كان أهل الصحافة والاعلام على موعد مع عرض خاص للفيلم الوثائقي العراقي/السويسري "الأوديسا العراقية -Iraqi Odyssey" للمخرج سمير جمال الدين، في سينما متروبوليس أمبير في الأشرفية.
يستعرض المخرج من خلال هذا الفيلم الطويل (160 دقيقة) تاريخ عائلته البغدادية منذ بداية القرن الماضي مستعيناً بصور قديمة وشهادات حية لأفراد عائلته تطلب منه الحصول عليها السفر إلى بلاد الاغتراب حيث يتناثر أفراد عائلته.
يمكن تقسيم الفيلم إلى 3 أجزاء أساسية، أول واحد منها سرد فيه المخرج "سمير" سيرة جده ودوره في النضال ضد الاستعمار البريطاني.
وفي الجزء الثاني يجد أفراد العائلة ان الهجرة من العراق هي السبيل الوحيد للحصول على الامان بعيداً عن الانقلابات والانقلابات المضادة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
أما الفصل الأخير من الفيلم فيركز "سمير" على شهادات الأهل والأقارب ممزوجة مع وثائق نادرة من أرشيفه الخاص وما توصل إليه من لقطات نادرة سينمائية ووثائقية وأرشيفية من جميع أنحاء العالم.
العمل غني جداً بالمعلومات والصور التي تشكل دعماً كبيراً للشهادات الحية التي أخذها المخرج من أفراد عائلته. ورغم طول الفيلم لم يقع المخرج في زواريب الأفلام الوثائقية ولم يته في الرتابة والملل، فعالج الموضوع بطريقة حيوية تجذب المشاهد بشكل كبير خصوصاً أنه اعتمد بشكل كبير على صور فوتوغرافية قديمة ولقطات وثائقية تاريخية جعلتنا ننظر إلى العمل على انه ابعد من سرد تاريخي مزّين ببعض الصور والكلام .
إضافة إلى ما ورد ، نلاحظ أن سمير ترك "شهوده" يتكلمون بحرية أمام الكاميرا . وكان يتولى بنفسه سرد الفيلم كله بصوته، فأضفى على العمل ، اضافة إلى الاخراج والتوثيق والكتابة، بصمة صوته الذي يزيد من تأثير العمل على انفعالات المشاهد وتأثره بالقصة.
هذا الفيلم يُعتبر فعلاً بصمة مميزة في تاريخ السينما الوثائقية العربية، فهو من ناحية "الهندسة الاخراجية" مشغول بطريقة متقنة وخاصة، أما لناحية الموضوع ورغم توثيق الأحداث تبقى بعض المعلومات التي وردت في شهادات شخصيات العمل تحيط بها علامات استفهام كبيرة.
ويبقى السؤال :"هل سيعيد هذا العمل أهل العراق إلى بلدهم لبنائه من جديد ام سيكون "الأوديسا العراقية" كالمتحف لا يزوره إلا السياح والاجانب ؟"