيدة اللويزة الدولي للأفلام سام لحود
كيف تدرّبون تلاميذكم في ndu على السير في طريق الرسالة السامية التي تحدثت عنها ؟
نحن نمر في مرحلة من التناقض بين المبادئ والقيم والأخلاق التي نعلّمها لتلاميذنا، وسوق العمل الذي يفرض عليهم أجندة معينة عليهم التعامل معها، وكما نعلم الميديا تعمل على إحصاءات واضحة وعلى من ينتج برنامجاً معيناً عليه أن يعرف ما إذا كان سيحقق مردوداً كبيراً، وإذا الإعلام بات يسوّق لبرامج مهمتها فقط الفضائح بحجة أن الجمهور يريد ذلك، فهذا ما نعاني منه مع طلابنا، لكن الجامعة لا يمكن أن تتنازل عن القيم والمبادئ في مناهجها التعليمية، ونحن نعلم أن الكثير من العاملين في حقل الإعلام والذين هم أصحاب القرار يتمتعون بثقافة ومبادئ أخلاقية، لكنهم يضطرون للدخول في اللعبة الإعلامية ، وأصبحت مطالبتنا ببرنامج ثقافي تعتبر "كليشيه".
ماذا عن المكتب الذي ستقومون بإفتتاحه ومهمته إيجاد وظائف لطلابكم؟
هذه مهمة صعبة وتحدّ كبير بالنسبة لنا، ونحن لدينا مكتب توظيف لكن نعمل على تفعيله أكثر كي يبني علاقة قوية بين الطلاب وسوق العمل، وهذا يتطلب أيضاً ثقة الطلاب بهذا المكتب، كما نعمل على خلق صورة إيجابية للطلاب بأننا جامعة أكاديمية هدفها مصلحة الطلاب وإعطاؤهم فرص أفضل للدخول في سوق العمل.
السنة الماضية تم إطلاق فيلم "وينن" من الجامعة ونال جائزة الجمهور، ماذا تترقبون هذه السنة؟
حصلنا على جائزة الجمهور من مهرجان السينما الآسيوية في لوس أنجلوس لفيلم "وينن" ، والآن الفيلم رشّح للتصفيات في الأوسكار، وإذا كنا محظوظين أن نتخطى التصفيات لنصل الى التسميات، لكن هناك صعوبة نتيجة المنافسة الشديدة بين الأفلام، وهذه السنة في المهرجان سنطلق جائزة لوزارة السياحة بعنوان "الأرض والشعب والثقافة"، وهو عبارة عن فيلم قصير قام به شاب لبناني، يصوّر فيه لبنان الحقيقي بأرضه وشعبه وثقافته، والرابح سيشارك في مهرجان كان، وهذا المهرجان تشارك فيه كل الجامعات في لبنان وليس فقط من ndu، كما تقدّم للمهرجان 250 فيلماً أجنبياً أخدنا منهم 30 فيلماً ، بالإضافة الى أننا نعمل جدياً على متحف السينما اللبنانية، حيث إنتهينا من الخرائط وسنباشر بالبناء، وهو مركز ثقافي يتضمن مكتبة عامة قهوة ثقافية، و3 صالات سينما مفتوحة للجمهور لعرض الأفلام ، ويضم تاريخ السينما وتراثها وجمع الأشياء الضائعة ، وبالمناسبة نشكر وزارة الثقافة على تعاونها معنا .
لم نعد نرى cine club، حيث كانت تتم مناقشات لأفلام مع كبار السينمائيين في لبنان مثل إميل شاهين
نحن لديناcine club بدأ منذ العام 2002، وخلال 13 سنة كل يوم إثنين عند الساعة السابعة يجتمع بين 80 و90 طالباً، لمشاهدة فيلم، وبعد ذلك يقوم الأستاذ أميل بمناقشته حوله مع الطلاب ونحن لا نقيم له دعاية لان لدينا جمهورنا الذي يأتي إليه دائماً .
ماذا عن الدورة التدريبية التي قامت فيها الممثلة تقلا شمعون وزوجها في الجامعة، هل خرّجت طلاباً محترفين؟
الدورة التي قامت بها تقلا وزوجها ليست محدودة بوقت معين ، بل تستمر على مدار السنة، وهي مدرسة فنية وأخلاقية، لأنهما يعملان بطريقة محترفة، والذين خضعوا لهذه الدورات التدريبية إستفادوا كثيراً وأصبحوا يفكرون ويكتبون أفضل.
هل ترى أنه من الممكن أن تتطور مجتمعاتنا للأفضل ولا تعود القنوات تركز على الجنس والفضائح؟
مسؤوليتنا كبيرة ونعمل جاهدين في التركيز على المبادئ والأخلاق في مناهجنا التعليمية، لكن على الصعيد الشخصي لست متفائلاً، ولست طموحاً بألا نعتمد على السياحة الجنسية فإقتصادياً لديها مردود إيجابي على لبنان ، لكن أقله علينا خلق حركة ثقافية رديفة لإيجاد نوع من التوازن، ودعمها إعلامياً وإجتماعياً، ليكون للشباب خيار آخر غير الموجود.
ما هي النشاطات المقبلة التي تستعدون لها في الجامعة؟
نشاطاتنا لا تنتهي على مدار السنة، فلدينا مؤتمرات عن الصحة والبيئة وإطلاق مشروع الطاقة الشمسية في لبنان، كما لدينا مشروع green campus، وبناء مستشفى جامعي والمركز الثقافي .