لم يكن يوم السبت 19 أيلول يوما عاديا بالنسبة لمنطقة الشوف تحديدا لقرية بطمة ، فقد كانت التحية والذكرى لكبير ولد فيها لينثر إبداعاته في العالم.
برعاية وزير الثقافة ريمون عريجي ولمناسبة الذكرى السنوية 23 لرحيله كرمت بلدية بطمة - الشوف "أميغو العرب الإعلامي والفنان حكمت وهبي وتم افتتاح المسرح الفني والثقافي في بلدته إحياءً لذكراه.
شارك في الاحتفال التكريمي عدد من ممثلي الشخصيات السياسية والاجتماعية ونقيب الممثلين اللبنانيين جان قسيس وممثل نقابة الفنانين المحترفين جهاد الأطرش وهيئات روحية ووجوه إعلامية عديدة والفنانون الذين عرفوا حكمت عن قُرب وساهم بشهرتهم عبر برامجه الإذاعية في راديو مونتِ كارلو وإذاعة الشرق في باريس.
سفير الكلمة والمحبة حكمت وهبي إكتشف موهبته بيار جدعون وإدمون حنانيا ، فطلبا منه مشاركتهما التمثيل في «مسرح الساعة العاشرة» على خشبة كازينو لبنان حيث قام بتقليد عدد من كبار الفنانين، وفي عام 1976 عُرض عليه العمل في إذاعة مونت كارلو (إذاعه) فلبّى الدعوة، وتميّز حينها بإدخال اللهجة العامية إلى الأثير، بعدما كانت الفصحى هي السائدة.
وفي 300 حلقة من ملاعب الصغار على تلفزيون لبنان استطاع حكمت برفقة الفنانة سمر الزين أن يصل إلى قلوب الأطفال بلغة سهلة وأسلوب جذاب، يقول المخرج نقولا أبو سمح : "يوم كنتُ أبحث عن شخصية قريبة من القلب لتقديم البرنامج، لم أجد سوى حكمت".
شارك بالتمثيل في فيلم حسناء وعمالقة وغنّى "تمارا" في فيلم آخر الصيف. وشارك في مسلسل وبقي الحب مع عبد المجيد مجذوب وآمال عفيش. لم يحترف الغناء، لكنه غنّى يا مسافرة، إنت وحدك، ونطروني...
عمل حكمت وهبي في مونتي كارلو لمدة 17 عاما تميز خلالها ببرنامج مرسال الهوى وكان المذيع الابرز فيها وساعد ذلك على الغيرة الشديدة لبعض زملائه منه وتدبير المكائد له فاختلف مع الإدارة واثر على تقديم استقالته من عمله وقبلت الاستقالة نتيجة اصراره الشديد عليها وترك الاذاعة متوجها إلى اذاعة الشرق في باريس التي لم يستمر فيها غير فترة بسيطة وفاجأه مرض السرطان بالمخ وهو على الهواء مباشرة ففقد الذاكرة أثناء حديثه على الهواء وتوجه إلى المستشفى وفوجئ الكل بإصابته بسرطان في المخ وعاد إلى بلده ليموت بين اهله.
وبالعودة إلى التكريم الذي يليق بالعظماء فقد بدأ بالنشيد الوطني اللبناني ، ثم كانت كلمة مجلس بلدية بطمة ورئيس البلدية عامر زين الدين، كلمة عائلة حكمت وهبي ألقاها نجله جاد (حكمت وهبي الجديد) كما وصفه الحضور، كلمة وزير الثقافة الاستاذ روني عريجي، ثم تخلل الحفل كلمات وشهادات أصدقاء الراحل من أهل الفن والإعلام نذكر منهم الاعلامي محمد حجازي الاعلامي والناقد الدكتور جمال فياض، الدكتور زياد نجيم، الممثل فؤاد شرف الدين، الفنان عفيف شيا، الممثل عمر ميقاتي وغيرهم من الذين شهدوا بحكمت وهبي وتحدثوا عنه بكل فخر ومحبة. وأخيراً تم عرض فيلم قصير عن الراحل.
وفي حديث خاص لموقعنا مع جاد وهبي يقول متحدثا عن هذا التكريم لوالده الراحل: الاحتفال بهذه الذكرى مهم جدا لي حيث يجتمع الناس الذين عرفوه ومن لم يعرفه يجب ان يعرف من هو لأنه ترك إرثاً اعلامياً وثقافياً كبيراً لاكثر من 17 عاما في الاعلام وانتهوا بعز الشباب للاسف، نحتفل اليوم بذكرى حكمت وهبي من خلال افتتاح هذا المسرح الذي سيحمل اسمه في بلدته بطمة بوجود هذه الوجوه الاعلامية والثقافية والفنية من اصدقائه وكل الناس التي احبته وشعرت بأنها معنية اليوم بالمشاركة في تكريم حكمت وهبي وارحب بكم جميعا.
كيف تعرّف الجيل الجديد على حكمت وهبي يجيب جاد: "هو الأناقة الرصانة القريب للقلب وهنا تكون المفارقة فمن النادر ان تجد شخصاً رصيناً الى هذا الحد بالوقت نفسه قريب للقلب ومرح وخفيف الظل وأقول لأي شخص يحب ان يعمل بالحقل الاعلامي أن يبقى على الأرض مثل حكمت وهبي".
هل تعتقد أنكم تأخرتم في تكريم حكمت وهبي؟ يجيبنا جاد "هذا ليس أول تكريم له ففي ذكرى العشر سنوات أقمنا احتفالا وكل عام كان يحصل واليوم بمناسبة هذا المسرح نحتفل معاً.
ويضيف متوجهاً لحكمت وهبي :"اشكرك لأنك أورثتني هذا الشرف وأن احمل اسمك واقول الله يسامحك على هذه المسؤولية الكبيرة لأنك كبير جدا ولنردّ القليل من حقك شيء صعب جداً".
لمشاهدة الالبوم كاملا اضغط هنا