هي ليلة من ليالي الزمن الجميل أعادتها لنا فرقة "بار فاروق" التي حملت بين طيات موسيقاها لون الموسيقى الشعبية وموسيقى "الكباريهات" وذلك ليلة أمس في مهرجانات بيت الدين ، فحملت الفرقة الناس من هموم الحياة ومشاكلها الى رونقها المليء بالفرح والسهر.. لم تكن المرة الأولى التي تتألق فيها هذه الفرقة المسرحية حيث تألقت من جديد في ربوع لبنان في تنظيمها وجمالها .

اندفع الحضور وكما العادة..قبل البدء بالمهرجان..من كل المناطق اللبنانية..ليسترجعوا ذكريات جميلة بإسم هذه الفرقة..هذه الذكريات التي بدأت في بيروت..إسترجعت في مهرجان بيت الدين.

كذلك كانت هناك حصة للكاتب والرسام الراحل جبران خليل جبران ، فوضعت لوحاته بين يدينا ، لوحات زيتية تحكي المرأة والحياة والولادة. وتزين جدران بيت قديم..يحمل تاريخ أمة وفخرها..وفي القسم الثاني وضعت كتابات عن ثقافة الحياة..عن ثقافة الانسان..عن ثقافة قد بدأنا نفتقدها في زمننا الحالي.

إنطلق الحفل واحتشد الحضور المتلهف لسماعهم..انقسم الحفل الى قسمين ..القسم الأول اختص برسم عروض مسرحية تزينت بالألوان المختلفة والدخان الضبابي الطبيعي مع فرقة خاصة..قادها زياد الأحمدية وفرقته المؤلفة من ياسمينا فايد ، بهاء ضو ، أحمد الخطيب ، بشار فران ، زياد جعفر ، سماح أبي المنا ، وسام دلاتي ، رندا مخول ، لينا سحاب ، شنتال بيطار وبشارة عطا الله ، فحاكوا من خلال عروضهم واقع المجتمع والضرر الذي يتواجد فيه وكيفية النهوض من هذه الأزمات عبر النظر الى الوجه الايجابي لهذه الحياة..وقدموا أغنيات "قبضاي" ، "آه يا زمان"، "منقول الدنيا كريزا"، "كيف ما بعمل تعبانة"..

أما القسم الثاني فحمل ألواناً موسيقية مختلفة مع رسوم خفيفة حولها..بالرقص..واشتعل المسرح على وقعها واستمر التصفيق لأكثر من ثلاث دقائق..فقدموا أغنيات لبنانية منها "عندك بحرية"، إسأل علي الليل"، لما بمشي عالرصيف"، "ابو سمرا"، "برات البيت عاملي عنتر"، "دقي يا ربابة"..

وفي ختام الحفل ، أشعل صوت "الدربكة" الحضور ليعودوا ويتجمعوا للرقص أمام المسرح، وإستمروا لأكثر من ساعة يهتفون ويرقصون ويتفاعلون مع الأغنيات .

"بار فاروق" هي فرقة تقدم عروضاً غنائية موسيقية تحاكي موسيقى المسارح والكباريهات التي كانت منتشرة في بيروت خلال فترة الثلاثينيات وصولاً الى سبعينيات القرن الماضي قبل إندلاع الحرب .

كما وترسم لوحات يؤديها أربعة عشر فناناً و فنانة موزعين بين موسيقيين، مغنين، ممثلين وراقصين يأخذونا إلى حقبة الزمن الجميل لمدينة بيروت .