مهندسة معمارية ، إستوحت من إختصاصها لتدخل عالم الفن، تغني باللغة الأجنبية مجموعة من الألوان ، بما في ذلك EDM، تؤلّف وتلحّن مقطوعات موسيقية من إنتاجات عالمية، أول مقطوعة موسيقية ألّفتها على البيانو في سن العاشرة وقدّمتها أمام الجمهور.

تعتبر الحياة أغنية، شغفها وموهبتها لا حدود لهما، ثمن النجاح لديها التفاني والسير أميالاً إضافية لتحقيق ما تريده في الفن وحياتها العملية.

نادين زريقات، الفنانة والمهندسة المعمارية، ضيفة على صفحات موقع "الفن" في الحوار الاتي.

أهلاً بك عبر موقع "الفن".

أهلاً بكم، وشكراً.

أولا كيف تعرفين عن نفسك للجمهور في لبنان والعالم العربي؟

أنا مهندسة معمارية، وفي نفس الوقت أكتب وألحّن وأغني أعمالي الخاصة، ولدي الوقت الكافي للتوفيق وإيجاد التوازن بين إختصاصي كمهندسة معمارية والفن، تخرّجت من الجامعة الألمانية الأردنية وبدأت العمل في قسم الهندسة، وسافرت الى ألمانيا للتعامل مع موزعين ومنتجين من أنحاء أوروبا لتنفيذ أغاني EDM) electronic dance music)، بالتعاون مع DJ’s من أكثر من بلد في أوروبا.

ما الذي أتى بك الى الغناء والفن، وأنت تخصصتِ في مجال الهندسة المعمارية؟

في عمر 10 سنوات قمت بتأليف أول مقطوعة موسيقية وقدّمتها أمام جمهور، ومن وقتها إكتشفت أن الفن ليس عبارة فقط عن فن الغناء أو التمثيل، بل قد نجد الفن في أي مجال آخر.

هل كان لإختصاصك دور مساعد في دخولك عالم الفن؟

أظن لولا دراستي الهندسة المعمارية، لما كنت إستطعت تنظيم حياتي وأقوم بتأليف الأغاني ووضع البنية الفنية للأغاني، وإختصاصي ساعدني كثيراً في إيجاد طريقي في الفن، والهندسة المعمارية عبارة عن عالم خيال بحد ذاته، هناك تصميم ومفهوم لطريقة بناء العمارة، وهذا الشيء ينطبق أيضاً على الفن، فلا بد من أن نتخيّل الأغنية والرسالة التي نريد إيصالها من خلالها، ولديها بنية خاصة بها.

لماذا أنت بعيدة عن الغناء باللغة العربية، فمعظم أعمالك هي باللغة الأجنبية؟

منذ صغري وأنا إستمع الى الأغاني الأجنبية أكثر من الأغاني العربية، ومتأثرة بها ، حتى أن الأغاني التي ألّفتها في البداية على البيانو كانت على ألحان أجنبية، وبالإضافة الى ذلك، فإن خامة صوتي تليق بها الأغاني الأجنبية أكثر من الأغاني العربية، لكن هذا لا يعني أنني مبتعدة عن الأعمال العربية، فقد إنتهيت من أغنية بعنوان "بادية"، تعاملت فيها مع منتجين عالميين "Kern & Meier" وستصدر قريباً بتوزيع عالمي، وكلماتها والغناء بالعربي.

هل الأغنية "بادية" مستوحاة من المجتمع الأردني؟

لا، ليست مستوحاة من المجتمع الأردني، بل من فكرة الشرق الأوسط والروح الموجودة من الصحراء، وأحببت أن أدمج هذه الفكرة وأضعها في إطار المزج بين الشرقي والغربي.

هل لديك إستعداد للتعامل مع شعراء أو ملحنين من لبنان والعالم العربي، لتقديم أغانٍ باللغة العربية فقط؟

إذا كان فقط هذا التعامل لتقديم أغان عربية، فسأظلم نفسي بالغناء والتأليف، كون الأعمال التي أقدّمها وأؤلفها باللغة الأجنبية، أحاول دائماً في أعمالي أن تتضمن غناء بالعربي، لكن أن يكون كمضمون كامل فأستبعد ذلك، والمسألة ليست صعبة بقدر ما هي بعيدة عن المجال الذي دخلت به قبل 5 سنوات، وأرى أن هناك فنانين أقدر مني في تقديم أعمال باللغة العربية.

هل لشخصيتك انعكاس على طبيعة الأغاني التي تقدمينها؟

صحيح 100%، وأحرص على أن تتضمن أعمالي رسالة تفيد المجتمع، فلدي إيمان بأن كل أغنية وكل فنان له دور في المجتمع، وفي طريقة التأثير على محبيه ومعجبيه.

