واحدة من أهم نجمات الوطن العربي، فقد بدأت مشوارها الفني في أواخر الثمانينات وقدمت أعمالا غنائية ما زالت تسكن قلوب الجماهير، فعلى الرغم من أنها في الأساس فنانة مغربية إلا أنها تعشق مصر وتعيش فيها، حيث كانت واحدة من أهم وأكثر المطربات اللواتي يُقدمن حفلات ناجحة في مصر.
هي الفنانة ليلى غفران التي تتحدث لـ"الفن" عن خطواتها الفنية الجديدة، وعن مشوارها وتاريخها الفني والمنافسة مع الأخريات، وموقفها من التمثيل وأعمال السيرة الذاتية وأشياء أخرى كثيرة .
بداية.. نرحب بكِ عبر موقع "الفن".
أرحب بكم وأهلا وسهلاً بكل قراء الموقع والجمهور العربي.
بعد تقديمك ألبوم "أحلامي" أعلنت عن نيتك بالإبتعاد عن تقديم الألبومات..فما السبب؟
لم أقصد الإبتعاد عن تقديم الألبومات، ولكن وقتها كانت الظروف التي تمر بها مصر والوطن العربي صعبة للغاية، ولم أكن مهيأة نفسياً للتحضير لألبومات جديدة، ولكن في الوقت الحالي وبعد أن استقرت الأمور لا أمانع تقديم ألبوم جديد.
ولكن البعض يصف خطواتك الفنية بالبطيئة.. فما ردك؟
خطواتي ليست بطيئة ولكن الظروف المحيطة بنا تحتم علينا الكثير من الأشياء، فلا أستطيع تقديم أي أعمال فنية جديدة سوى الوطنية وقتما تعاني الأوطان العربية من ظروف سيئة، فأحب أن أعمل وأنا مرتاحة من دون أي ضغوط، فأنا مزاجية وأحب أن اعمل بمزاج.
البعض قد يتساءل لماذا تكون ليلى غفران المطربة المغربية مهتمة بشؤون مصر وشعبها سواء من خلال تقديم الأغنيات الوطنية أو بالتوقف عن العمل وقت الظروف الصعبة؟
مصر بالنسبة لي ليست مجرد بلد عملت به وحققت فيها النجاح بل إنني أعتبرها وطني أيضاً مثلها مثل المغرب، وبالفعل قد يتساءل البعض عن هذا الأمر ولكن ردي هو أنني أحب مصر وشعبها وأهتم بما يدور على أرضها، فأنا قضيت فيها فترة طويلة للغاية من عمري وما زلت أعيش فيها إلى الآن.
قرأت لكِ تصريحات بعدم رغبتك في دخول التمثيل واخرى تؤكد نيتك القيام بالخطوة فيما بعد.. فما حقيقة هذا اللغط الدائر حول قضية التمثيل؟
التمثيل بالنسبة لي مرهون بالفكرة الجيدة والعمل المميز المختلف عن غيره، فأنا لا أحب أن أقوم بالخطوة نفسها بشكل تقليدي ولكنني أتمنى تقديم عمل يحترم عقلية الجمهور ويرتقي بهم إلى أبعد حدود، ولكن في الوقت نفسه لست مستعدة للقيام بهذه الخطوة في الوقت الحالي والأمر مرتبط بالفكرة المميزة التي تجذبني.
هل من الممكن أن تدخلي التمثيل من باب أعمال السيرة الذاتية؟
لا أمانع القيام بهذه الخطوة لأي فنانة من النجمات الكبار اللواتي لهن تاريخ فني كبير، ولكن هذه الأعمال صعبة للغاية في أدائها ودائماً ما تكون مقترنة بوجهات نظر الجمهور تجاه الأداء والتشابه ما بين الفنانة التي تؤدي والثانية التي يتم تقديم سيرتها، ولذلك فأنا مع هذه الخطوة وأقبلها إن وجدت عملاً مناسباً مكتوباً بحرفية عالية ومتوافرة له الظروف التي تؤدي به إلى عمل نجاح.
ولكن دائماً ما تحظى هذه الأعمال بهجوم نقدي وجماهيري
لا أنكر أن مثل هذه الأعمال بالفعل قد تحولت لتجارة وربح وليس من أجل تقديم تاريخ الفنان نفسه في المقام الأول، فالكثير من أعمال السيرة الذاتية التي تم تقديمها كانت محرفة ولم تقدم الحقائق كما هي، ولذلك فأنا ضد هذه الفكرة تماماً.
