فنانة قديرة عاصرت الكثير من الأجيال الفنية، وشاركت النجوم الكبار اعمالهم في زمن الفن الجميل.
. رصيدها الفني يتجاوز الـ100 عمل ما بين السينما والدراما، فالبعض يعتبرها فاكهة الأعمال الفنية وعنصر الكوميديا والخفة في أي عمل فني تشارك فيه.. هي الممثلة المصرية رجاء الجداوي التي تعشق الكوميديا وتُفضل دائما أن ترسم البسمة على وجوه الناس أكثر من المشاركة في أعمال فنية أخرى، وفي حديثها لموقع "الفن"، تكشف الجداوي تفاصيل مشاركتها في دراما رمضان الماضي، وتوضح حقيقة تقديمها عملاً فنياً جديداً عن "خالتها" الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، وتتحدث عن السينما والشباب وتقييمها لمشوارها الفني، وأشياء أخرى كثيرة .
بداية.. نرحب بكِ عبر موقع "الفن"؟
أهلا بكم وأنا سعيدة بالتحاور معكم، وعيد سعيد للجميع، واتمنى أن تكون أعمالي الرمضانية قد نالت اعجابكم.
بمناسبة الحديث عن أعمالك الرمضانية.. كيف كانت ردة الفعل التي وصلتك من جمهورك وأصدقائك حول مشاركتك في "يوميات زوجة مفروسة أوي" و "لما تامر ساب شوقية"؟
الحمد لله.. ردة الفعل كانت ايجابية للغاية، وكلا العملين خفيفان على الجمهور، وتلقيت على اثرهما أصداء إيجابية للغاية.
هل ترين أن العملين إستطاعا تحقيق النجاح في ماراثون رمضان في ظل مشاركة عادل إمام والسقا وكريم عبدالعزيز ونجوم آخرين؟
كل عمل له طقوسه وظروفه ومميزاته التي تجذب المشاهد، كما أنه لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، وأعتقد أن الجمهور في الوقت الحالي بحاجة للأعمال الخفيفة ويبحث عما يخفف من حدة همومه التي عاشها خلال الايام الماضية، ولذلك فأنا واثقة من أن العملين حققا النجاح المطلوب وإن كان هناك زحام بسبب كثرة الأعمال فهذا شيء طبيعي ونحن تعودنا عليه في الدراما الرمضانية، ولكن هناك الكثير من الأعمال التي حققت نجاحات كبيرة حينما تمت اعادة عرضها خارج رمضان فيما بعد، هذا الى جانب أن نسب المشاهدة كانت جيدة بالنسبة للعملين وهذا بناءً على احصائيات قامت بها بعض القنوات والمواقع الالكترونية.
ولكن ما الذي دفعك للظهور بعملين ضمن اطار الكوميديا والأعمال الخفيفة في موسم واحد، فهذا قد يعتبره البعض تكراراً؟
هذا غير صحيح.. فالعملان مختلفان عن بعضهما البعض وليس هناك اي تشابه بينهما، ولذلك لم اقلق على الإطلاق أن اشارك في عملين ضمن اطار الكوميديا، كما أنني أرى أن الجمهور محتاج للإبتسامة والضحك، فالناس أصبحت مهمومة والضحكة بعيدة تماماً عنهم في الوقت الحالي بسبب ما مرت به مصر في الفترة الأخيرة، كما أنني أبحث دائماً عن الهدف الذي أقوم به من خلال مشاركتي في الأعمال الفنية، والمشاركة في عملين كوميديين هذا العام وراءها هدف انساني نبيل نحتاج اليه بشدة في الوقت الحالي وهو رسم البسمة على وجوه الناس.
تتحدثين دائما عن النجوم الشباب وترين أنهم الامل في اعادة مكانة الفن المصري.. فما أكثر ما تتمنيه منهم؟
أتمنى أن يكونوا على قدر المسؤولية، حيث كان الفن المصري يوما ما في ابهى عصوره وما زال الى الآن، ولكن الظروف السياسية التي مرت بها مصر مؤخراً حالت دون السير على نفس الوتيرة بسبب قلة الأعمال وغياب الانتاجات الضخمة، ولكنني دائماً على أمل أن يعيد الشباب الفن المصري لمكانته من خلال تقديم أعمال راقية تناسب الأسرة المصرية بحيث أنه من الضروري الابتعاد عن الالفاظ الخادشة للحياء والمشاهد الغير مناسبة للمشاهدة لأن هذا كله يُضعف من المضمون والمحتوى العام.
وما رأيك في من يطالبون بضرورة إلغاء الرقابة على المصنفات الفنية.. هل توافقين الرأي؟
أعتقد أننا نحتاج في البداية للوصول لمرحلة يكون فيها كل فنان رقيب على نفسه وأعماله الفنية ولا يتجاوز الخطوط الحمراء المتعارف عليها في الفن المصري، فنحن نعيش في مجتمع شرقي وهناك ما يناسبنا وما لا يتناسب مع طبيعة البيئة والمجتمع الذي نعيش به، ولذلك فأنا أرى أننا إن وصلنا لهذا المستوى والطريقة في العمل والتفكير فقد لا نحتاج لها، ودون ذلك فأنا أرفض التجاوزات في الالفاظ والمشاهد الخادشة للحياء لأنني عاصرت الفن وعملت به منذ سنوات طويلة وعرفت أنه كم من فنانين قديما كانوا يعشقون الفن ويضحون بأوقاتهم ومجهودهم من أجل تقديم أعمال مميزة ترتقي للمشاهدة والتقديم وتجعلنا في مكانة متقدمة.
