يبدو أن إنتعاش الحركة المسرحية أخيراً في لبنان دفع بالمخرجة والممثلة عايدة صبرا إلى الوقوف مجدداً على الخشبة.
ولا يتوقف قرار عايدة على العودة فقط، انما على انتاج عمل مسرحي جديد بمشاركة طلابها من معهد الفنون.
وتقدم الممثلة عايدة صبرا مسرحيتها الجديدة "الست نجاح والمفتاح" على مسرح المركز الثقافي الروسي- فردان بمشاركة الممثلين عبد الرحيم العوجي، باسل ماضي، إيلي نجيم، ضنا مخايل، سهى نادر وهاني الخطيب.
وعلى الأرجح، فإن رهان عايدة في هذا العمل هو على عوامل عديدة أبرزها شخصية "الست نجاح"، النص الكوميدي الحقيقي، المواهب الشابة المتميزة التي تقف إلى جانبها وغيرها.
وخيار صبرا بالعودة من خلال شخصية "الست نجاح" لا يأتي من عبث، فهذه الشخصية حفظها كثيرون وتعلقوا بها في المسلسل الرمضاني "حلونجي يا اسماعيل"، كتابة وتأليف أحمد قعبور، والذي عرض في التسعينيات على شاشة المستقبل.
موقع "الفن" حضر عرض الافتتاح للعمل، والتقى فريق العمل ، حيث كانت مناسبة لصبرا وكل الممثلين للتأكيد على ضرورة التمسك بالحياة ومواجهة الاعمال التكفيرية والارهابية من خلال الاصرار على الحياة والعمل .
المخرجة والممثلة عايدة صبرا
في الفترة الاخيرة، عرضت بعض الأعمال المسرحية النوعية المهمة، ولاحظت انه عندما تكون حالة البلد جيدة تشعر بوجود حركة مسرحية ناشطة. كما ان العمل الجيد يستقطب الجمهور.
أنا اخترت ان اكتب نصاً جديداً لأني شعرت بأن المشاكل التي نعاني منها يجب أن اتناولها بقالب كوميدي ساخر لكي يرى الناس ماذا يفعلون بأنفسهم وبنا وبهذا البلد.
ما يميز هذه المسرحية هو شخصية "نجاح"، التي سبق وقدمتها عام 1995-1996 عبر شاشة المستقبل في سيتكوم ناجح جداً. وهذه الشخصية لا تزال حاضرة في ذهن الجمهور وكنت أُسأل عنها دائماً.
الممثلون المشاركون معي في المسرحية هم شباب موهوبون جداً. اذا لم نساعدهم ونمد لهم يد المساعدة فمن سيقوم بذلك ؟ وأنا ألوم هنا وسائل الاعلام التي تتجه دائما لدعم الأسماء المشهورة. ولكن يجب أيضاً ان نسلط الضوء على الأعمال التي يقوم بها الشباب وبالفعل هناك مواهب خلاقة كثيرة ومبدعة جداً. عندما كتبت المسرحية كنت اعرف كل شخصية من سيقدمها وكأنني كتبتها لهم اذا اردت، لأنني اعرف قدرات كل واحد منهم. ولهذا لم أخف من خوض هذه التجربة معهم.
نحن بحاجة لنشاهد أعمالاً كوميدية ولكن طبعاً الضحك ليس مجانياً بقدر ما هو ايصال الرسائل الموجعة بطريقة مضحكة.
"مفتاح الست النجاح" هو مفتاح امور كثيرة ، هو مفتاح الحل ومفتاح العقل، مفتاح الوعي، مفتاح الادراك...ولكي نجد الحلول يجب أن نعرف أي مفتاح يجب ان نستخدم. في النهاية المفتاح الحل هو مع الناس وهذا ما أريد ايصاله للجمهور.
الممثل عبد الرحيم العوجي
"الست نجاح" يحبها الجمهور منذ مسلسل "حلونجي يا اسماعيل" وكان الجمهور مشتاقاً لمشاهدتها مجدداً حتى لو في سياق جديد. هذه المسرحية اجتماعية تتناول المجتمع، وتظهر كيف أن المواطنين هم سبب مشاكلهم.
الضحكة المبنية على الامور الخادشة للحياء سهلة جداً بينما المسرح الاجتماعي الذي نقدمه لا يبحث عن الشيء السهل. نحن هنا ليس هدفنا ان نضحك الجمهور فعندما كتبت عايدة العمل لم تكتبه لتضحك الجمهور بل لايصال الراسلة التي تريد عن الكهرباء والمياه والجيران...وكل ذلك بقالب كوميدي.
عايدة تدرك جيداً ماذا تريد من هذه المسرحية وهي تعرف كيف تعمل على الشخصيات. وبمجرد ان يكون المخرج يعرف النص ويعرف ماذا يريد فهذا الأمر يسهل العمل على الممثلين المشاركين.
هذا العمل لديه اهمية كبيرة كونه كوميدياً إجتماعياً نظيفاً وليس سياسياً او ساخراً. هذا هو المسرح الشعبي الذي لم يعد موجوداً . واتمنى أن يكون هذا العمل بادرة ليعود المسرح الشعبي ويتقبله الجمهور.
