بعد خمس سنوات على الحفل الأخير في لبنان، على المدرج الروماني في زوق مكايل، تعود الفرقة الموسيقية الثقافية الأرمنية "كوهار" إلى بيروت، حاملةً معها الثقافة الأرمنية التي يسعى مؤسس الفرقة هاروت خشادوريان جاهداً إلى نشرها وتخليدها في العالم. خلال أربع حفلات متتالية، بدأت في 29 تشرين الأول وتنتهي في 1 تشرين الثاني 2015، يجتمع أكثر من 165 موسيقي، 16 مؤدٍ منفرد و15 راقصاً على مسرح الفوروم – بيروت، لتقديم عروض مختلفة من حيث المضمون تحمل رسالة موحّدة في ذكرى مئوية المجازر الأرمنية.
من تنظيم ICE International Events، نُقل العرض مباشرةً من لبنان على كافة القنوات الأرمنية عبر العالم، حاصداً جمهوراً أرمنياً وعالمياً متنوّعاً. على مدى ثلاث ساعات، ذكّر الموسيقيون والكورس الجمهور بالأغاني الأرمنيّة الوطنيّة والشعبيّة والعاطفيّة، التي عُزفت في الحفلات الأربع، وقدّموا إلى جانبها كلّ ليلة عروضاً راقصة، ثقافية وفنية مختلفة ، حيث تفاعل الجمهور معهم رقصاً وغناءً. وقد تميّز الحفل بالإضاءة التي صمّمها روجيه باخوس صاحب شركة LA Production، وتقنية LED لبيترو الحاج صاحب شركة Visuwalls والهندسة الصوتية لشادي عقيقي صاحب شركة CKA production، وجُهّز العرض بأحدث التقنيّات لينافس بذلك أضخم العروض العالمية.
في كل حفل، تهدف أوركسترا "كوهار" الأرمنية إلى نشر الفرح في نفوس الجاليات الأرمنية عبر العالم، مُحافظةً على الإرث الأرمني وهويته. ويعود ريع هذه الحفلات إلى المدارس الأرمنية عبر العالم، وفي مناسبة مئوية المجازر الأرمنية، سيعود ريع الحفلات في لبنان هذه السنة إلى 100 طالب لبناني من أصل أرمني. وللمناسبة، أشار الرئيس التنفيذي لـ "كوهار"، سيفاك سيروبيان، إلى أن "الهدف الأساس لعروض كوهار عبر العالم هو مساندة الجاليات الأرمنية على صعيد الثقافة والتعليم، لذلك نسعى هذا العام إلى تقديم العون إلى 100 طالب لبناني من أصل أرمني كي يُكمل علمه ويكتسب المعرفة الضرورية لمستقبله. وقد اخترنا الرقم 100 لمناسبة مرور مائة عام على الإبادة الأرمنية".
تأسست فرقة "كوهار" تقديراً لوالدة هاروت خشادوريان وإحياءً لذكرى والده. فبعد الزلزال الذي ضرب مناطق شمال أرمينيا الحالية عام 1988، وبعد المعاناة التي شهدها الشعب الأرمني في أرمينيا آنذاك، قررت كوهار مساعدة العائلات عبر تأمين فرص العمل وتقديم المساعدات من خلال نشاطات ثقافية وموسيقية أرمنية. يعود ريع حفلات "كوهار" الى المدارس والمعلّمين أرمنيّي الأصل في البلدان التي تقيم فيها حفلاتها.
أدخل عرض "كوهار" سحر الموسيقى الأرمنية إلى الثقافة اللبنانية، مازجاً الثقافتين ومقدّماً فناً فريداً ومختلفاً، في محطة ثابتة تؤكّد على أهمية لبنان في احتضان الإرث الأرمني. بعد انتهاء كل حفلة من الحفلات الاربع، وُزّع على الحاضرين، كتاب موسيقي يحتوي على 100 أغنية ومقطوعة موسيقية، عُزف معظمها خلال هذه الحفلات.