وسط إزدحام المناطق اللبنانية بوفرة المهرجانات والحفلات التي تنشط بها مفكرة الفنانين خلال الموسم الحالي، يبقى للبعض منها طابع خاص لاسيما تلك التي تقام داخل موقع أثري ينتفض بالحضارة وينبض بالتاريخ وقلعة تاريخية تحتضن ذاكرة وطن ، ومنها قلعة سمار جبيل التي تقف شامخة على رأس تلة شاهقة لتحرس بيبلوس وتنتظر نجمها... وبالفعل، كان موعد القلعة وأهالي المنطقة والمناطق المجاورة هذه المرة مع البوب ستار رامي عياش الذي وصل مباشرة من القاهرة إلى مكان المهرجان ليلتقي جمهوره ومحبيه ويشعل الأجواء.
لا شك بأن إختيار إدارة مهرجانات سمار جبيل للنجم المحبوب رامي عياش لإحياء الليلة الثانية كان صائباً، فقد غصّ المكان بعشاقه الذين أتوا من مناطق مختلفة وبأعمار متفاوتة، في حين لم تفلح الرطوبة العالية في التأثير سلباً على تفاعلهم معه أو رقصهم على وقع أغنياته.
رامي عياش، وعلى الرغم من وصوله مرهقاً من تعب السفر وإحياء الحفلات في مصر إلى جانب المناخ الرديء، إلا أن صوته بالفعل عانق جدران القلعة وتناغم مع سحر المكان وسط انسجام رائع مع فرقته الموسيقية بقيادة المايسترو فادي عزّو وتفاعل واضح من الحضور مع باقة من أجمل أغنياته الخاصة التي بدأها مع "يا مسهّر عيني"، ليتبعها بـ"بنت الجيراني"، "خليني معاك"، الناس الرايقة"، "بغنيلها وبدقلها"، "مجنون"، "يا تفاحة"، "جبران"، "قلبي مال"، "اشتقتلك"، "حبيتك أنا"، و"سوا" قبل أن تعلو الأصوات مطالبة بـ"يلا نرقص". وفي المقابل، كان الحفل عابقاً بأغنيات الزمن الجميل التي أتحفنا بها عياش مثل "سواح"، "على رمش عيونها"، "يا ريت بترضي"، "يا بنت السلطان"، و"ومن الشباك". واللافت أيضاً أن رامي عياش لبّى رغبات الحضور بتقديم عدد من الأغنيات نزولاً عند طلبهم الأمر الذي أطال مدة الحفل المتفق عليها، وذلك من دون تذمّر أو تأفف منه.
وعلى هامش الحفل، إلتقى موقع "الفن" البوب ستار رامي عياش الذي وصل مباشرة من المطار قادماً من القاهرة إلى قلعة سمار جبيل مبدياً سعادته بنجاح حفلاته الثلاث في مصر والتي أحياها تباعاً في القاهرة، الإسكندرية، والساحل الشمالي. وأخبرنا عياش أنه سيتوجه إلى القاهرة مجدداً لاستكمال تصوير فيلم "باباراتزي" قبل أن يعود إلى لبنان لإحياء حفل زفاف في 13 آب، على أن يحيي مجموعة من الحفلات أيضاً في 17 و18 و21 و23 منه ما بين بيروت وموناكو، مشيراً إلى أنه، وفور انتهائه، سيلتقي الكاتبة منى طايع والمخرج فادي حداد بغية العمل على المسلسل.
وفي وقت أثنى رامي عياش على إقامة المهرجانات في لبنان وأشاد بإهتمام الجمهور بمواكبتها، إلا أنه لفت إلى مشكلة عدم استمراريتها في الحفاظ على الهدف المنشود منها أي إعمار لبنان وتنشيط سياحته، مشبّهاً حركتها بالأمواج التي ترتفع عالياً لكنها لا تلبث أن تنخفض فجأة. وأعاد عياش سبب عدم انتهاء تصوير الفيلم الذي كان من المقرر طرحه في دور السينما خلال فترة عيد الفطر المنصرم إلى توجه عدد كبير من الممثلين المشاركين فيه إلى السعودية لأداء مناسك العمرة، ما أدى إلى تأجيل التصوير الذي تبعه تضارب المواعيد، لافتاً إلى أن استكمال تصوير المشاهد المتبقية سيتمّ خلال الفترة المقبلة على أن يتمّ عرضه خلال فترة عيد الميلاد المجيد.
أما عن كليب "يلا نرقص" الذي شكّل نوعاً من المفاجأة لدى الجمهور المنتظر بشغف لهذا العمل، فنوّه رامي عياش بأن الأغنية صيفية بامتياز كما أنها مليئة بالفرح وتضج بالحياة وأن الفكرة التي رسمها مع المخرج فادي حداد، والتي كانت جديدة عليهما معاً، أصابت الهدف وتركت أصداء رائعة لدى الجمهور.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغط هنا .