يغيب كثيرا عن الإعلام، لكنه عندما يحضر، يأتي بصورة الشاب الواثق، المحب للتحدي وخوض التجارب الجديدة .
من تجربة جديدة في "مذيع العرب" إلى تجربة درامية جديدة في مصر، إلى تعليل لغيابه عن دراما بلده سورية منذ ثلاث سنوات، وجرأة في الإجابة، إذ يحمل نفسه قسطا من المسؤولية والظروف العامة والعروض جزءا آخر.
إنه قيس شيخ نجيب أحد أركان الدراما السورية في العقدين الأخيرين... بضيافة الفن في الحوار الآتي.
أين هي إقامة قيس شيخ نجيب في الوقت الحالي؟
في الوقت الحالي مقيم بشكل دائم في بيروت، لكنني أتنقل بين أكثر من عاصمة عربية، وبخاصة في مصر بعد تجربتي الأخيرة هناك في مسلسلي الذي شاركت فيه في الموسم
الفائت.
دعنا في المسلسل المصري "ألف ليلة وليلة" كيف قيمت تجربتك تلك وهي الأولى في مصر؟
كانت ناجحة بكل المقاييس برغم أنها كانت كضيف شرف إذ انحصرت المشاهد في خمسين مشهدا فقط، لكنها كانت مثمرة وبخاصة في المرحلة التي بدأت فيها الإسقاطات السياسية في العمل.
وكيف تبين لك أنها كانت ناجحة؟
ظهر ذلك من العروض التي تلقيتها في مصر بعد تلك التجربة، إذ تلقيت الكثير من العروض في الدراما وأقرأ الكثير من النصوص في الوقت الحالي، وهذا طالما أنه جاء بعد ألف ليلة وليلة فيعني أنها كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس.
هل ترى أنك في مصر تؤسس لمرحلة جديدة من مسيرتك الفنية؟
التأسيس يحتاج لوقت، وفي الآونة الحالية أعمل على قراءة الظروف التي ستحيط بي إذا اشتغلت في مصر، وبالمبدأ الأمور جيدة جدا، وأعتقد بأنني سأعمل في مصر في المرحلة المقبلة.
ألا تخشى أن يتشتت ذهنك في أكثر من مكان؟
بالنتيجة أنا أحب أن أكون في المكان الذي أرى أنني قادر على العطاء فيه وأكون مميزا في تقديمي وبذلي الفني له، علما أننا جميعا ندرك بأن الظروف غير مساعدة في كل البلدان العربية تقريبا، فالفوضى والتخبط سائدان، والدراما متأثرة بذلك، إن في سورية أو مصر أو لبنان، لكنني أجزم بأنني سأكون في المكان المناسب لي.
على ذكر سوريا... لماذا لم نعد نراك في الدراما السورية منذ ثلاث سنوات بشكل نهائي؟
السبب أولا عام ويتعلق بالظروف التي في البلد، وثانيا السبب يعود في درجة كبيرة إلى ضعف العروض التي قدمت لي، فعندما لا أجد العرض المناسب لي، لن أشارك إطلاقا، وللأسف، لم أتلق ما يستفزني في الدراما السورية في السنوات الأخيرة فأدى ذلك إلى غيابي وتأخري لثلاث سنوات وهذا مؤسف جدا.
يوما ما كنت من الأسماء الأولى في الدراما السورية وبخاصة في مرحلة الانطلاقة.. لماذا لم تعد كذلك حتى قبل الغياب؟
لعبت أدوار بطولة مطلقة في مسيرتي في الدراما السورية ومثال ذلك مسلسل "سقف العالم" مع المخرج الأستاذ نجدت أنزور، لكن في المرحلة التالية أصبحت البطولة في الدراما السورية جماعية فتجد خمسة ممثلين وأكثر يلعبون أدوارا أولى، إلى أن دخلنا مرحلة الفوضى والأحداث في البلد فتأخرت عن الدراما السورية.
