50 عاماً من الأغنيات الجميلة قدمتها بصوتها الفريد ، فلامست قلوب محبيها في كل أنحاء العالم وخصوصاًَ اللبنانيين الذين يهوون الإستماع للأغنيات الفرنسية المميزة .
كثيرون نشأووا على صوتها ولا زالوا يرددون أغنياتها حتى اليوم ، وهذا ما شهدناه بالأمس في حفل الفنانة الفرنسية ميراي ماتيو ضمن مهرجانات جبيل .
بشغف كبير إنتظرنا ميراي ماتيو لنرى إن كانت تغيّرت من حيث الشكل والأداء ، وهي التي أصبحت تبلغ من العمر 69 عاماً ، فتفاجأنا بأن صورتها التي طبعت في بالنا لا زالت هي هي ، ميراي المتألقة حضوراً وغناء والفنانة المُحبة .
واللافت كان حضور الجمهور الكبير الذي تزيّن بالجيل الجديد والذي يعرف جيداً ميراي ماتيو وأغنياتها وهذا دليل على أن حتى الشباب في لبنان يبحثون عن كل ما هو جميل ولو كان مرّ عليه عقود .
بصوتها الرائع أطلت ميراي ماتيو علينا فحبست الأنفاس وخطفت القلوب وأعادتنا معها لزمن الأغنيات الجميلة حيث لنا ذكريات وذكريات ، فنبضت كل القلوب بالحب .
بعد كل أغنية كنا ننتظر بلهفة كبيرة الأغنية التالية التي ستقدمها ميراي لتحمل على متنها الحنين إلى أجمل الأيام وخصوصاً إلى زمن سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي .
ميراي غنت مجموعة جميلة من أغنياتها الخاصة منها :
Une Histoire D'Amour
La Liberte Sur L'atlantique
Oui Je Crois
L'amour de Paris
Une Vie d'Amour
Pour Te Dire Adieu
Prends Le Temps
وبين الحين والآخر كانت ميراي تعبّر عن حبها للجمهور ، وفاجأتنا عندما دعت والدتها إلى الحضور على المسرح ، وقالت ميراي :"أحبك أمي ، نحن 7 صبية و7 بنات".
بعدها قدّمت ميراي أغنيتها الشهيرة Pardonne Moi حيث لمست محبة الجمهور الكبيرة لهذه الأغنية فتجاوب معها وردد الأغنية ودعته ميراي للغناء معها أكثر قائلة "غنوا معي هذه الأغنية التي تحبونها" ، وغنّينا معها أكثر وأكثر لتعلّق بعدها ميراي "أنتم رائعون في بيبلوس ، لديكم أصوات جميلة ، بيبلوس أحبكم".
كذلك أبدعت ميراي في أداء Non, je ne regrette rien للفنانة الراحلة إديث بياف وكيف لا وهي التي تُعتبر الفنانة الفرنسية الأشهر بعد بياف .
ميراي التي غنت لحوالى ساعتين باللغة الفرنسية وأطلت على غيرها من اللغات في تحية لجمهورها المنتشر عالمياً ، لم يرتوِ ظمأ الحضور من فنها الجميل فكانت تقدم المزيد والمزيد وتُعيد وتُعيد .
وأخيراً ودعتنا ميراي وأطفئت أضواء المسرح ، وبدأ الموسيقيون بفك الوصلات الكهربائية لآلاتهم الموسيقية ومنهم من همّ في المغادرة ، في حين نحن الجمهور بقينا واقفين ونهتف "ميراي ميراي" ، وما هي سوى دقائق حتى عاد الموسيقيون ليأخذوا أماكنهم وأضيء المسرح لتظهر محبة ميراي الكبيرة لجمهورها اللبناني والتي دخلت المسرح هذه المرة مهرولة بعيدة جداً عن التكلّف حافية القدمين مرتدية ثوباً مريحاً جداً .
وعدنا لنغني معها جميعاً وبأعلى صوت Pardonne Moi ، وبعدها كان الوداع الفعلي بكلمة ميراي "لن أنسى جمهور بيبلوس ، فليحفظ الرب لبنان" .
غادرت ميراي خشبة المسرح وغادرنا مقاعد مهرجانات بيبلوس وتركنا خلفنا ليلة حلم وحب وإبداع .
منذ 28 حزيران 1964 عندما فازت بمسابقة غناء نظمتها بلدية أفينيون، رافقت الاغنية مراحل حياة ميراي ، وهي باعت 130 مليون البوما و55 مليون اسطوانة بأغنية منفردة وسجلت 1200 اغنية في 11 لغة من بينها الصينية والفنلندية.
وعن مدير أعمالها الراحل جوني ستارك تقول: "آمن بموهبتي وعلمني كل شيء. انا مدينة له بكل شيء"، وهي لا تنسى "الجمهور بطبيعة الحال الذي تبناني منذ مروري (في تشرين الثاني 1965) في برنامح "جو دو لا شانس" للمسابقات". وأدت يومها عبر محطة التلفزيون الوحيدة في تلك الفترة اغنية "جيزابيل" الناجحة لـ إديث بياف التي كانت قد توفيت قبل سنتين.
صاحبة الأغنية الشهيرة Une Femme Amoureuse غنّت للمرة الاولى على مسرح أولمبيا عندما حلت ضيفة على "ساشا شو" للمغني ساشا ديستيل الذي كانت نجمته المغنية الاميركية ديون وارويك ، وحققت بعد ذلك النجاح تلو الآخر ، وغنت على اهم المسارح العالمية حتى اصبحت من اشهر المغنيات الفرنسيات.
ودفعها مدير اعمالها ستارك الى تسجيل أغانٍ بالانكليزية والالمانية والروسية واليابانية ، وشهرتها جعلتها تسجّل اغانٍ ثنائية مع نجوم امثال خوليو ايغليسياس ، بول أنكا ، توم جونز ودين مارتن .
منذ وفاة جوني ستارك في العام 1989 ، تدير ميراي مسيرتها بمفردها مع أختها ماتيت ، ولا تزال والدتها مارسيل البالغة 93 عاماً تحضر كل الحفلات وهي شهيرة مثل إبنتها.
