برعاية وزير الثقافة ريمون عريجي نظّم "اتحاد الكتاب اللبنانيين" بالتعاون مع "دار سائر المشرق" ندوة حول كتاب "بيت في القصيد" للأستاذ فيصل طالب المدير العام للشؤون الثقافية.

وقد غصّت قاعة قصر الاونيسكو بالحضور، الرسمي والفني والثقافي، الذي اتى للمشاركة في الندوة ولتوقيع نسختهم من الكتاب الذي ضمنّه طالب رؤيته لمعاني المستقبل من خلال الاضاءة على تجربته في ميادين عديدة. وبالتالي الاضاءة على محطات ومشكلات المجتمع التربوية، الادارية، الثقافية، الحياتية، النفسية، الاجتماعية والاخلاقية. الكتاب يحاول أن يضع لمسات واقعية لمسارات التنمية المستدامة وخططه وشعاراته التي تهتم الانسان قبل أي وقت آخر.

وقد شارك في هذه الندوة المفتش العام الاداري د. مطانيوس الحلبي، أمين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين د. وجيه فانوس، العميد السابق لكلية التربية د. أنطوان طعمه، بينما تولّى تقديم الندوة مدير "المكتبة الوطنية" في بعقلين غازي صعب.

وكان في المناسبة كلمة لوزير الثقافة المحامي ريمون عريجي قال فيها :"نلتقي هذه العشية في بيت لا كالبيوت التي نعرف انه بيت في القصيد. البيت هو القول، الفكرة، الموقف .. والقصيد في فهمي مسار في عمر من العمل والحركة والفعل والعطاء. كتاب مدير عام الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة الصديق الاستاذ فيصل طالب كأنه ذاكرة حياة في شذرات فكرية طاولت التربية والثقافة والادارة، عبر مقالات ودراسات وخطط خلال حوالى 40 سنة . قدم لنا المؤلف خلاصة فكره ومواقفه وتأملاته في ومضات سريعة، واضحة ومباشرة. بلغة المتمكن وبأسلوب محبب ثري، ثري المصطلحات والتعبير .

وفي المقال المختصر المفيد بلغتنا الأفكار والآراء في اتمال الوجهة والخلاصات. قرأنا في رؤيته للبناء التربوي هواجس مبررة وموضوعية في حاليات المناهج والحاجات الملحة لتجاوزها وتطويرها لمجاراة العصرنة وتأهيل المدرسين وإلى تجاوز الكتابة في الامتحانات إلى رحاب ثقافة عامة تغني عقول طلابنا في تكوين مواطن يعي واجبات مواطنيته... ويبقى تشريع الثقافة ونشرها واحتضان المبدعين، كتابا وفنانين وأصحاب فكر، الهاجس الجميل في اولويات وزارة الثقافة. مجموعة مقالات ودراسات وخطط حول الانماء الثقافي طرح عبرها الاستاذ فيصل مجموعة مواقف تشكل في ابعادها ثوابت فكر اعتدالي لتكوين المثقف والمبدع كمواطن خلاق في وطن مرتجى. الرؤية الشاملة للعمل في حقول الثقافة حاجة اساس للنهوض بهذا القطاع التقويمي للانسان المواطن وقد لفتني طرحه، تضافر التربية والثقافة وتلازمهما. في غير مقال عبّر عن المعوقات الفكرية والهواجس حول طروحات الهوية الثقافية وتآلف البشر ونقده لمقولة صدام الحضارات لـHuntington وفكرِ فوكوياما حول "نهاية التاريخ"... مُعبِّراً عن إيمانِه بثقافةِ الحوار، وقبولِ الآخر، مع التشديدِ على الحفاظ على الهُوِّية الوطنية المنفتحة. ولم يَغب عن جوهرِ المقالات، حاجاتُ لبنان في صون تراثِنا الغنيّ، المادي وغير المادي، ودعمِ الافرادِ والمؤسساتِ الثقافية في المجتمع المدني... الى موضوعاتٍ كثيرة متنوعة شيّقة ذاتِ صلة بالثقافة، بمعناها الانساني الشاملْ.

أغتنم هذه المناسبة العزيزة، لأحيّي جهود سعادة مدير عام الثقافة الاستاذ فيصل طالب، في وضعِ ونشرِ هذا الكتاب، وللتعاونِ المثمر الوَلاَّدِ، وللنشاطاتِ والانجازاتِ التي تحققت بفعلِ الايمانِ المشترك بيننا، نبلِ الرسالة وبمردودها على كامل الوطن اللبناني، على خلفية عمقِ الصداقة التي نشأت بيننا. زمنٌ جميل، معاً، قضيناه في سعيٍ حثيثٍ يوميّْ، لتحقيقِ ما يخدُم الثقافةَ في لبنان، نترك الحكمَ عليه للبنانيينْ والزمن...مبروك هذا الكتاب لنا جميعاً، تحية محبة وتقدير للصديق فيصل طالب، تحية لمثقفي الوطن ... عاش لبنان".

من جهته، القى طالب كلمة، بعد المداخلات التي قام بها المفتش العام الاداري د. مطانيوس الحلبي، امين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين د. وجيه فانوس ، العميد السابق لكلية التربية د. انطوان طعمة، وجاء في كلمته :" ... ما سمعناه بما يتعلق بقراءة ودراسة وتمحيص "بيت في القصيد" من قبل الأساتدة يشكرون عليه. كان هناك ارتحال جميل معطوف على حضور عزيز وهذان الامران يقودانني إلى ان اقف من الموضوع بمجمله موقفاً ب 3 عناوين : العنوان الاول هن ان الايجابيات التي توصل اليها السادة في الكتاب قد جرى التصديق عليها اليوم من قبلهم. اعتبر ان ثمت تصديقاً حصل على التوجهات التي وردت في هذا الكتاب خصوصاً أن هذا التصديق جاء من اعلام ثلاثة لهم باع طويل كل في مجال اختصاصه وعمله الاداري والثقافي والتربوي. العنوان الثاني هو بشأن بعض الملاحظات التي وردت، اتعهد ان ادخل نفسي من جديد في نقاش ذاتي مع نفسي لأقارب الموضوعات مقاربة جديدة مستنداً إلى ما تفضل به السادة خلال مداخلاتهم. الامر الأخير هو الشكر الجزيل لمعالي الوزير ريمون عريجي، الصديق، كما كان لي شرف مواكبة ومعايشة الوزير غابي ليون ... العمل في الثقافة جميل ويمكن أن يكون اجمل اذا كان هناك وزراء للثقافة مثل الوزيرين ليون وعريجي. أخيراً أكرر شكري الكبير لحضوركم الذي شكل بالنسبة ليس اضافة بل قيمة مضافة على الكتاب، على امل أن نلتقي في مرات قادمة ونقدم اليكم اعمالاً نسعى ونطمح لأن تكون على مستوى مواكبة الاحداث في المجالات التي نستطيع الكتابة فيها".

لمشاهدة البوم الصور، اضغط هنا.