ممثل قدير وصاحب خبرة كبيرة .
. ذكي في الاختيار ومتألق في الأداء .. استاذ جامعي محبوب جداً .. يعشق التمثيل حتى الرمق الأخير .. انه أحد ابرز نجوم شهر رمضان من دون منازع .. "طانيوس" و "روكز" و "أبو محمود" هي الشخصيات التي اطل فيها الممثل نقولا دانيال على الجمهور خلال رمضان 2015 ، وعنها تحدث لموقع "الفن" في هذا اللقاء .
الممثل نقولا دانيال أهلاً وسهلاً بك عبر "الفن".
شكراً جزيلاً وأهلا بكم.
اطليت خلال شهر رمضان في 3 اعمال درامية على شاشات مختلفة وهي "درب الياسمين"، "قلبي دق" و"أحمد وكريستينا". أخبرنا بداية عن سبب قبولك لهذه الأعمال ؟
بصراحة هذا العام كان لدي الوقت الكافي لأشارك في اكثر من عمل واحد. لقد قضيت عمري في التمثيل، أكان في التعليم أو العمل، وبالتالي الفن جزء كبير من حياتي وهو مهنتي ورسالتي. لقد اصبحت في مرحلة التقاعد في العمل وفي نفس الوقت تعرض علي اعمال للمشاركة فيها. انا سعيد جداً بعد سنوات طويلة في مجال التعليم أن اكون محاطا بعدد كبير من طلاب معهد الفنون الذين اصبحوا زملائي. هذه المهنة والرسالة هي كـ "المرض" الذي لا تستطيع التخلص منه.
ألم تخشَ أن تتعارض الأعمال مع بعضها ؟
لقد عرضت علي هذه الأعمال في فترات متفاوتة ، وعندما عرضت علي بعضها كنت قد بدأت بتصوير الأخرى.
وما هي المعايير التي تبحث عنها في الأدوار التي تعرض عليك لتوافق عليها ؟
أنا أقرأ الدور واذا ناداني ووجدت انني استطيع ان أضيف له اقبل به. الدور الذي أستطيع أن أضيف له يمتعني العمل فيه ويكون فرصة لأقدم شيئا جميلاً للجمهور.
ومن خلال الأدوار التي عرضت علي هذا الموسم وجدت أنني استطيع أن اضيف إليها وهذا جعلني أشعر بمتعة خلال تجسيد هذه الشخصيات التي اخترتها.
دورك في مسلسل "قلبي دق" حقق نجاحاً كبيراً.
مسلسل "قلبي دق"، كوميديا اجتماعية تتناول موضوع العائلة ، "طانيوس" رجل "جردي" ويرى أن المستقبل لاولاده الذكور وكأن البنت ، كما يقولون في الضيعة " "سن ساقط"، ولكنه يكتشف لاحقا ان دور الفتاة في الحياة قد يكون أهم بكثير من دور الرجل. الشخصية "بجفاصتها" حاولت أن تخرج مني كوميدية ليحبها الجمهور وليكتشف انه في داخل هذا الانسان "الدج" هناك قلب طيب.
ظهرت أيضاً في دور الأب القاسي في "أحمد وكريستينا".
نحن نعرف أن المشكلة الأساسية في هذا العمل هي الطائفية ولكن هذه المرة الأمور تسمى باسمائها. موضوع العمل حساس جداً و "بيكوي الكل". اعتقد ان مجتمعنا لا يجب أن يختبئ بعد اليوم خلف اصبعه أو أن نخبئ رأسنا بالرمل مثل النعامة. لدينا مشاكل في بلدنا وأصبح بامكاننا أن نتحدث عنها ونسمي الأمور باسمائها.
هل دور الدراما ان "تربي" الجمهور؟
التلفزيون أو المسرح أو الفنون دورها ليس تعليمياً بل هي تواكب قضايا المجتمع وتوجه رسائل للجمهور. بعض الاحيان تكون هذه الرسائل حادة وصادمة وتشكل ردة فعل لدى الجمهور ولكنه يدرك اهميتها لاحقاً.
ألا تخشى ان تنطبع لدى الجمهور صورة القساوة التي جسدها ؟
في بداية مسيرتي في التلفزيون حاول المنتجون ان يشدوني نحو هذه الادوار، فأول دور تلفزيوني كان في مسلسل "نساء في العاصفة" وقدمت فيه شخصية الأب القاسي ولكن دائما هناك وجهان لهذه الشخصية ويكون دائما قاس لأنه من مجتمع معين وتربى بطريقة معينة.
وهل انت قاس مع عائلتك ؟
انا في حياتي الشخصية لدي 3 بنات وليس لدي اولاد ذكور وبالتالي الفرق شاسع بين ما أقدمه على الشاشة والحياة الواقعية. العائلة التي فيها بنات هي عائلة يسيطر عليها جو من النعومة واللطافة "بيّ البنات مرزوق".. انا عكس تماما ما العبه من ادوار على الشاشة.
تطل أيضاً من خلال مسلسل درب الياسمين. كيف وجدت هذه التجربة ؟
العمل يجذب كل الناس التي تعرف ماذا تشاهد وتقدر العمل الجيد. مسلسل درب الياسمين، إلى جانب عملية الانصارية، هو عمل متشعب ويتناول العديد من القصص الاجتماعية. فدور أبو محمود الذي أجسده مثلاً يتفرع من عائلته قصص كثيرة، فابنه الأكبر محمود هو مقاوم ومنضال مع المجاهدين وابنه الثاني عمار لديه مشاكل صحية وابنته ياسمين متزوجة من سمير الذي هو عميل.
وهل تعتقد انه اعجب الجمهور ؟
إلى جانب الشق المقاوم في العمل، المسلسل يطرح قضايا انسانية يومية تهم كل شرائح المجتمع. هذا النوع من النشاط اللبناني - العربي الذي يطرح هذه المواضيع اجده جديداً على المشاهد ويجذب كثيراً . هذا المسلسل بعيد عن الادعاء والمبالغات، لم اقابل أحداً لم يعجب بهذا العمل أو لم يكن سعيداً به ومرتاحاً لمتابعته كونه عمل لبناني عميق وطني وانساني.
في الختام ماذا تحضر للفترة المقبلة من اعمال ؟
أنا الآن بفترة راحة ، وان شاء الله بعد انتهاء شهر رمضان وعيد الفطر سابدأ التفكير بعمل جديد. فأنا لم أختر أبداً اي عمل لمجرد التواجد على الشاشة او الاستفادة. لا أحب ان أطل مرور الكرام ، وحتى في ادوار الشر اريد ان اترك انطباعاً او لا اقبلها.