إلى أي درجة تجد نفسك مسؤولا عن هذا التأخر؟
من جهة أعتبر نفسي مسؤولا، لكن أيضا للعروض المقدمة لي دور في ذلك، فلأعطي الإبداع المطلوب يجب أن أكون مرتاحا، والمشكلة أن الراحة غير متوفرة في عروض لا ترقى للمطلوب، كما أنها غير متوفرة في ظل الظروف العامة في بلدي، وهذا الأمر، وبكل أسف، عام، ويتناول كل ممثل سوري على حدا، بل كل مواطن. وللموسم المقبل.
ما الذي يحضره قيس شيخ نجيب؟
حاليا الموسم في بدايته والعجلة عادة لا تنطلق بسرعة وتسارع إلا مع نهاية العام أو بداية العام الذي يليه، وفي الفترة الحالية أقرأ الكثير من العروض من سورية ومصر ولبنان، لكنها مرحلة تحضير بالنسبة لي، ولست مستعجلا على شيء.
نأتي إلى تجربتك في برنامج " مذيع العرب".. ماذا تحدثنا عنها؟
كانت تجربة فريدة ومهمة وصعبة وقاسية، لكنها ناجحة، وفيها تعلمت الكثير وأديت واجبي المطلوب تجاه جمهور عربي بحكم أن البرنامج عربي وليس مقتصرا على بلد
معين.
أين تكمن صعوبة هذا البرنامج؟
أولا أنه برنامج جديد بالنسبة لي أو تجربة جديدة وغير مسبوقة، وثانيا أنه مباشر وقد يصادفك فيه مفاجآت غير محسوبة، وثالثا أنني اشتغلت مع نجوم في الإعلام لهم تاريخ وحضور جماهيري كبير. كل هذه الأسباب جعلت من التجربة ناجحة براغم صعوبتها.
على ماذا اعتمدت في مواجهة التجربة الجديدة خاصة أنها ليست تمثيلا؟
اعتمدت على حقيقة أن أكون هاويا بكل معنى الكلمة، وهذال يعني أنه عليّ التعلم والتدرب، والاستفادة من أي شيء أراه لدى الإعلاميين الحاضرين في البرنامج، وكذلك اعتمدت على الشروط المطلوبة لتجربة جديدة والتي هي العفوية والطبيعية والثقافة الشخصية والارتجالية في مواقف كثيرة يفترض أنها ستواجهني.
هل سنراك في الموسم المقبل في البرنامج نفسه؟
هذا السؤال يعود لإدارة المحطة وليس لي، ولا أعرف حتى اللحظة إن كانوا سينتجون نسخة ثانية عنه أن أنهم سيكتفون، وكذلك لا أعرف ما إذا كانوا سيدعونني للعمل معهم مجددا أم لا في حال أنتجوا جزءا ثانيا.
لكنك كنت قد اتفقت معهم على ثلاثة أجزاء؟
هذا كان في البداية وهم من عرض ذلك لكنني فضلت أن يكون الاتفاق عن كل موسم بموسمه دون الحاجة أو الاندفاع للتوقيع لثلاثة مواسم، كي أدرس تجربتي بعد أول موسم وهكذا.
هل أنت نادم على المشاركة فيه؟
لا إطلاقا، بل سعيد جدا، وكيف أندم وأنا حاليا أمضي عامي السابع عشر في المسيرة الفنية ويتوجب علي خوض التجارب الجديدة، فلست ابن اليوم وأحب التحدي كثيرا، ولو كنت سأندم ولو من باب الاحتمال لما شاركت فيه.
نسألك عن العائلة... أين هي؟
يقيمون معي في بيروت وابني عمره سنة وهو والعائلة بشكل عام أهم ما عندي وفي الدرجة الأولى من أولوياتي.
هل تغيب عنهم؟
من الطبيعي أن أغيب أحيانا بحكم العمل والسفر، لكن هذه فاتورة يدفعها أي فنان بحكم العمل والتنقل وطبيعة المهنة، لكننا متفقون على كل شيء.