"حوّل يا غنّام" ، "ميّل يا غزيّل" "الشاب الأسمر".
. ، أغنيات مرّت عليها عقود وعقود ، وصاحبة الصوت الرائع التي أدتها غابت عن الفن والإعلام منذ عقد ونصف حيث قررت الإحتجاب بعد مسيرة مليئة بالعطاءات الناجحة .
أغنياتها لا زالت حتى اليوم تذاع عبر الإذاعات والشاشات ، وكذلك أفلامها مع كبار الممثلين العرب .
تمّ تكريمها في دول كثيرة ، ولكن تكريم الأمس من نوع آخر ، فبرعاية وزير الثقافة ريمون عريجي ، كرّم الكونسرفاتوار الوطني - المعهد الوطني العالي للموسيقى - ، الفنانة المعتزلة نجاح سلام، وذلك في مسرح بيار أبو خاطر بجامعة القديس يوسف طريق الشام ، وتم توزيع CD للفنانة المعتزلة يتضمن مجموعة من أجمل أغنياتها .
قدّم الحفل الإعلامي سامي كليب، وعزفت الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى العربية، بقيادة المايسترو أنطوان فرح، أجمل الألحان التي غنّتها سلام ، وأدى كورال الغناء العربي في الكونسرفاتوار أروع أغنيات المكرّمة ، كما تم عرض وثائقي عن سيرة سلام ، وكانت كلمة لرئيس الكونسرفاتوار الدكتور وليدّ مسلّم ، كلمة العائلة ألقاها الصحافي الأستاذ عبد الرحمن سلام ، شقيق نجاح التي بدورها أطلت على الجمهور وألقت كلمة شكرت فيها الكونسرفاتوار والحضور وكل من ساهم في حفل التكريم ، وغنّت مقطعاً من "ميّل يا غزيّل" ومازحت الجمهور .
موقع "الفن" الذي كان حاضراً في حفل تكريم الفنانة المعتزلة نجاح سلام إلتقى رئيس الكونسرفاتوار الدكتور وليد مسلّم ، وشقيق المكرّمة الصحافي عبد الرحمن سلام .
الصحافي الأستاذ عبد الرحمن سلام
نجاح سلام كُرّمت على مدى عمرها الفني مئات التكريمات ، ولكن تكريم اليوم له نكهة وطعم مختلفان تماماً لأنه يأتي من أعلى جهة فنية في لبنان وهي الكونسرفاتوار الوطني ، فعندما يكرّم الكونسرفاتوار فناناً فهذا إعتراف بقيمة هذا الفنان حتى لو كان بعد سنوات من العمر الطويل ، من هنا أتوجّه بشكر إلى الدكتور وليد مسلّم وإلى كل العاملين في الكونسرفاتوار على هذا التكريم الذي تحوّل إلى مهرجان .
نجاح سلام إعتزلت الغناء والاعلام منذ حوالى 15 عاماً ، وهذا لا يتعارض مع الإحتجاب لأنه تكريم ، الكونسرفاتوار والوسط الفني والاعلام والسياسيون والدبلوماسيون اليوم يكرمونها ، وهي سعيدة جداً بهذا التكريم لأنه يأتي من جهة فنية لها قيمتها في لبنان .
أعتقد أن السيديات التي تم توزيعها على الحضور هي أكبر تعبير عن شكرها لهم ، وهذا السيدي يضم مجموعة منوعة من أغانيها من يوم ما بدأت بـ"حوّل يا غنّام" إلى "يا زمان الوفا" ، أربعون أغنية منوعة بين لبناني ومصري وخليجي .
الفن بقي وفياً لها ، والإعلام عموماً ، وخصوصاً الإعلام اللبناني هو من دعائم نجاحها وهو الذي ساهم في تركيز إسم نجاح سلام ، إنما الجهات الرسمية في لبنان ، مع الأسف ، لم تكن وفية لـ نجاح سلام ، بإستثناء الرئيس الراحل الياس الهراوي ، رحمه الله ، الذي كرّمها بوسام الأرز برتبة كومندان .
رئيس الكونسرفاتوار الدكتور وليد مسلّم
هذا تكريم لوجه كبير ، لصوت كبير وسيدة كبيرة ، ومعها نسترجع ذكريات جميلة جداً ، نسترجع الأيام الحلوة التي كان فيها لبنان بألف خير ، وهذه من ضمن مهماتنا نحن كـ كونسرفاتوار أن نعود ونحيي هذا التراث خصوصاً أن السيدة نجاح سلام اليوم هي أكبر مثال على ذلك وهي التي تألقت بالأغنية الشعبية .
الكورال جميعهم شباب وصبايا جميل أن يعرفوا تراثهم ويكتشفوا الأغنية الجميلة والتي تعيدنا إلى الأصالة والجيل والبساطة ، وإلى كل شيء جميل نحن نخاف أن نفقده يوماً لأن هذا هو لبنان ، هو التراث والأصالة وهذه السهولة والفرح في التعامل بين الناس ، وهذه الأمور كلها تعيدنا إليها السيدة نجاح سلام .
يُذكر أن الفنانة المعتزلة نجاح سلام أنشأت شركة "سمر فيلم" مع زوجها الفنان الراحل محمد سلمان ، فأطلقا مجموعة من الأفلام ، كما أسّسا شركة "ريما فون" حيث قدّما مجموعة من أجمل الأغنيات بصوت العديد من المطربات وطبعاً من بينهن سلام .
تميّزت سلام بالصوت القدير والمتمكّن ، فغنت من ألحان محمد عبد الوهاب ، بليغ حمدي ، فريد الأطرش...
فألف تحية وسلام لفنانة كبيرة تُعتَبَر تاريخاً فنيّاً مشرّفاً يضيء درب محبي الفن الراقي .
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا.