حكايتها مع المجد صارت أسطورة، وحكايتها مع الدمع والدموع صارت سيمفونية درامية أشبه بحكايات ألف ليلة وليلة.
بين الألم والأمل سطّرت إديت بياف عرشها الغنائي بأحرف من نار ونور.
إديت بياف مغنية (Édith Piaf) فرنسية اسمها الكامل إديت جيوفنا جازون ولدت في باريس في 19 كانون الأول 1915 على قارعة طريق "بال فيل شارع 72" ، وهي جهة يتركز فيها المهاجرون بكثرة، لكن شهادة ميلادها تثبت أنها ولدت في مستشفى تينون Tenon في باريس. سميت إديت تيمنا بالممرضة البريطانية إديث كافيل Edith Covell التي أعدمت من قبل الألمان ابان الحرب العالمية الأولى لمساعدتها ضباطا فرنسيين على الفرار من معتقلاتهم.
أما بياف فهو تسمية لطائر الدوري في نواحي الريف الفرنسي. والدتها ذات جذور جزائرية والدها هو لويس ألفونس جازون (1881-1944) عارض بهلواني في الشوارع إضافة إلى كونه مسرحي وهو من اصول ايطالية.
كانت إديت بياف مغنية متواضعة مدمنة على الكحول تغني متشردة في أزقة العاصمة الفرنسية, فلم يجد والدها لحفظ الصغيرة من إهمال أمها سوى أخذها إلى جدتها من جهة الام عائشة سيد بن محمد (ذات أصول جزائرية) التي تعمل طاهية في أحد المواخير, لتتولى بائعات الهوى رعايتها. بعدها بسنوات عاد الأب لأخذ ابنته منهن ليستثمر صوتها في عروضه البهلوانية الفردية في الشوارع بعدما تم طرده من الفرقة.
إكتشف موهبتها لويس لوبلي أحد أصحاب الملاهي الليلية لتغني في حفلاته. بعد ذلك قام الموسيقي ريموند أسّو بتولي بياف وأدخلها إلى دور الغناء الراقية وكانت رحلة المجد.
كان الكحول والحزن الشريكان الأهم لحياة بياف الدرامية لاسيما بعد فقدان طفلها إثر إصابته بالتهاب السحايا.
أصيبت بياف بتشمع في الكبد وشلل جسدي وإكتئاب حاد أدى الى وفاتها في 11 تشرين الأول 1963 عن عمر يناهز 47 عاماً.
اشتهرت باسم لموم 'La Môme' أي الطفلة الصغيرة. وقدمت عدة أعمال مسرحية وسينمائية.
وهي صاحبة عدة أغاني معروفة عالمياً مثل:
* " الحياة الوردية 1946" ' La vie en Rose'.
* " لا لست نادمة على شيء 1960" 'Non je ne regrette rien '.
* "نشيد الحب 1949 " 'Hymne l'amour'.
* "Tu Es Partout" والتي كانت عبارة عن تعزية لحبيبها المتوفّى "مارسيل".
* "La Foule" - الحشد.
* "سيدي" 'Milord'.
يحكي الفيلم المسار الاستثنائي لإيديث بياف من الطفولة إلى المجد، من انتصاراته إلى جروحه، عبر قدر أكثر غرابة من رواية، يكشف مساره عن روح فنانة وقلب امرأة.
تجدر الاشارة الى أن هناك كتباً عديدة صدرت تروي السيرة الذاتية للمغنية الراحلة، لكن رغم ذلك لا يزال الغموض يلف حياتها.
هكذا ولدت إديث بياف... وهكذا رحلت!