أنت بعيدة عن السينما منذ فترة طويلة.. فما السبب؟
ليست لدي أي أعمال سينمائية جديدة في الوقت الحالي، فأنت تعرف الظروف الصعبة التي مررنا بها مؤخرا وما ترتب عليها من قلة الأعمال الموجودة بدور العرض، كما أن اغلب الأعمال أصبحت شبابية، ولكنني في إنتظار دور جيد يُعرض علي وبالتأكيد سأشارك فيه، فالإبتعاد ليس من طرفي بينما الأمر على الجميع وليس علي بمفردي.
هل صحيح أنكِ تستعدين لإعادة تقديم سيرة حياة "خالتك" الفنانة الراحلة تحية كاريوكا في عمل درامي بدلاً من الذي تم تقديمه منذ سنوات وكان من بطولة وفاء عامر؟
ضاحكة.. ليس لدي استعداد للقيام بذلك الأمر، فلم يخطر بخيالي أن أعيد تقديم عمل عن الفنانة تحية كاريوكا، وعلى الرغم من استيائي الشديد من العمل الذي تم تقديمه من بطولة وفاء عامر وانتاج محمد فوزي، إلا أنني لم افكر في هذا الأمر من قبل.
ولكن.. ما سبب استيائك من العمل على الرغم من تصريحاتك في الصحافة عن سعادتك به وقت عرضه منذ سنوات؟
هذا غير صحيح وكل ما نشر على لساني شائعات ولا يمت للحقيقة بصلة، فمنذ ان شاهدت العمل كان لدي موقف واضح وصريح لاحتوائه على الكثير من الأخطاء، وحتى قبل عرض العمل كان موقفي واضح أيضا لأن منتج العمل وصناعه لم يتفضلوا بالإستشارة أو استئذاني قبل الشروع في التحضير للعمل، وعلى الرغم من أن الكثيرين قالوا لي إنني من الممكن أن اقيم دعوى قضائية ضد العمل بصفتي من عائلة الفنانة تحية كاريوكا، إلا أنني رفضت ذلك تماما لأنني لست من هواة القضايا والخلافات.
بالحديث عن أعمال السيرة الذاتية والتي من ضمنها "كاريوكا" وهجومك على العمل واستيائك منه.. فهل الأمر نفسه متكرر لدى بقية الأعمال التي عرضت سابقا مثل "الشحرورة" و "ام كلثوم" و "اسمهان"؟
أنا شخصيا.. لست مقتنعة على الإطلاق بأي عمل سيرة ذاتية تم تقديمه، فأغلب ما جاء بهذه الاعمال عبارة عن معلومات مغلوطة وتجسيد خاطئ للشخصيات وهذا يندرج تحت كل أعمال السيرة الذاتية ماعدا "ام كلثوم" الذي برعت فيه الفنانة صابرين وضحت بوزنها في ذلك الوقت من اجل تقديم الشخصية بأفضل صورة ممكنة، كما أنني أعتقد أن الهجوم بعد ذلك على أعمال السيرة الذاتية جاء على اساس نجاح هذا العمل، ولكن للأسف كل الأعمال التي قدمت بعد ذلك فاشلة.
نتوجه للحديث عن حياتك الخاصة.. فماذا عنها؟
لا أحب الحديث عن حياتي الخاصة، فالجمهور لا يهمه سوى أعمالي الفنية وليس حياتي الخاصة وما أقوم به بعيداً عن الكاميرات، ولكن بشكل عام انا انسانة طبيعية وأعيش حياتي كأي شخص وإن كانت هناك تغيرات تطرأ على الفنان بحكم عمله وشهرته، ولكن في المجمل أنا أعيش حياتي بشكل طبيعي.
وما تقييمك لمشوارك الفني؟
التقييم للجمهور، ولكنني راضية عما قدمته من أعمال فنية طيلة مشواري الفني، والحمد لله سعيدة للغاية بالأعمال التي شاركت بها، ولكن المُهم أن يظل الفنان يضع النجاح امام عينيه من اجل تحقيقه والحفاظ عليه لأن النجاح لا يقف أمام محطة معينة، فالنجاح قد يكون سهلاً ولكن الأصعب هو الحفاظ عليه.
وعلى أي اساس تختارين أعمالك الفنية؟
أختار على اساس ما يناسبني من أعمال وما يتلاءم معي، فأحب أن يكون لأعمالي هدف واضح ورسالة مجتمعية دون المشاركة غير الفعالة، ولذلك فأنا أدقق في اختياراتي وكل دور أختاره حسب طقوسه والكثير من العوامل التي تحيط به مثل السيناريو وفريق العمل والمخرج وما إلى ذلك.
وفي النهاية.. ما الجديد لديك من أعمال فنية خلال الفترة المقبلة؟
حاليا لا يوجد لدي أي اعمال جديدة، ولكنني أنتظر بعض السيناريوهات وأتمنى ان أجد ما يعجبني واراه مناسباً لي، وفي الوقت نفسه أحصد نجاح مسلسلي "يوميات زوجة مفروسة أوي" و "لما تامر ساب شوقية".