قامت جمعية "رودز فور لايف" (صندوق طلال قاسم للعناية بذوي الإصابات البليغة) مساء الثلاثاء 10 تشرين الثاني الجاري في فندق "انتركونتيننتال فينيسيا"، عشاءها الثالث لجمع التبرعات، وأعلنت خلاله رئيستها زينة قاسم أن وزير الصحة وائل أبو فاعور يتجه إلى تحويل تعميم سابق كان أصدره إلى قرار يلزم كل مستشفيات لبنان إشراك أطبّاء الطّوارئ والممرّضين والممرّضات العاملين لديها في برامج التدريب على إنقاذ مصابي الحوادث التي تغطي الجمعية تكاليفها. وكشفت قاسم من جهة أخرى أن "رودز فور لايف" ستقدّم للجيش اللبناني، حقائب إنقاذ فردية للجنود تُعلّق على الخصر، سيتم تأمينها بالتعاون مع السفارة الإسبانية لدى لبنان.

وحضر العشاء عدد كبير من الشخصيات السياسية والإقتصادية والاجتماعية، والوجوه الفنية والاعلامية، في مقدمهم وزير التربية الياس أبو صعب، والنواب مروان حمادة ونايلة معوض، والسيدة لمى تمّام سلام، والوزراء السابقون عدنان القصار وموريس صحناوي وزياد بارود وليلى الصلح حمادة ووليد الداعوق، وعدد من السفراء.

ورحبت رئيسة الجمعية زينة قاسم بالحضور، مذكّرة بأن "رودز فور لايف" التي ولدت بعدما صدمت سيارة مسرعة نجلها طلال وأردَتْه، قبل نحو خمس سنوات، "أصبحت شمعة أمل ومهمّة إنقاذ يوميّة وإرادة راسخة لزرع ثقافة القانون والحياة والإنقاذ بدلاً من ثقافة الفوضى والإهمال".

وأضافت: "قبل نحو خمس سنوات، كان قانون السّير الجديد في لبنان نائماً منذ تسعة أعوام في أدراج مجلس النواب، لأنه لم يكن أولويّة، فدقّقنا مئة باب بمساعدة كثر من أهل السياسة، حتى تم إقرار القانون وتابعنا تطبيقه".

وابرزت أن "رودز فور لايف وفرت برامج الإنقاذ المتطوّرة عالميّاً لتساهم في إنقاذ كثر من الناس الذين كان يمكن ألا يموتوا على الطّرق بعد الإصابة، ولكن يا للأسف كان أهلهم وأصدقاؤهم وبلدهم يخسرونهم بسبب فقدان العناية السّريعة والمناسبة".

وأشارت إلى أن "رودز فور لايف" تعاونت مع وزارة الصحة "التي أصدرت تعميماً تاريخياً تحت الرقم 51" يطلب من كلّ المستشفيات، كجزء من تقييم مدى جهوزيّة وفاعليّة غرف الطّوارئ فيها، تسجيل أطبّاء الطّوارئ والممرّضين والممرّضات في الدّورات التي تغطّي الجمعية تكاليفها. وكشفت في هذا الإطار أن وزير الصحة وائل أبو فاعور يتجه إلى أصدار قرار "بتحويل التّعميم الوزاري إلى قرار وزاري ملزم لكلّ مستشفيات لبنان".

وإذ أبدت افتخارها بإنجازات "رودز فور لايف"، قالت إن "الفخر الكبير للجمعية أن تكون في خدمة الجّيش اللّبناني وجنوده الأبطال، وأن تقدّم، بالتعاون مع السّفارة الإسبانيّه في بيروت وبهمّة سعادة السّفيرة ميلاغروس هيرناندو إيكيفاريا، حقيبة إنقاذ للجنود اللبنانيين، تعلّق على الخصر". وتابعت: ""جيشنا البطل على جبهات القتال يدافع عن حدود لبنان ووجوده، وأضعف الإيمان أن نرد له الجميل بحقيبة صغيرة لكنها كبيرة الفاعلية، توقّف نزفه إذا اصيب، وتساهم في إنقاذه، لكي يواصل مساهمته في إنقاذ الوطن".

وأوضحت أن الجمعية حصلت على موافقة قيادة الجّيش والحكومة الإسبانيّة عبر سفارتها في بيروت، على هذا المشروع، وأضافت: "لن يهدأ لنا بال حتى نرى هذه الحقيبة على خصر كلّ عسكري فتكون هديّة متواضعة يقدّمها طلال في الذّكرى الخامسه لعبوره بالتعاون مع كلّ الخيّرين في البلد... لجيش هذا البلد".

وشددت على أن "رودز فور لايف" أثبتت على مدى السنوات الخمس المنصرمة "أن الدّمعة تضيء شمعة وأن اليأس يصير أملاً"، شاكرة "أصدقاء رودز فور لايف الذين هم بمثابة عائلتها ولولاهم لكان النّفق أطول ومظلماً أكثر"، والمؤسّسات المانحة التي آمنت بالقضيّة التي تهمّ كلّ الّلبنانيّين"، كبنك عودة الذي

يغطّي تكاليف برامج التّدريب للقطاع التمريضي في كلّ لبنان، والبنك اللبناني للتجارة BLC من مجموعة فرنسبنك، الذي يغطّي تكاليف تدريب قطاع الإسعاف في كلّ لبنان، و"فرنسبنك" الذي يغطّي تكاليف برامج تدريب أطبّاء الطّوارئ في كلّ لبنان منذ إطلاقه.

وختمت قائلة: "في هذا السنوات الخمس، عادت إلينا البسمة مع كلّ ضحيّة يتمّ إنقاذها، وكلّما تبسّمت أم، نتبسّم معها، وكلّما اطمأن أب، نطمئنّ معه".

وتخلل العشاء وصلات للمؤلف الموسيقي وعازف الكمان حبيب ألبرتو، واسكتشات فكاهية للمسرحي سامي خياط، ومزاد علني على عدد من المعروضات القيّمة، بينها ساعة شخصية للنجم العالمي جورج كلوني. إضافة إلى سحب "تومبولا".

وقدم البروفسور ندي حكيم إلى قاسم منحوتة نصفية لنجلها الراحل طلال، في مبادرة مؤثرة.

وكانت عريفة الحفلة الإعلامية نادية البساط التي أشادت بجهود "رودز فور لايف"، مبرزة أهميتها.