أن يكون المرء ناجحاً بين زملائه فهو أمر يحسب له أما أن يكون مبدعاً بين المتفوّقين فهذا ما جعل فريد شهاب تحديداً رائداً في أكثر من مجال و"رجل العام والإعلان"...فريد شهاب، الذي سبق وأن حقق إنجازات ضخمة على صعيد الإعلانات، وبعدما تمكّن كتابه الأول "رهان على ضمير وطن" من حجز مكان مرموق له بين الإصدارات الأكثر مبيعاً في نسخته المطبوعة، وسجّلت نسخته الإلكترونيّة التفاعلية على شبكة الإنترنت دخول أكثر من 12 مليون زائر خلال فترة قياسية، ها هو اليوم يحتفل بتوقيع كتاب باللغة الفرنسية بعنوان "Du Bonheur et des Idees"، وذلك في Salon Du Livre في البيال.
وعلى هامش حفل التوقيع، الذي احتضنه جناح مكتبة أنطوان في المعرض، إلتقى "الفن" الكاتب والمحاور الشهير فريد شهاب في حديث مقتضب فرضته الحشود المنتظرة دورها للحصول على توقيع وكلمة من القلب. شهاب، الذي عرّف عن نفسه بأنه كالغبار في الهواء، أشار خلال حديثه عن كتابه الجديد إلى أنها النسخة الأولى من الكتاب كونه سيتبعها بعد ثلاثة أشهر تقريباً بنسخة ثانية ولكن هذه المرة بالعربية التي تتطلّب منه جهداً أكبر نظراً لعمليات التنقيح والتدقيق اللغوي التي تتطلّبها. ولفت المؤلف إلى أن مضمون الكتاب يتحدث عن السعادة وأن الإنسان عندما يحرّك تفكيره وينشّط إبداعاته لا بد له إلا وأن يشعر بالسعادة. وأضاف قائلاً: "الكتاب يتحدث عن الإبداع، فقد اكتشفت من خلال عملي بأن الأفكار التي نخرج بواسطتها إبداعاتنا تمنحنا شعوراً بالرضى عن النفس وبالتالي تغمرنا السعادة لفترة قد تطول إلى أسبوع أو أكثر وذلك تبعاً لأهميتها، كما أن هذا الإحساس بالإيجابية ينعكس ليس فقط علينا بل على المحيطين بنا أيضاً. إن طاقات تفكيرنا خلقت للإبداع لا لتبقى خافتة ومكتنزة داخل أدمغتنا، لذلك أجد أن كل امرء لا يبدع لن يعرف طريق السعادة".
وعن أهمية إصدار هذا النوع من الكتب المحفّزة للإبدع والسعادة في خضم ما يمرّ به لبنان والمنطقة، أجاب فريد شهاب: "ذكرت هذا الأمر في الكتاب حيث يقال إن المواطنين يشعرون بالسعادة في وسط الحروب، وهذه مفارقة بالفعل، لأن دماغ الإنسان في حالة الحرب عليه أن يخترع الحلول للتخلّص من المشاكل اليومية أي تأمين القوت، كيفية الاختباء، الخوف من الموت، وغيرها...بمعنى أن الحرب تمنحك الفرصة للتفكير والوعي للخروج بخير من الأزمة، لذلك فإن اللبناني، وعلى الرغم من أنه غير سعيد لكنه على الأقل لا يزال محافظاً على مقدرته على التفكير ودماغه يعمل طيلة الوقت وبالتالي لم يصب بانهيار عصبي. في الكتاب مجموعة من الأفكار المفيدة خصوصاً للبنانيين إذا ما تكتّلوا حولها، كما أنني ضمّنته بعضاً مما جاء في كتابي "رهان على ضمير وطن"، الصادر منذ ثلاث سنوات، لأنه يحتوي على مجموعة من الحلول التي تفيد اللبنانيين حالياً وتمكننا من السير ببلدنا نحو خط سليم وأفضل مما نعيشه اليوم".
وعن مدى اهتمام اللبنانيين بالقراءة اليوم، قال شهاب: "نحن شعب قارئ، ربما ليس كثيراً لكننا أفضل من سوانا في هذه الناحية. منذ يومين التقيت السفير الفرنسي في لبنان فأخبرني أن هذا التجمّع هو الأفضل حول العالم نسبة لاهتمام اللبنانيين بزيارة المعرض الفرنكوفوني. واللافت أنه على الرغم من أهمية الإنترنت اليوم إلا أن للكتاب رونقاً آخر يتضح أكثر من خلال الإقبال الذي يشهده المعرض".