الممثل باسل ماضي
المسرح هو انعكاس للحياة التي نعيشها، والتجربة مع الممثلة عايدة صبرا "ضربت" لأننا نجحنا في ايصال الرسائل التي نريد بالطريقة المناسبة عن مشاكل الكهرباء والمياه والنفايات والدولة الغائبة... تفاعل الجمهور معنا اليوم يؤكد أننا أصبناه في المكان الذي يؤلمه ولهذا اعجب بالعمل وشعر بأنه يعنيه وتفاعل مع المسرحية .
استغرق تحضير هذا العمل بين القراءة والتحضير والتمارين 4 اشهر تقريباً وهذه مدة طويلة تطلبها العمل لكي ننضبط وتعرّض النص خلالها لتعديلات كثيرة.
ما شهدته اليوم والحضور الكبير الذي حضر بهذه الظروف الصعبة اعطاني طاقة اضافية على المسرح وجعلني انطلق اكثر في دوري.
الممثلة ضنا مخايل
العرض الأول للعمل كان رائعاً. تفاعل الجمهور مع بعض الأمور كنا نتوقعه ومع امور اخرى تفاجأنا به. المسرحية "فشّت خلق العالم" ولهذا أخذت صدى وتفاعلاً رائعين.
لقد ارتجلنا كثيراً لكن طبعاً عايدة كان عندها بعض الامور التي أصرت على أن نقولها كما كتبتها. ومن هذه الناحية وجدت العمل مع الممثلة عايدة صبرا رائعا، خصوصاً أننا لاحظنا كم تشكل هذه المسرحية تحديا بالنسبة لها كونها الكاتبة والمخرجة والممثلة الرئيسية فيها.
لا أعرف اذا ملّ الجمهور من ان "يفش خلقو" من دون ان يحدث أي تغيير على الأرض ولكن بالفعل هذا العمل يعكس صورة الشارع وماذا يحدث في هذا البلد ويجب مشاهدته.
الممثلة سهى نادر
أنا أجسّد شخصيتين مختلفتين في هذا العمل ولكل منهما رسالة. وبالتالي كان تحدياً بالنسبة لي. ويمكن ان تكون شخصية بديعة التي أقدمها طاغية أكثر من الاولى لأنها موجودة اكثر في المجتمع.
أنا اعمل في المسرح منذ 10 سنوات ولكن هذا العرض اليوم يعني لي كثيراً لأن عايدة هي استاذتي بالجامعة وهي صديقتي خارج الجامعة.
وهذه المرة الاولى التي اعمل فيها معها على المسرح. اتوقع أن يستمر هذا العمل لأنه بالفعل يعكس صورة البلد الحقيقية.
الممثل هاني الخطيب
ليس سهلاً أبدا المشاركة في اعمال عايدة صبرا لأنها أعمال ثقيلة وتحتاج إلى دراسة عميقة للمشاركة فيها.
قبل المباشرة بالعمل بدأنا تحضير الشخصيات كيف نحللها وندخل فيها وكيف نجعلها قريبة من الناس.
هذا النوع من نصوص الكوميديا هو صورة عن الواقع يجعلك تنتقد الواقع وتضحك في نفس الوقت. اتوقع لهذا العمل النجاح الكبير واطلب من جمهور المسرح أن يشاهد هذه المسرحية التي تتناول واقعنا.
كما التقى موقع "الفن" بعض الممثلين النجوم الذين حضروا إلى المسرح لمتابعة عرض عايدة صبرا .
الممثل جوزيف بو نصّار :" اتمنى التوفيق لعايدة كما العادة".
الممثلة ندى أبو فرحات :"الست بديعة اتت لتشرب القهوة عند الست نجاة ... كلنا يجب أن ندعم بعضنا خصوصاً أمثال عايدة فهي كاتبة النص وهذا أقدره كثيرا. المسرح اللبناني بحاجة لدعم وأنا لاحظت ان المعلنين بدأوا يثقون أكثر بالمسرح فهذا العام لدينا 7 مسرحيات وهذا رقم أفضل من العام الماضي. اتمنى في الختام التوفيق لعايدة وأنا أعرف أنها ستضحكنا".
الممثلة رلى حمادة :"أنا أحبها كثيرا لعايدة صبرا وإلا لما أتيت خصوصاً انني أعرف جيداً المجهود الذي يبذله الممثل ليقوم بمسرحية. احب عايدة وأحب عملها ونحن ندعم بعضنا بالمسرح لأننا اذا لم نقم بذلك يكون الوضع "كارثة". اتمنى ان يُقابل كل هذا المجهود الذي قامت به عايدة جمهور يقدر العمل. عايدة من الأشخاص الذين يحبون المسرح لدرجة انها تقوم بعمل مسرحية كل سنة تقريباً وبالتالي وجودها أساسي في مدينة مثل بيروت لأن الفن يجب أن يبقى مستمراً حتى نستطيع أن ننسى مشاكلنا".
الممثل هشام أبو سليمان :"الله يوفقها..عايدة كانت استاذتي عام 1995-1996 فكنت من اوائل تلاميذها وعلمتني أموراً كثيرة ولا ازال حتى اليوم استفيد من ما تعلمته منها. عايدة هي آيدول بالعطاء والفن والابداع. مجالها لا يوجد منه كثيراً فهي تخصصت بالايماء والتمثيل الصامت والتعبير الجسماني، ولهذا ما نشاهده في اعمالها لا نراه في أماكن أخرى".
لمشاهدة ألبوم الصور، اضغطهنا.