في الوقت الذي يصدح فيه صوتها في أرجاء النفس والوجدان، ويعانق إحساسها مسام الجسد المقشعّر من سطوة الآهات... يأتي حضور ريما خشيش الآسر ليسكب خمراً في قلوب عطشى للفن الملتزم والأصيل فيسكر الفؤاد ويبقى سرّها محفوظاً في خوابي الذاكرة وبعيداً من النسيان.
ريما خشيش، التي أمتعت جمهور مسرح المدينة منذ فترة بعبق الأصالة وأهدته باقة من عملها الجديد الذي لا يزال في طور التحضير، كان لنا معها هذا الحديث .
أحييت حفلين ناجحين في لبنان حيث نفدت البطاقات قبل الموعد المحدد. لماذا أنت مقلّة في لقاء أبناء بلدك؟
الحمد لله، لقد كانا حفلان ناجحين كما ذكرت ولكن للأسف فإن العدد الأقل من حفلاتي أحييه هنا بسبب الصعوبات الكبيرة التي تواجه تنظيم هذه النوع من الحفلات الغنائية، ناهيك عن ظروف البلد. أشتاق دوماً للقاء الجمهور البيروتي وأشعر بالفرح دوماً في أي مناسبة تجمعني به.
لاحظنا أن الجمهور الحاضر لم يكن من اللبنانيين فقط بل من الأشقاء العرب ومن الأجانب أيضاً. هل يؤثر هذا التعدّد على نوعية اختياراتك في كل حفل؟
هذا بالفعل ما يميّز بيروت فإنها بلا شك جامعة للثقافات المتعددة، ولكني شخصياً لا أتأثر بجنسية الحاضرين وإنما أقوم بتحضير ما أحب وما أودّ تقديمه في هذا الحفل أو غيره.
قمت بتأدية أغنياتك الجديدة للمرة الأولى على الرغم من أن موعد إصدارها لم يعرف بعد. ألم ينتابك القلق من فكرة تسريبها؟ هل هي ثقة كبيرة بالنفس أم جرأة كبيرة منك؟
(تصمت ومن ثم تجيب بتردد) لا أعتقد أن الأمر سيحدث بهذه الطريقة... لا يجب أن يتمّ تسريبها. كنت أرغب بتقديم عمل جديد لا أن أعيد فقط ما سبق وأن قدمته. أعشق دوماً أن يكون لدي عمل جديد أقدمه للجمهور للمرة الأولى.
يبدو أن تحضيراتك متنوّعة على الرغم من أن مساحة التعاون مع ربيع مروة تبدو مجدداً الأكبر. لماذا؟
بالفعل يتضمّن الألبوم الجديد مجموعة من الأغنيات المتنوّعة والمختلفة والتي تحمل بمعظمها توقيع ربيع مروة من حيث الكلمات والألحان. منذ انطلاقتي الفنية ومنذ إطلاقي ألبومي الأول وربيع إلى جانبي ويساندني في خياراتي الموسيقية فنحن نتفق موسيقياً وثمة انسجام فكري بيننا. كلماته وألحانه تشبهني، وعندما أغنيها أشعر كأنه يتحدث بلساني، كما يعلم كيف يستخدم طبقات الصوت التي أمتلكها فيخرجها بإتقان وسلاسة.
ما سرّ التناغم بينك وبين عزف طوني أوفرواتر على الكونترباص؟ ولماذا تكتفين بعزفه من دون مرافقة أي آلة موسيقية أخرى؟
ليس بإمكان أي موسيقي عادي أن يعزف منفرداً على المسرح بل يجب أن يكون مبدعاً ومتقناً لعمله. طوني يمتلك إحساساً رائعاً، وموسيقياً لديه القدرة على جعلي أشعر بالراحة وكأني أغني إلى جانب فرقة موسيقية كاملة. الكونترباص ليست آلة تقليدية ترافق الغناء، وهناك صعوبة فيها لكن الانسجام بين عزف طوني وغنائي يجعلني سعيدة جداً بهذا الديو الذي يتجدد إحساسي بالزهو به في كل مرة. بصراحة، أعشق هذا الإنسجام و"الهارموني" موسيقياً الموجودين بيننا.
حدثينا عن ألبومك الجديد: بمَ سيختلف عن إصداراتك السابقة؟
في هذا الألبوم تصميم على استخدام آلات موسيقية أكثر، كما سيصار إلى إضافة آلات شرقية ومختلفة وذلك تبعاً لطبيعة الأغنيات. لن نستخدم هذه المرة الآلات نفسها في كل الأغنيات وإنما سيتمّ التنويع بحسب ما تتطلّبه موسيقاها. من المفترض البدء بعملية تسجيل الأغنيات نهاية هذا الصيف على أن يصدر العمل قبل نهاية العام أو مطلع العام الجديد كأقصى حد.
هل ستقومين بالتسجيل في لبنان هذه المرة أم في الخارج كالعادة؟
لا بل سيتمّ ذلك في هولندا حيث يتواجد الموسيقيون الذين أتعامل معهم دوماً، بالإضافة إلى توفّر التقنيات العالية في التسجيل.
ماذا عن مشاريعك المقبلة؟
سأغادر إلى أميركا خلال هذا الصيف لتعليم الغناء مع سيمون شاهين لمدة أسبوع كما يحدث سنوياً، ومن ثم سأتوجه إلى هولندا حيث سأبدأ عملية تسجيل الألبوم، قبل أن أنتقل مطلع فصل الخريف إلى مصر لإحياء حفل هناك.