هو فنان إيطالي ، غنى اللون الرومانسي ويعزف على أكثر من آلة موسيقية وعلى الرغم من أنه ولد في إيطاليا إلا أنه عاش سنوات طويلة في لبنان وعشقه لدرجة أنه لقب بـ"إيطالي بيروت"، عرفه اللبنانيون في سنوات ما قبل الحرب حيث أقام خمس سنوات متواصلة تقريباً في لبنان بين عامي 1970-1975، زار لبنان في ظل الحرب الأهلية حتى، وهو موجود حالياً فيه بدعوة من ميشال ألفتريادس، غنى لبيروت "Beirut adio" فتعرف إليه الجيل الجديد من خلالها كما انه عبّر هذه عن المحبة الكبيرة التي يكنها لبيروت وللبنان بشكل عام، إنه المغني الإيطالي العالمي جو ديفيريو الذي التقيناه وكان لنا حوار معه حول مسيرته الفنية ونشأته ذكرياته في لبنان وسبب تعلقه به.
في البداية أود أن أرحب بك عبر موقع الفن.
أهلا بكم.
بداية حدثنا عن طفولتك وأين قضيتها؟
ولدت في شمال إيطاليا في منطقة اسمها "salo" وتقع على بحيرة "garda" ثم انتقلنا لاحقاً إلى "streza" حين كنت في عمر التاسعة.
هل لديك أشقاء؟
لدي شقيق واحد.
أنت الوحيد الذي امتهن الموسيقى والغناء في عائلتك؟ وهل تلقيت تشجيعاً من أهلك؟
أنا من أقنع أهلي بامتهاني للموسيقى، فمرة جاء أستاذ الموسيقى وقابل والدي ونصحه بأنني يجب أن أكمل دراستي الموسيقية وحاول أن يقنعه بتركي أدخل مجال الفن، فقبل ولاحقاً حين رأى ما أصبحت عليه كان سعيداً.
منذ متى بدأت مسيرتك الفنية؟
درست الموسيقى حين كنت في السابعة من عمري.
هل تعزف على آلة موسيقية معينة؟
نعم، أعزف على البيانو، كما أنني بدأت بالعزف على الأكورديون ثم تابعت دراستي لهذه الآلة الموسيقية مع انها لم تكن مدرجة ضمن منهج التدريس في المعهد الموسيقي، ثم أجريت امتحانات لأتمكن من تعليم الأكورديون ومثلت لاحقاً بلدي إيطاليا في مسابقة عالمية في عزف الأكورديون ونلت المرتبة الأولى وكان ذلك عام 1955، وفي العام التالي نلت المرتبة الأولى عالمياً في عزف الهارمونيكا.
عندما ندرس الموسيقى في الصغر ننتقل بسهولة أكبر في العزف من آلة موسيقية إلى أخرى، وأنشأت بعدها فرقة موسيقية وجبنا أوروبا حيث عزفنا وغنيت في بلدان أوروبية عديدة، ثم سنحت لي الفرصة بأن أزور لبنان سنة 1965 لمدة أربعة أشهر.
ما هي الأغنية التي أطلقتك نحو الشهرة؟
كانت هناك أغنيات عديدة، إذ سجلت أغنيات في إيطاليا قبل التحاقي بالخدمة العسكرية الإجبارية، ثم سجلت أغنية أخرى مع ملكة جمال الكون جورجينا رزق بعنوان "parole parole"، وما قمنا به كان عكس ما فعل آلان دولون وداليدا حين غنيا هذه الأغنية، لأن الغناء كان بصوت امرأة والكلام بصوت ذكوري، اما بالنسبة لي أنا وجورجينا فكان الغناء للرجل والكلام لامرأة، وأيضاً قدمت أغنية أخرى وهي من الفلكلور المكسيكي بعنوان "loseke ze megareta" وما زالت حتى الآن مسموعة ومعروفة، ثم قدمت أغنيات أخرى، مثل amore mio، Ho capito che ti amo، Adoro.
ما الذي حفزك للمجيء إلى لبنان، هل تلقيت عرض عمل ما؟
كان لدي مدير أعمال أو كما نسميه بالإيطالية "impresario"، فسألني، هل يهمك أن تسافر إلى لبنان، لدي عقد عمل هناك، فوافقت ووقعت عقداً وهكذا جئت إلى لبنان.
في هذه الحقبة التي أتيت فيها إلى لبنان كانت قبل الحرب الأهلية اللبنانية صحيح؟
نعم في سنوات 1965، 1967، 1969، ثم من سنة 1970 حتى 1975، وفي هذه السنوات تعرف علي اللبنانيون اكثر ولاحقاً جئت أيضاً خلال الحرب الأهلية اللبنانية.