إذا عُرض عليك تقديم سيرتك الذاتية.. فكيف سيكون موقفك؟
إذا كان هناك نية من أحد المنتجين لتقديم سيرتي الذاتية لاحقاً بالشكل الصحيح ومن دون أي تحريف، فالهدف من تقديم أعمال السيرة الذاتية هو مد الجمهور بقيمة فنية.. فكيف يمكن أن نُقدم ذلك وسط التحريف وتزوير الحقائق، فأنا أتمنى أن نتشابه مع الأعمال الأجنبية في فكرة تقديم الأعمال الفنية بدقة شديدة واهتمام كبير.
من خلال عملك في الفن، هل كان المال هدفك الأول الذي تسعين لتحقيقه؟
لا.. هذا غير صحيح، فأنا لم أكن أسعى على الإطلاق لتحقيق مكاسب مادية من الفن بقدر ما كنت أحب أن أتواصل مع جمهوري بأعمال مميزة، ولكن لا شك بأن المال شيء مهم للتواجد والعمل، فأنا لا أنكر أنني حققت مكاسب مادية كبيرة من الفن ولكن كلها كانت بطرق صحيحة ومن خلال أعمالي وحفلاتي، وفي الوقت نفسه كنت أرفض تقديم حفلات ضعيفة أو أعمال غنائية لم تكن على المستوى ولكن المضمون الفني المميز هو أهم أهدافي.
أنت واحدة من نجمات الصف الأول ، فهل طلبتِ يوماً تحديد أجرك وزيادته في الحفلات الغنائية؟
لم يحدث يوماً طوال تاريخي الفني أن أطلب زيادة في اجري أو تحديد أجر عالٍ نظير تقديم حفلات غنائية، فكنت أراعي الظروف المحيطة بنا في الوطن العربي، فكنت أحياناً أقلل أجري وأقبل بما يناسبني ويناسب الظروف المحيطة بنا في الوقت نفسه.
وكيف تُقيمين مشوارك الغنائي؟
الحمد لله.. راضية بما حققته وسعيدة بكل ما حمله مشواري الغنائي من أعمال، فالتقييم للجمهور وجمهوري كبير، وأنا شخصياً أرى أنني حققت النجاح خلال مشواري.
هل ترين أنك ما زلت موجودة بالقوة التي كنت عليها وقت طرح أغنية "أسهلهالك" والكثير من أغنياتك القديمة الناجحة؟
بالتأكيد موجودة ، وعلى الرغم من تغيرات الساحة الغنائية والظروف المحيطة بنا، إلا أنني ومنذ بداية مشواري الغنائي كنت أضع أهدافاً معينة للعمل في الفن وأهمها تقديم فن هادف ويحترم عقلية الجمهور، فلو لاحظت ستجد كل أغنياتي تحمل رسائل معينة ومختلفة وتناقش قضايا كثيرة، والحمد لله أعمالي الغنائية موجودة بقوة وما زلت أحقق بها النجاح والدليل هو نجاح ألبومي الأخير "أحلامي".
ولماذا صرّحت بأن عصر النجومية إنتهى؟
لأنني فعلاً مقتنعة بأن عصر النجومية إنتهى والدليل هو تغيرات الساحة الغنائية خلال السنوات الأخيرة وظهور نجوم جُدد وإختفاء آخرين، فالموضوع متعلق بأن النجومية تكون لفترة معينة وتنتهي بعد ذلك مع مرور الوقت والتغيرات التي تحدث للساحة الغنائية.
ولماذا أنت دائماً حريصة على تنوع إطلالاتك وفق كل عمل غنائي جديد تطرحينه لجمهورك؟
هذا شيء أساسي ومهم للفنان، كما أن هذا أسلوبي في حياتي الخاصة بعيداً عن الفن أن أنوع دائماً في إطلالاتي.
الكثير من النجوم وحتى الشباب أقبلوا على تجربة الغناء بالخليجية، ورغم تاريخك الفني الطويل لم تقومي بهذه الخطوة إلى الآن ، ما السبب؟
أنا من متابعي الفن الخليجي وأحب أن أستمع للكثير من فنانيه وخصوصاً نوال الكويتية، فلم تكن هناك أسباب معينة للتوجه للغناء الخليجي، ولكنني فكرت في هذا الأمر وأعتقد أنه سيكون إحدى خطواتي الفنية المُقبلة.
وفي النهاية ، ماذا تتمنين للساحة الغنائية والفن بشكل عام؟
أتمنى أن نعود للتمسك بالقيم القديمة التي كنا نعمل بها في الفن من حيث تقديم فن راقٍ ومميز ينهض بالعالم العربي كله على ألا يكون الهدف الأساسي للفنان البحث عن المال والمادة من وراء عمله في الفن، وأتمنى إستقرار الأمور وعودة الفن لمكانته مُجدداً.