أدخلت مهرجانات جونية ضمن برنامجها لهذه السنة عنصراً جديداً ولوناً مختلفاً، بحيث استقبلت الفنان الكوميدي الفرنسي من أصل مغربي "جمال دبوز" وذلك بهدف إدخال الفرحة وعنصر الفكاهة في وطن نقصت فيه الطمائنينة.
بقدرة قادر، استطاع هذا الشاب المغربي، أن يتسلل الى قلوب الفرنسيين وان يقفز من العروض المسرحية الفكاهية المنفردة الى برامج التلفزيون، ثم الى شاشة السينما ليقف امام نجوم هذا الفن ويبرز بينهم.
انه جمال دبوز، وسره يكمن في خفة دمه وفي اسلوبه الذي يمزج بين النكتة والنقد الاجتماعي والتأتأة وابتداع مفردات لا يمكن الوقوع عليها الا في اوساط المهاجرين. اعاقته يقول هي السر وراء نجاحه، ولم تكن يومًا عائقًا أمام طموحاته.
ولد جمال في باريس عام 1975، وقام مع اسرته بهجرة معاكسة الى المغرب، الموطن الاصلي للاسرة، ثم عاد وهو في الخامسة من عمره الى فرنسا لكي ينشأ في حي "باريس" الفقير في باريس، ثم في عمارة من عمارات ذوي الدخل المحدود في ضاحية "ايفلين" وهناك لفت انتباه احد المشرفين المسرحيين فأخذه الى فرقة مسرحية للشباب...ليحصد لاحقا نجاحا فاق كل التوقعات.
وها هو يدخل الى قلوب اللبنانيين والعرب في حفلته التي احياها ضمن فعاليات مهرجانات جونية الدولية. الجمهور قبله كما هو، بملامحه الخاصة ولغته الفرنسية المكسرة ولكنته المغربية . بقي على المسرح كما هو في الحقيقة وتفادى الدخول في لعبة استدراج الاعجاب.
في جونية، قدم عرضا فكاهيا سخر فيه من كل شيء، ووجه انتقادات لاذعة الى العنصريين والى المتطرفين والى الكسالى وحتى الى السياسيين. ركز على كل القيم الطيبة والجميلة لدى الفقراء والعمال. وبهذا المعنى فإن جمال دبوز فنان ملتزم سياسيا، شاء أم أبى، وهو الصورة الجديدة للشاب المهاجر، الناجح في ميدانه، الذي يحترم الغير ويسعى للتأقلم في المجتمع الجديد.