الموهبة وحدها لا تكفي! فقد يكون الصوت الجميل أو الإحساس المرهف غير كافيين وحدهما، كجواز مرور للتحليق بصاحبهما في الآفاق، ولكن الأمر بحاجة إلى العلاقات حيناً وإلى الواسطات في كثير من الأحيان!.
هكذا يرى الفنان الشاب فهد هولند حال المغنين الشباب في البلاد، ممن يكابدون التهميش الفني في ظل غياب شركات الإنتاج التي تتبنى مواهبهم، مثلما كان الحال في الماضي، فضلاً عن انعدام الدعم المادي والمعنوي والإعلامي من جانب الجهات الثقافية والفنية والإعلامية، الأمر الذي يثبط طموحات الكثير من المواهب الغضة، ويسهم إلى حد كبير في اندثارها وتواريها قبل أن تبدأ (وفقاً لكلامه).
هولند شدد في حديث لجريدة الراي الكويتية على ضرورة الالتفات إلى المواهب الوطنية، التي تجد صعوبة بالغة في تحقيق الشهرة والنجومية، معرباً عن أسفه لما آلت إليه أحوال الأغنية الكويتية في الوقت الراهن، التي تراجعت كثيراً للأسباب سالفة الذكر.
وعلى طريقة أن "زامر الحي لا يُطرب"، لفت هولند باستغراب إلى مفارقة طريفة في سياق حديثه، وهي أنه حظي بترحيب كبير في أمستردام لدى غنائه في العديد من الحفلات الغنائية هناك، والتي كانت تنظمها بعض المؤسسات الثقافية للجاليات الأوربية والعربية في العاصمة الهولندية إبان دراسته هناك، وهو ما لم يجده لدى عودته إلى الكويت، مبيناً أنه دأب على تقديم الطرب الأصيل، من خلال غنائه لروائع الفنان محمد عبده والصوت الجريح عبد الكريم عبد القادر، إضافة إلى كوكب الشرق أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وغيرهم من عمالقة الغناء العربي. وأكد أنه ينتمي إلى مدرسة الغناء الكلاسيكي، كاشفاً عن عشقه الشديد لغناء القصيدة الفصحى التي تألق بها الفنان كاظم الساهر. وقال:"منذ طفولتي وأنا عاشق لقصائد الشاعر الكبير نزار قباني، حيث أحفظ الكثير منها كما لحنت بعضها، لكن لا تزال هذه القصائد في طور التطوير اللحني، وأتمنى أن أطلقها بصوتي في يوم ما"، مشيراً إلى موهبته أيضاً في العزف على آلة العود.
وأماط هولند اللثام عن أول أغنياته "السنغل"، التي طرحها أخيراً بعنوان "أبكي عليه" من كلمات وألحان غالب عبد الغني، آملاً أن تنال الأغنية إعجاب المستمعين، وأن تكون بداية موفقة في مشواره الفني، قبل تحضيره لأغنية منفردة أخرى، سيكشف عنها ريثما تكتمل ملامحها بشكل نهائي.