في إهدن كان اللقاء، هناك في ضفّة شمال القلب ويمين الإنتماء، حيث يطيب للفن أن يحيا محروساً بسيوف التاريخ وتحت شلحات الأرز الفخور.
في إهدن، جلسنا مع سيّدة من بلاد العم سام تزور بلاد عمّ التاريخ، ليس للمرة الأولى، فلبنان لا يقاس بعدد زياراتٍ وختومات على جواز سفر، لبنان يُقاس بقلوبٍ لا تستكين من نبضاتِ وفاءٍ ونيّف .
غلوريا غاينور ، إعتلت خشبة "إهدنيات" وأسمعت قنوبين عند المقلب الثاني، تحيّة حريةٍ يعرفها الوادي ولا يعرف غيرها. صعدت إلى المسرح وما تعبت الايادي من التصفيق، أمسكت بالمايكروفون، وما سئم الحنين دمع فرحٍ، غنّت غلوريا ، ولبّى الوجدان نداء السمع.
كم تشبهها إهدن، موسم فرحٍ مصاب بأرقٍ مزمن ، لا ينام ، لا يستكين، لا يقاس بليلٍ أو بشمس .
كنا هناك، في إهدن ، تعرّفنا وتحدثنا، هناك...حيث السماء قريبة .
غلوريا أهلاً و سهلاً بكِ في لبنان، هل هذه هي زيارتكِ الأولى لهذا البلد؟
في الحقيقة، إنها المرة الثالثة التي أزور فيها لبنان.
ما هي إنطباعاتكِ تجاه هذا البلد؟
دائماً أُسأل عن البلد المفضل الذي زرته في حياتي، يأتي جوابي سريعاً و أقول : هو "لبنان" .
ما السبب؟
الناس، شعب لبنان يمتاز بالطيبة الكبيرة جداً .
لكن الفكرة السائدة بين جميع الأجانب، هي أن لبنان بلد خطر بسبب ما يحصل من حروب في المنطقة. ما الذي يجعلكِ تتخطين هذه الفكرة؟
لا يهمني ماذا يُقال، أنا أعرف جيداً نوعية الناس هنا. و أنا آتي إلى هنا لأختلط مع هذا الشعب الرائع. كما أنني أحب الطعام اللبناني كثيراً و المناظر الطبيعية.
هل أنتِ على علم بأن أغنية I will survive تمّت ترجمتها إلى اللغة العربية ثلاث مراتٍ، و من بين هذه المرات قامت بتأديتها الفنانة الشهيرة هيفا وهبي؟
نعم لقد سمعت بأن الأغنية تمّ تأديتها باللغة العربيّة لكنني لم أعرف من قام بغنائها.
هل يزعجكِ هذا الأمر؟
بالطبع لا، في الولايات المتحدة الأميركيّة نؤمن بأن التقليد هو نوع مهم من المديح. لذا سأعتبر هذا الأمر بمثابة مديحٍ لي.
هل هناك أيّ مشروع ديو غنائي مع نجم عربي أو لبناني؟
في الحقيقة، لقد زرت أكثر من ثمانين دولة، وقد عُرض عليّ الكثير من مشاريع الديو الغنائي، لكن من الصعب أن تقول نعم لشخص وأن ترفض الشخص الآخر .
هل عُرض عليك مشروع ديو في لبنان؟
نعم كان ذلك في عام 1983، لكنني نسيت إسم الفنان. وأنا آسفة لذلك.
هل يزعجكِ واقع شهرتكِ المبنيّة على أغنية واحدة في الوقت الذي يشهد سجلّك الفنّي تخمةً في الأعمال؟
بالطبع لا ، فأنا أجهد دائماً لتقديم كل الأعمال الجيّدة ، لكن الله أراد أن يشهرني بهذه الأغنيّة لتصبح أساس وجودي وهدفي في الحياة. وهو أن أمنح الأمل، الشجاعة، والقوة للناس.
هل تستمعين إلى الموسيقى العربيّة؟
فقط عندما أزور المطاعم العربيّة في الولايات المتحدة الأميركية ، أستمتع جداً بالموسيقى العربيّة.
هل تريدين التوجّه بأيّ كلمة للشعب اللبناني؟
أقول لهم أن يطبّقوا عنوان الأغنية "بدي عيش".
كلمة أخيرة لموقع الفن.
تحيّة كبيرة إلى كل قرأء مجلة "الفن" الإلكترونية. أنا أحبكم.