بين ان نستسلم ونعيش حاضرنا بكل مصائبه،وان نقاوم كل على طريقته هنا يكمن الفرق ، كل الفرق، وبين من يقاوم بنزوله الى الشارع للمطالبة بحقه، ومن يقاوم بإبراز وجه جميل من وجوه لبنان لا فرق ، فالاثنان يقدمان وعلى طريقتهما دعمهما للوطن.
وفي خضم المظاهرات التي يتم المطالبة خلالها بأبسط حقوق الناس، هناك مظاهرات من نوع آخر ،مظاهرات فنية داعمة للحراك اللبناني عبر انتاج اعمال فنية جديدة تلقي الضوء بطريقة ربما ساخرة او جاّدة او بين المزح والجد ، على امور مؤلمة وموجعة، ومن ابرز هذه الانتاجات فيلم "السيدة الثانية" الذي يعالج موضوع الفساد في الوطن والرئاسة الاولى والوراثة السياسية والطبقة الحاكمة الفاسدة وغيرها من مواضيع هذا الوطن الموجعة .
الى زغرتا كانت وجهتنا لمتابعة آخر ايام تصوير هذا الفيلم اللبناني الجديد الذي سيتم عرضه في صالات السينما اللبنانية بتاريخ 18 كانون الاول/ديسمبر 2105 .
الى زغرتا وتحديدا الى الموقع الذي تم فيه تصوير المشاهد الداخلية للقصر الرئاسي مقر رئيس جمهورية الفيلم جوزيف بو نصّار.
بين زحمة التصوير، والاعادة وتبديل الملابس وزوايا التصوير ، موقع الفن كان حاضراً للوقوف على آراء نجوم الفيلم .
ماغي بو غصن: ذهب ورضا يحاولان التغيير فهل ينجحان؟
للحقيقة سعيدة جداً بقيامي ببطولة فيلم "السيدة الثانية" الى جانب عدد كبير من ابرز الوجوه التمثيلية في لبنان على رأسهم الصديق ياسم مغنية والاستاذ جوزيف بو نصار، وكل الفريق العامل، الفيلم يلخص ما يعيشه اللبنانيون، عندما تشاهده تفرح وتضحك وتبكي، انه خلطة حقيقية للمجتمع اللبناني،وهو يحمل رسائل عديدة ومهمة .
أقدّم في الفيلم شخصية "ذهب"، و"ورضا" الذي يقوم بدوره الممثل الصديق باسم مغنية ، هما شخصيتان من عامة الشعب يحاولان تغيير الكثير من الامور ، وبغض النظر اذا كانا سينجحان او سيفشلان، ولكنهما اقله سيحاولان، هذان الشخصان وصلا الى القصر الجمهوري ويحاولان ان يكونا صلة الوصل ما بين الطبقة الحاكمة والشعب الفقير، وهناك العديد من الامور طبعا لن اكشف عنها حاليا ستشكل اكثر من مفاجأة في الفيلم .
واود ان اضيف اننا نحارب على جبهة مهمة ايضاً فعجلة العمل يجب ان لا تتوقف ،ويجب علينا ان نعطي ونعمل وننتج وندخل ستوديوهات التصوير كي لا نستسلم ،فالاستسلام مرفوض مرفوض مرفوض.
باسم مغنية:هناك شرخ كبير بين الطبقة الحاكمةوالشعب
نحن الان احوج ما نكون لهذا الفيلم لانه يعالج بطريقة دقيقة كل المشاكل التي نعيشها ،ويحكي عن الشرخ الكبير بين الطبقة الحاكمة وعامة الشعب ، الفيلم لذيذ جداً واتوقع له كل النجاح، واوجه عبركم تحية كبيرة للكاتبة كلوديا مرشليان التي عرفت كيف تكتب نصاً جذاباً ، وتحية للمخرج وللمنتج جمال سنان الذي لا يزال يغامر بالرغم من كل الظروف بإنتاج اعمال ذات مستوى عالٍ.
