إعلامية مثابرة وطموحة.
علاقتها بالشاشة والكاميرا علاقة صداقة ووفاء. بنت خلال مسيرتها الاعلامية الطويلة شهرة مختلفة عما هو سائد على الساحة اليوم. لم تحرقها الأضواء بل هي التي تتحكم بهذا الجانب وتدرك جيداً انها ستقوم بنفسها في أحد الأيام بإطفاء هذه الأضواء واشعال أخرى.
الاعلامية رانيا برغوت، صاحبة شركة "R Stars" التي تعنى بمساعدة المواهب الابداعية الشابة في لبنان، استقبلت موقع "الفن" في مكاتب الشركة وكان لنا معها هذا اللقاء المميز .
بداية أهلا وسهلا بك عبر موقع "الفن".
أهلا بكم.
نحن متواجدون اليوم في مكاتب شركتكR Stars"" ، أخبرينا بداية عن هذا المشروع وكيف بدأت الفكرة؟
أنا اعتبر أنني كنت محفوظة جداً في كل حياتي . كان عملي يأتي اليّ لأن الظروف كانت مناسبة جداً لكي اظهر إلى الجمهور..لا أنفي أنني شاطرة اعلامياً وأعمل على تطوير نفسي ولكن لا انكر ان الظروف ساعدتني. وعندما تبرز بهذه الطريقة تكون امام خيارين: إما ان تنتهي بعد فترة او ان تكمل طريقك وتكبر في المهنة .
ما الذي دفعك للاقدام على هذه الخطوة ؟
عشت في بريطانيا فترة طويلة وعندما عدت وجدت أن هناك فراغاً كبيراً . نحن ينقصنا الفرص فقط في لبنان أي الحظ الذي حالفني عندما بدأت. في العام 2010 عندما عدت إلى بيروت وشاهدت الوضع أصبح لدي غيرة على الشباب اللبناني. فقررت ان أوفر لهؤلاء الشباب البيئة او المكان الذي بإمكانهم ان يأتوا اليه ليفجّروا ابداعاتهم الفنية فيه. ولم يكن لدي في تلك الفترة الامكانيات المادية لكي أؤسس هذا المكتب.
وكيف بدأت إذاً ؟
منذ 4 سنوات بدأت أضع مبلغاً من المال جانباً وأمّنت المبلغ المطلوب لأفتح المكتب لمدة عام. ثم بدأت استعين بمواقع التواصل الاجتماعي من اجل الدعوة للحضور إلى المكتب في حال كان لدى أحد اي مواهب او طاقات ابداعية.
ماذا يعني "R Stars" ؟
"R Stars" هي بمعنى "Our Stars" أي نجومنا وطبعاً حرف الراء يرمز إلى رانيا. وبالتالي اخذت على نفسي اقامة هذا الجسر ليسطع نجم المواهب اللبنانية.
وكيف تساعدينهم ؟
قصدني أشخاص كثيرون لديهم طاقات ابداعية ملفتة، افكار لبرامج، منهم من هو موهوبة بالكتابة أو الاخراج أو التمثيل...أخذت بعض الأفكار وجلت فيها بالعالم العربي. وانا هنا لا آخذ من رصيد صاحب الفكرة بل أسجلها بإسمه وبإسم الشركة ولكن أنا انتجها. تعود عليهم وعليّ بأرباح طبعاً. حاولت أيضاً أن يشاركوا في العمل ضمن هذه الأفكار والبرامج . اللبنانيون لديهم طاقات كبيرة وهم مبدعون وعندهم خيال ليس له حدود ولكنه بحاجة لفرصة. "ويا ريت يكون في ناس متلي عندهم القدرة يعطوهن الفرصة".
من يساعدك ويدعمك في هذا المشروع ؟
انا اعمل بمفردي وامكاناتي محدودة جدا ولكنني اعمل بما اتيح لي وبما يتوفر.
وماذا يقول محيطك عن هذه الخطوة ؟
محيطي يقول عني أنني انسانة مجنونة وأنني اهدر ما ادخرته من المال بهذه الطريقة. وهناك من يقول عني انني شجاعة بالنسبة لما اقوم به في هذا البلد ولكنني بالفعل لم أفقد الأمل يوماً بلبنان. انا عشت في الخارج 22 عاماً ولم أجد أجمل من هذا المكان مع العلم بأن كل شيء كان متوفراً لي في الخارج ولأولادي أيضاً.
وهل تساعدك معارفك وعلاقاتك التي بنيتها خلال مسيرتك الاعلامية ؟
علاقاتي ومسيرتي الاعلامية لا تخدمني كثيراً في تسهيل الأمور بهذا الشأن، " في ناس كتير بس تقلهن بدكن تساعدوا بيخافوا"..هناك من يخاف عندما تقول له تبرع ببعض المال من أجل دعم المواهب. طبعاً اذا دعوت بعض الأشخاص قد يحضرون ولكن ان يشتروا هذه البطاقات عندها يعتذرون ويتحججون بأعذار وارتباطات. لا اجد الدعم الكافي.
