قبل الأوان انتهت حكاية الشابة ميلاني فريحه25/7/1996 - 1/2/2015.
.. انتهت بفاجعة... صارت وعداً لم يكتمل... وسط لوعة الأهل وأسى كل من عرفها وعايش طموحاتها الكثيرة... حتى الذين لم يسعفهم الحظ بالتعرف اليها، فانهم ادركوا قيمتها من خلال ما قرأوه عنها في الصحف، ومن خلال الكتاب المميّز الذي تداعى اصدقاؤها لوضعه عنها وتم توزيعه في الذكرى الاربعين لغيابها. بدورنا، وتخليدا لذكرى الشابة ميلاني وتعميما لتجربتها، التي تصلح لان تكون نموذجا يهتدي به الشباب اليوم، ننشر هذه الحلقات علّنا نفي الفراشة التي رحلت قبل الموعد بعضا من حقها.
في ما يشبه الإنذار المبكر المرتبط بحدس داخلي لا يشعر به إلاّ اصفياء الروح، وضعت ميلاني فريحه عائلتها في اجواء الرحيل قبل الرحيل. اختارت اغنية فرنسية قديمة عبّرت من خلالها عن احساسها بقرب موعد الغياب فغنّت الى أهلها تقول:
أهلي الأعزاء
احبّكم ولكني سأغادر
لن يكون لكم ابنةً هذه الليلة
انا لست أهرب... انا أطير
افهموني جيّدا... انا أطير
وطارت ميلاني التي مهدت لرحيلها باكثر من اشارة... احيانا بالصورة واحيانا بالكلمة... وفهم الأهل الإشارات بعد الرحيل... اكتشفوا ان ابنتهم تنبأت بما سيحدث... ويا ليته لم يحدث!
وعلاقة ميلاني بذويها كانت علاقة خاصة جدا. بطبيعة الحال هناك الحب وهناك التقدير والإحترام... ولكن هذا ليس جديداً على الكثير من الأولاد. ما ميّز علاقة ميلاني بأهلها هي انها كانت صديقة لوالديْها. كل ما كتبته عنهما يوحي بذلك. ثقتهما بها كانت كبيرة جدا وكانت هي أهلاً لتلك الثقة. وهذا ما أهّلها لأن تبني معهما علاقة صداقة ناضجة.
هما يفاخران بابنتهما البكر ويعتزان بتفوقها وهي تعتبر والدها بطلها ووالدتها أجمل أم... ومع شقيقتيْها كان الحلف كاملا ووثيقا. معا ضد العالم تقول لشقيقتها كورين، وترى ان شقيقتها الصغرى ادريانا نسخة مصغّرة عنها...