لماذا؟
لأنني متعلق جداً بلبنان وكونت صداقات كثيرة كما هي الحال راهناً، فكلما أزور لبنان يتصل بي أصدقائي، في السنوات الأخيرة، جئت إلى لبنان في عام 2006 وأنشدت أغنية بمناسبة العيد الوطني الإيطالي في أوتيل البستان في بيت مري وعدت وجئت في عام 2012، وهذه السنة.
هل جئت إلى لبنان حالياً بعقد عمل؟
نعم مع ميشال ألفتريادس.
ما هي طبيعة علاقتك به؟ هل هي فقط علاقة عمل؟
كنت صديقاً لوالده ل35 عاماً وانا وميشال أصدقاء فعرض عليّ عملاً وجئت إلى لبنان في نيسان هذه السنة، ثم عدت إلى إيطاليا ثم جئت مرة أخرى في أواخر أيار، وسأبقى هنا لمدة شهرين تقريباً وحالياً أنا أغني في الميوزيك هول.
هل فكرت أن تحضر أغنية بالاشتراك مع مغن أو مغنية لبنانية؟
كنت منذ فترة برفقة ألفتريادس في ميروبا، ومن الممكن أن يكون هناك تعاون سوياً في هذا الأمر.
نشرت صورة لك في صفحتك الرسمية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي جمعتك بالموسيقار ملحم بركات، هل أنتما أصدقاء؟
التقيت به بالصدفة وكانت فرصة رائعة، فتذكرته وتذكرني، وبركات موسيقار كبير، والغناء باللغة العربية أمر صعب لأن اللغة صعبة جداً، ولكن إذا عرض علي تقديم أغنية ووجدت العرض مناسباً فلا أمانع من أن أقدم أغنية بالتعاون مع أحد من الفنانين اللبنانيين.
هل تعرفت إلى فنانين لبنانيين آخرين؟
أنا أعرف السيدة فيروز والتقيت بالفنانة الراحلة صباح، كانت امرأة رائعة كما أنني أعرف ابنتها هويدا، ولكن ذلك حدث منذ زمن طويل قبل الحرب.
هل تستمع إلى الموسيقى العربية؟
لا، أستمع فقط إلى الأغنيات باللغة الفرنسية، الإسبانية، والإيطالية.
كم ألبوماً لديك؟
في بداياتي قدمت "سينغلز" وقمت بألبوم Lebanon 80، ثم adoro و Beirut adio، ونلت جازة الأسطوانة الذهبية في لبنان مع أنني أغني باللغة الإيطالية.
هل ألفت موسيقى Beirut adio؟
ألفت موسيقى Beirut adio، amore mio، nostalgia، إضافة إلى أنني ألفت أغنية مؤخراً في إيطاليا، وصفت فيها البحيرة التي أسكن عل ضفافها، وألوان الطبيعة هناك خلال الفصول الأربعة، والآن أنا مع ألفتريادس نحاول أن نجد نقاط تلاق وقد نسجل cd جديداً.
هل تغني لمغنين آخرين؟ وأي مغن آخر يؤثر بك؟
بالطبع، بالنسبة للغناء باللغة الفرنسية، أحب شارل أزنافور، جيلبير بيكو، ميشال ساردو ، وأما بالنسبة للمغنين باللغة الإنكليزية، يعجبني فرانك سناترا وجون بينيت.
ماذا يمثل لبنان بالنسبة لك؟
هناك صحافية رائعة تحب كثيراً ما أفعله وتتابعني دائماً واسمها ماري تيريز عربيد، أجرت معي مقابلات وكتبت عني كثيراً في l’orient le jour، فأطلقت علي لقب إيطالي بيروت.
هل تحب بيروت فقط؟
لا، بالطبع أحب كل لبنان.
هل زرت مناطق أخرى في لبنان غير بيروت؟
طبعاً، زرت بيت مري، عجلتون، برمانا، الشوف، وكنت اعزف في الـ Macumba، لذا أعرف المنطقة هناك.
ما هي الرسالة التي تود أن توجهها للشعب اللبناني كفنان إيطالي متعلق بلبنان ويحبه إلى هذا الحد؟
أنا أحب لبنان كثيراً، فهو بلد جميل ورائع ومضياف وشعبه طيب ويحب الحياة، وأقول لهم يجب أن تتوصلوا إلى اتفاق بين بعضكم البعض وأن تحلوا كل الخلافات، للأسف لأن لبنان هو الرهينة حالياً، وأتمنى لهم المحبة والعيش بسلام.
شكرا جزيلاً على هذه المقابلة الرائعة
شكراً لك وتحياتي لكل الشعب اللبناني ولموقعكم الكريم.