كيف تنظرين الى الإنتاجات الفنية في العالم العربي، كونه كان لديك إنتقادات لتحول الانتاج الفني الى الأغنيات التي تبحث عن الإثارة الجسدية وتفتقد إلى المعاني الحسيّة موسيقياً؟

صناعة الموسيقى في العالم العربي أصبحت تمثّل كل شيء الا رسالة الفن وتبحث فقط عن الإثارة الجسدية، فضاع روح الفن والرسالة التي نريد تقديمها للجمهور، وضاع التأثير الإيجابي الذي نقدّمه للأجيال التي ستترعرع على أغانينا، فهذا اكثر ما يهمني، فلا أهتم بالشهرة والشكل، بقدر إهتمامي بالرسالة التي أقدّمها الى الجمهور نحو أمور أفضل.

مَن من الفنانات أو الفنانين اللبنانيين يعجبك "ستايله" وما يقدمه من أعمال فنية؟

بصراحة ليس لدي إطلاع وافر على فنانات أو فنانين لبنانيين وعرب، كون إتجاهي غربي أكثر، لكن أحب الإستماع الى أغاني السيدة فيروز ونجوى كرم، وأغاني الفنانين القدامى.

ما رأيك بفناني الأردن كـ ديانا كرزون أو غيرها؟

ما أردت قوله، أنني أفضّل الإستماع الى أغاني الفنانين القدامى، حيث كانت الأغنية لها معنى وروح، أما الان الأغاني الجديدة فتمثّل كل شيء الا الغناء.

هل لديك إستعداد للتعاون مع فنانين لبنانيين أو عرب لتقديم "ديو" غنائي"؟

بالمبدأ ليس لدي مانع، وأفضّل أن يكون الديو مزيجاً بين الشرقي والغربي، وأعتقد أن الفكرة ستقدّم بطريقة جميلة إذا حصل ذلك، وحالياً لدي مشروع في هذا الصدد مع فنان أردني معروف، لكن لا أستطيع الكشف عن تفاصيله الان.

ما هي مشاريعك المستقبلية، وماذا عن تعاونك مع شركات إنتاج في ألمانيا؟

العقد الذي أبرمته في ألمانيا مع شركة إنتاج للأغاني فقط وليس كفنانة، كي لا ألتزم مع شركة إنتاج واحدة، ولدي أكثر من مشروع أعمل عليه، فسأطرح عملاً جديداً من نوعية "Deep House" في الشتاء المقبل، بالتعاون أيضاً مع منتجين عالميين، كما وقّعت عقداً مع أكبر شركات إنتاج في "Underground Music"، وكما ذكرت سابقاً لدي أغنية "البادية"، وأيضاً لدي تعاون مع DJ من الجزائر إسمه محمد العلمي، وهو شاب صغير موهوب ووقّع أعمالاً ناجحة مع Armin van Buuren .

هل تحرصين على دعم هذه المواهب الشابة، أم تفضلين التعامل مع موسيقيين لديهم خبرة أكثر؟

لم أرفض في يوم من الأيام أي تعامل مع موسيقيين أرى فيهم موهبة وقدرات موسيقية وأذن موسيقية صحيحة، ولا يهمني إذا كان لديه متابع واحد أو مليون، وفي نهاية المطاف الجميع بدأ من الصفر، وكما كنت في بداياتي الفنية أردت من يعطيني الفرصة كي أظهر موهبتي، فالان أحرص على التعامل مع هذه المواهب كي تظهر للناس، ومهم جداً أن نتوسّع ونطّلع أكثر على الموسيقى العالمية، فبذلك نستفيد ونزيد معرفتنا وثقافتنا الموسيقية.

هل وجدت فرقاً في تعاملك مع موسيقيين بين العالم العربي والغرب؟

التعامل في الغرب محتلف جداً عن التعامل في العالم العربي، فأنا عملت مع موسيقيين من العالم العربي ومن الغرب، لكن برأي الشخصي طريقة العمل والنظام والصراحة في الغرب، أحسن بكثير من عالمنا العربي.

كلمة أخيرة لقراء "الفن".

أشكركم على إستضافني، ولي الشرف بأن أكون ضيفة على صفحات موقع "الفن"، لأنه موقع مشهور جداً والأول في العالم العربي، وأتمنى أن يستوحي الجمهور من أعمالي الرسالة الصحيحة التي أريد إيصالها، وكل ما نريد أن نصل اليه ونريد تحقيقه، نستطيع من خلال الإرادة والتصميم والثقة بالنفس.