كم من مرة استمعنا إلى صوت الفنانة شيرين عبد الوهاب وتمكنت من سحب الآه من قلوبنا قبل حناجرنا... كم من مرة استمتعنا بأغنياتها وانتقلنا معها بأحاسيسنا إلى عوالم من الشجن والأحاسيس المختلطة... إلا أنها هذه المرة أمتعتنا بالصوت والصورة، بالأداء والإتقان، بصدق المشاعر ودفء الانتماء فجاء "طريقي" لينير أبصارنا أمام موهبة مصقولة بالجهد ومتوّجة بالإبداع.
فاجأتني شيرين، كما كان وقع الصدمة كبيراً على عدد كبير من المشاهدين، سواء أكانوا متابعين محبيّن أم إعلاميين أو حتى زملاء لها من الفنانات والفنانين. إنها تلك الصدمة الإيجابية التي تنثر عبقاً من الإيمان بممثلة محترفة تمتلك أدواتها كأنها لم تكن يوماً سوى ممثلة.
لن نبالغ إذا ما قلنا شكراً لمن اختار شيرين لتكون بطلة هذا العمل، إلى جانب كوكبة من النجوم وباقة من الوجوه الجديدة التي تمنحنا الأمل بمستقبل واعد أكثر فأكثر. لم نرَ في هذا العمل المتقن شخصية خارج الإطار أو بعيدة من المنافسة بل كأننا كنا نشاهد صراعاً على تقديم الأفضل وتنازعاً على دعم الآخر وتدافعاً من الجميع لانتزاع ضحكة من القلب، غصة من الألباب، ودمعة من الأفئدة قبل المُقل.
في "طريقي" عشنا تجربة نجمة بدأت من الصفر لتصل إلى أعلى قمم النجاح والإنسانية، مروراً بحالات من الضعف والقوة، الخيانة والتمرّد، الحقد والأمل، ناهيكم عن الثراء في الاستماع إلى أجمل الأغنيات، مع ومن دون موسيقى، ولكن... بإتقان. إنها بالفعل تجربة فنية متكاملة الأطراف وغنية بالعناصر الهامة ما يدفعنا إلى الطلب من شيرين باتخاذ القرار بدوام الاستمرار على هذا المنوال.
فلنرفع لشيرين وفريق العمل بأكمله القبعة... ولنعترف جميعاً بأن شيرين لا تجيد التمثيل بل... تتقنه.