انا العب شخصية "رضا" وهو شخصية اذا فتشنا عليها نراها موجودة في حياتنا وفي مجتمعنا، رضا وذهب يحاولان بقدر استطاعتهما ان يدخلا التغيير الى القصر ولكن هناك ظروفاً كثيرة تعاكسهما،لننتظر ونشاهد تطور الاحداث.
جوزيف بو نصّار: كلوديا مرشليان تكلمت بإسم رئيس الجمهورية
دوري في السيدة الثانية هو رئيس جمهورية ايجابي اصلاحي يصطدم بالعقلية المتحجرة وبالنظام والدستور والناس الذين لا يرغبون بإصلاح البلد ،هو ليس دور تصادمي ولكنه رمز للكرسي، وهو ما يقوله الرئيس. وما وضعته كلوديا مرشليان عن لسان الرئيس هو هدف من اهداف الفيلم لتوعية الناس بدون خطابات و"تفلسف"،فالفيلم كوميديا انسانية اجتماعية .
انا اعمل مع فريق عمل جميل ومتجانس ان كان من الاخراج او الكتابة او الممثلين ،الكاتبة كلوديا مرشليان كتبت "شغلة كتير حلوة" وأول ما قرأت النص فرحت وعلمت ان الفيلم سيمشي بين النقاط ولكن بوضوح ، والانتاج لـ إيغل فيلمز رائع جداً.
سهى قيقانو:الحنين ياخذني الى السينما المصرية، و عليا دمها ثقيل
الحنين يأخدني الى السينما المصرية التي شاركت فيها بأكثر من فيلم ،أخذني لاكثر من 15 عاماً لم اصور خلالها اي فيلم سينمائي ،هناك تعب صحيح خصوصا اننا صوّرنا بأجواء مناخية صعبة جداً ،ولكن في المقابل العمل كان دقيقاً وهذا ما سيلمسه المشاهدون حتماً عند عرض الفيلم .
أنا أقوم بدور مدام "عليا الشوكتلي" دمها ثقيل ، اتمنى ان استطيع اضحاك الناس من خلال الكاراكتير الصعب الذي سأقدمه في الفيلم،دوري صعب ومركب وهنا التحدي الكبير.
نكّون انا وجهاد الاندري ثنائي رائع جداً ننفذ بإتقان ما تطلبه الكاتبة كلوديا مرشليان والمخرج، واود عبركم ان اوجه شكري للاستاذ جمال سنان وشركة ايغل فيلمز على الاهتمام الكبير الذي خصونا به من كبيرنا لصغيرنا.
تصويرنا في اهدن وزغرتا في الوقت الذي تمر به بيروت في احلك واصعب الظروف ،والفيلم اصلاً يتحدث عن معاناتنا في الوطن واشك بأننا سنعثر على الوطن في النهاية.
جهاد الاندري:انا مسؤول البروتوكول في القصر الفارط
انا في السيدة الثانية اقدم شخصية "الفونس فيريه" مسوؤل عن البروتوكول في القصر الجمهوري والمستشار الاعلامي و"القصر فارط"، شخصية طريفة جميلة وكاراكثير يضحكك ليبكيك على الوضع الذي نعيشه .
انا اقول ان كل عمل فني تقدمه بإمكانك ان تقربه بقدر المستطاع الى الواقع الذي نعيشه ، بإمكاننا ان نعمل اسقاطات للوضع، ونحن في النهاية فنانون واولاد هذا البلد ونعيش نفس المشاكل ونفس الوجع، بالتالي وبدون اي قصد تتشابه الامور بين ما نقدمه فنياً وما نعيشه واقعياً.
ولكن كل ما استطيع قوله ان فيلم "السيدة الثانية" يضع الاصبع على الجرح بطريقة غير مستفزة ، ويظهر مكامن الخلل الذي نعيشه في الحياة بطريقة كاريكاتورية مؤلمة مضحكة، ولن اضيف اكثر من ذلك.
نشير الى ان فيلم "السيدة الثانية" يضم نخبة من الممثلين اللبنانيين ، وهو من بطولة ماغي بو غصن، باسم مغنية، جوزيف بو نصار، باميلا الكك، فؤاد يمين، ختام اللحام، كتابة كلوديا مرشليان، وانتاج ايغل فيلمز.