إنها الكيمياء وما أدراكم ما هي الكيمياء ، إنها بإختصار العنصر المفقود ما بين النجمتين نجوى كرم وإليسا، فالجملة الشهيرة التي رددتها إليسا أكثر من مرة :"ما في كيميا بيناتنا، وما في كره"...
العلاقة ما بين شمس الغنية اللبنانية وملكة الاحساس مقطوعة منذ زمن ليس بقريب ، واذا راجعنا المقالات الكثيرة المكتوبة عن هذا الموضوع نقرأ الكثير، ومن هذا الكثير استشهدنا بالقليل ، فمثلا هناك من كتب ان العلاقة اصبحت فاترة بين الجميلتين بعد أن وقّعت إليسا عقداً فنياً مع شركة روتانا التي كانت نجوى كرم الطفلة المدللة فيها .
إذاً الخلاف ليس بشخصي انما فني وهو صراع ما بين لونين غنائيين لبنانيين أحدهما أسلوب غنائي لبناني تقليدي ممثلاً بالفنانة نجوى كرم ولم تستطع فنانة أخرى منافستها في غنائه ، مقابل أسلوب لبناني معاصر مطعم باللهجة المصرية ممثلاً بالفنانة إليسا أيضا لم يستطع احد منافستها فيه .
والبعض يقول ان الفتور كبر عندما التقت نجوى كرم في المطار مع اليسا فتوجهت نجوى الى اليسا وقطعت مسافة طويلة كي تسلم عليها لكن إليسا لم ترد السلام .
والبعض كتب ان العلاقة زادت فتوراً بعد حضور إليسا حفل تكريم العملاق وديع الصافي في جبيل والذي أحياه كل من نجوى كرم ووائل كفوري وقيل إن اليسا لم تهنئ نجوى على المهرجان ولم تصفق لها كما صفقت لوائل كفوري .
هذه العلاقة المقطوعة والتي تحكمها الكيمياء بين النجمتين مرت بهدنات اولها حينما تحدت نجوى إليسا بترشيحها للقيام بتجربة تحدّي دلو الثّلج بعدما جرّبتها هي قبلها ولكن إليسا رفضت هذا التحدي ، وفي المقابل صرّحت بأنها طبعا ستصافح نجوى في حال التقت بها ، وتابعت تقول ان ما بينهما "كلام صحافة فقط" ، وهذه الهدنة استمرت وتُرجمت عبر تصريحات عديدة للطرفين ، فمرة وضعت إليسا نجوى في مكانة اعلى من باقي النجوم حيث ان نجوى اشادت ببعض اغنيات إليسا كإغنية "لو"،و"يا مرايتي"، وع بالي حبيبي" ووصفت موضوعها بالجديد .
وعلى ما يبدو فان ما فرقته الكيمياء جمعته السياسة، فالنجمتان اتفقتا اخيراً ، وفي تصريحات منفصلة ، على عدم تأييدهما للحراك المدني ،إليسا وفي المؤتمر الصحفي الذي عُقد في اوتيل الفورسيزن في بيروت للاعلان عن تجديد عقدها مع روتانا وللاحتفال بعيد ميلادها ، صرحت بأنها ضد الحراك المدني كما هو حالياً، ولكنها طبعا مع مطالب الشعب لانها من الشعب، فقالت :"عندما ننزل الى الشارع لنطالب بأشياء معينة اكيد انا معهم ، ولكن كل حملة من الحملات اصبحت تطالب بمطالب مغايرة عن الاخرى، مثلاً هناك من يطالب بإقالة الحكومة ونحن أصلاً ليس لدينا رئيس والمجلس النيابي لا يقوم بواجباته، فأحسست بأن هذا المطلب غير منطقي كما خربوا وسط المدينة".
في المقابل وصفت نجوى كرم في لقاء اذاعي ان اعداد المتظاهرين تقلصت في الحراك المدني لان ليس لديهم برنامج بديل كي يقنعوا به اللبنانيين. ولو كان لديهم برنامج كان كل اللبنانيين نزلوا الى الشارع وانضموا الى الساحة ، ولكن الحراك الشعبي طالب بمغادرة السياسيين وليس لديهم اي برنامج بديل فكيف يستمر البلد ؟ وختمت حديثها في الموضوع وقالت :"لذلك لا يمكنهم ان يكملوا الطريق".
اذا وهكذا يكون الحراك المدني قد جمع نجمتين كبيرتين من لبنان نفتخر بنجاحاتهما الكبيرة، بعد ان فرقتهما ولسنوات طويلة الكيمياء المفقودة بينهما عبر تصريحات متشابهة في السياسة .
إنها الكيمياء وما أدراكم ما هي الكيمياء.