ماذا بعت من برامج حتى الآن ؟
قمت بجولتي على المحطات العربية ومعي 6 برامج. استطعت ان ابيع برنامجين كبيرين على شرط أن تصور هذه البرامج في لبنان. كل شيء أقوم به هو من اجل ان احضر الأعمال إلى لبنان. لا يمكن تصوير هذه البرامج في الخارج وطاقم العمل يجب أن يكون لبنانياً او يعيش أفراده في لبنان. انا أؤمّن لهم كل ما يحتاجون له في بيروت من ستوديو إلى كاميرات إلى طاقات بشرية ، مواقع تصوير ...
ألا تشعرين بأنك تسيرين عكس التيار ؟
نعم أشعر بذلك، ولكن طوال عمري كنت هكذا ومع ذلك تجدني وصلت إلى ما اريد وحققت نجاحاً الحمد لله.
الممثل اللبناني يطمح إلى العمل في الانتاجات العربية، وبرامجنا المحلية تذوب أمام البرامج العربية الضخمة. فهل انت متأكدة من صواب ما تفعلينه؟
لما لا. نحن كنا دائماً السباقين ونحن من كنّا نصدّر الابداع إلى الخارج. نحن أحق بشبابنا وأن يبقوا هنا وان يبنوا هذا البلد..صدقني هم فقط بحاجة لمن يساعدهم.
ألا يجدر بك أن تكوني تركزين على تأمين إستمراريتك على الشاشة . لماذا لا تهتمين بهذا الجانب ؟
لم يعد يعني لي هذا الأمر. الشاشة أعطتني إسماً الحمد لله وانا سأستعمله لمساعدة الآخرين ، وإستمراريتي تكون بتأمين مستقبل وفرص عمل لكل من يقصد الشركة. هذا إسمي وهذه إستمراريتي.
غريب ما تقومين به خصوصاً في هذا المجال الذي لا يكتفي به أحد أو يشعر بأنه "شبع" من الأضواء والشهرة
انا فعلاً اكتفيت وما أقوم به هو حلمي ، صحيح أنني لا أزال في "كلام نواعم" ولكنه "مكمّل" وعندما يتوقف لن انتهي معه.
الشق الثاني الذي تهتم به الشركة هو المحاضرات وورشات العمل المتخصصة التي تقومون بها ، أخبرينا عنها .
ليست بنفس قوة الانتاج والسبب يعود إلى ان هذه الورشات كانت تكلفتها غالية ولذلك خفّضت رسم الاشتراك فيها ، وفي المقابل احاول ان احصل على منح وتسهيلات ومساعدات من سفارات ومن مصارف ، أستعين أيضاً بمواقع التواصل الاجتماعي للترويج لهذه الورشات.
الا يحزنك غياب الدعم الرسمي لهذا المشروع الذي تقومين به ؟
بالطبع يحزنني، وزارة السياحة تدعمنا مثلاً ولكن بمبلغ قليل جداً، بلدية بيروت تدعمنا ورغم ذلك يزعجني ان اضطر إلى اللجوء إلى السفارات للحصول على مساعدات . السفارات لديها ميزانيات ويهمها المساعدة في هذا الشأن وصرف هذه الأموال. دولتنا ليس لديها ثقة بهذا الابداع الموجود عند الشباب ولا تساعدهم ليخرجوه ويوظفوه ، يهمهم أكثر الكرسي من سيجلس عليه ، لهذا ليس لدينا مؤسسات رسمية تدعم الشباب.
إلى أين تريدين الوصول بهذا المشروع ؟
أنا اريد ان يبقى مشروعي محلياً ولا أريده أن يكبر كثيراً أريده أن يبقى لبنانياً ، أريد أن أبقي هذا الباب الذي يخرج منه الشباب المبدع ، المشروع ليس مربحا مادياً بالنسبة لي بل هو منتج من الناحية المعنوية .
الا تريدين الانتشار حتى عربياً ؟
طلبوا مني في الامارات العربية ان افتح مكتباً هناك ولكنني تريثت جداً لأنني لست متمرسة جداً في هذه اللعبة وأفضل أن اثبت نفسي في لبنان أولاً ، وصدّق او لا تصدّق عندما افتح مكتباً خارج لبنان سأبحث اولا عن الشباب اللبناني المغترب. لذا أعوّض عدم تواجدي خارج لبنان من خلال تحضير ورشات عمل مصورة ستكون متاحة للشراء عبر الانترنت.
الا تخافين من أن تغري أضواء الشهرة المواهب التي تخرج من عندك فيتنكرون للجميل والفرص التي منحتيهم اياها ؟
لا يهمني كثيراً هذا الأمر، ما يهمني ان "يبقوا اجريهم على الأرض". وهذه لا يمكنني أن اعلمهم اياها لأنها نتيجة التربية المنزلية. "أنا اجريي على الأرض" لأن أهلي علموني هذا في المنزل.
بعض المحطات التي مررت بها في حياتك المهنية ألا تعتقدين أنها تصلح لتكون مادة تعليمية لمن يقصد "R Stars" ؟
لا أدري هل تعتقد هذا ؟
وهل تخشين أن يقولوا عنك مغرورة ؟
لا اخشى ذلك لأنني أعلم جيداً أنني لست مغرورة ، الغرور يقتل صاحبه ، هناك شخصيات لبنانية مهمة جداً انتهت بسبب غرورها.
في الختام شكراً لك ونتمنى لك التوفيق في هذا المشروع.
شكراً لكم ولدعمكم وأتمنى لموقع "الفن" كل التوفيق.