بمناسبة نهاية الشهر المريمي انطلقت مسيرة إذاعة "صوت المحبة" السنوية، كعادتها في منتصف ليل السبت 30 أيار من معهد الرسل جونيه باتجاه معبد سيدة لبنان حريصا .
بدأ تجمع الحجاج في المعهد منذ الساعة الحادية عشرة ليلاً، أما ساعة الإنطلاق فكانت مظاهرة روحية ضمت الآلاف من المؤمنين القادمين من كل أنحاء لبنان ليشاركوا في هذه المسيرة المهيبة، في تمام الساعة الثانية عشرة وقف المدبر العام في جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الاب فادي تابت مدير عام إذاعة صوت المحبة، وافتتح المسيرة بصلاة على نية كل المشتركين ذاكراً لبنان في أزمته التي يمر بها مصلياً على نية ابنائه وعلى نية مسيحيي الشرق الأوسط، طالباً من العذراء مريم سيدة السلام أن تزرع سلامها في القلوب.
بعد الصلاة رفع المؤمنون الشموع على ترتيلة سلام سلام لبنان، لبنان لك يا مريم إيذاناً بساعة الإنطلاق، سلكت المسيرة منطقة حارة صخر وغادير وطريق حريصا القديمة، واستقبلها ابناء المنطقة بالمزارات التي كانت قد أقيمت خصيصاً لهذا الحدث وصولاً إلى بكركي متابعين الصلوات والترتتيل إلى أن حان موعد الوصول إلى بازيلايك سيدة لبنان حريصا في الساعة الخامسة والنصف صباحاً، حيث احتفل المؤمنون بالذبيحة الإلهية على وقع ترانيم اخوة جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة التي خدموا القداس والتطواف بأروع التراتيل، وترأس القداس الاب فادي تابت عاونه الأب ادوار حنا.
أما دخول العذراء مريم إلى سيدة حريصا فكان دخولاً ملائكياً حيث استقبلها أبناؤها بالمناديل البيضاء مرفرفة على وقع تراتيل السلام.
وفي نهاية القداس حمل الأب تابت القربان المقدس وزيحه في البازيليك بجو من الخشوع والإيمان والتضرع طالباً من العذراء مريم وأبنها يسوع أن يكون بداية شهر "قلب يسوع" شهراً يحمل لوطننا لبنان الأمن والسلام وانتخاب رئيس للجمهورية.
وتميز الحضور هذه السنة بمشاركة عدد من المؤمنين غير المسيحيين الذين أرادوا أن يسيروا هذه المسيرة مع صوت المحبة وحضور القوى الأمنية والصليب الاحمر وبلدية جونيه والجيش اللبناني لتنظيم المسيرة أمنياً، وخلق جو من الطمأنينة في النفوس، أما الحضور المميز كان حضور الشبيبة من مراهقين وشباناً وشابات حضروا حاملين أمانيهم وتمنياتهم واضعينها بين يدي مريم سيدة لبنان .