بين بيروت وفن التصميم، قصة عشق طويلة فهمها جان روايير (1902-1981) بشكلٍ جيد. لقد أنشأ ورش عمله فيها بعد الحرب العالمية الثانية واخذت أعماله تنتشر في جميع أرجاء المنطقة وتزيّن الأماكن العامة مثال فندق سان جورج في بيروت وكذلك الأماكن الخاصّة. لقد ترك إلى جانب إبداعاته، كبصمة لمروره في لبنان، الطاقة والإرادة الموجودتين لدى المصممين الشباب اللبنانيين اليوم. فهم بدورهم لا يزالون مخلصين لهذا النهج القائم على تطوير الإبداعات العملية مع مراعاة أهمية الجودة في التنفيذ.
وهكذا، لقد دعا مصممو الديكور الداخلي في المنطقة، المصممين اللبنانيين لتعديل المنازل الموكولين بها. لقد إرتكزوا في البداية على إعادة تفسير العناصر الزخرفية التقليدية وعلى خبرة الحرفيين المحليين، وبعد ذلك تمكنوا من فتح الأبواب على مهنة دولية. كما أنّ غياب الإنتاج الضخم جنبا إلى جنب مع الجذور العميقة في التقاليد، أدى إلى نمو التصميم اللبناني المشهود له اليوم من قبل الهواة الدوليين.
لقد وضع الجيل الجديد من المصممين المعاصرين نهجاً خلاقاً متميزاً، كما أنّهم على استعداد لإستعمال مواد جديدة وإبتكار أشكال فريدة.
بات هؤلاء المصممون الجدد الموهوبون يطمحون للإدهاش وقبل كلّ شيء إعطاء أفضل ما لديهم. فتجد لديهم معرفة وفهماً لإقتصاد الوسائل وتنسيقاً إستثنائياً بينهم وبين الحرفيين المحليين إذ أصبحوا نتيجة لذلك، قادرين على الحفاظ على المهارات التقليدية التي من الممكن أن تختفي بغيابهم.هذه فرصة لبنان الذهبية!
يشكّل دعم إنشاء قطاع التصميم، واحداً من الأهداف المنشودة لـ "بيروت آرت فير" بدوراته المتعددة. ومن هذا المنطلق سلّط كلّ من لور دوتفيل وباسكال أوديل الضوء على مصممين لبنانيين جدد من خلال منصّة خاصّة بهم في العام 2013.
لقي هذا المشروع الدعم من البنك اللبناني للتجارة الذي يستثمر منذ عدة سنوات في التنمية الفنية والثقافية في لبنان.
أشار رئيس مجلس الادارة - مدير عام البنك اللبناني للتجارة السيد موريس صحناوي قائلا: "إننا نستطيع أن نقدّر درجة تطور بلد من خلال مستوى الثقافة و إنني أعتقد بأنّ مستوى الثقافة في لبنان لا يمكن أن يستهان به، كما من خلال مستوى إبداع الأجيال الشابة ، وهذا كان السبب الرئيسي الذي دفعنا لدعم هؤلاء المصممين الشباب".
تجمع منصة "الاكتشاف" هذه بين الاعمال التي تم تصميمها بنسخات محدودة، و التي تمّ إختيارها من قبل لجنة تحكيم مختصة.