"لنتذكر"نعيد من خلالها نشر لقاءات ومقالات بقلم الزميلة الراحلة رنا بو رسلان شوي .
الكتب لبني الانسان كما يقال كالحافظة الأمينة للرجل ، إننا نجد فيها تاريخ الأمم وجليل حكمة العقلاء وخلاصة التجارب في سالف العصور. والقصص من أنواع الكتب التي تلعب دوراً هاماً في تكوين شخصية الإنسان فالله عز وجل أمر رُسله بأن يبلغوا الناس قصص الأمم السابقة ليأخذوا منها الدروس والعبر فقال تعالى "فأقصص القصص لعلهم يتفكرون".
فالإنسان الراشد يحاول تطبيق المثل التي تعلمها من القصص حتى ولو على المستوى اللاشعوري. والطفل يتفاعل مع مجتمه من خلال المفاهيم التي إكتسبها في طفولته. وهذه المفاهيم يستلهم الكثير منها من خلال قصص يقرأها.
وقصة "طبسون طبسون" للمؤلف نجيب قصّار الصادرة حديثاً عن جمعية حماية جبل موسى هي واحدة من سلسلة مغامرات طبسون ذلك الحيوان الصغير كالأرنب والذي يشبه الى حد كبير الفيل في شكله وعاداته وطبيعة الطعام الذي يأكله.
يعيش طبسون في محمية جبل موسى في منطقة كسروان جبيل في لبنان.هذا الجبل الذي صنّف عام 2009 ثالث محمية للمحيط الحيوي في لبنان كجزء من شبكة محميات المحيط الحيوي التابع للأونسكو. يتراوح إرتفاع المحمية بين 350م و1700 متراً ما يفسر الغنى النباتي والحيواني الموجود فيها دون أن ننسى التراث الثقافي الموجود في الجبل مثل أجزاء أساسية من الدرج الروماني القديم ونقوش هادريانوس فضلاً عن البيوت القديمة.
قصة طبسون تختلف عن سواها من القصص فهدفها واضح وهو تعريف أكبر قدر من الأطفال على المحمية بتنوعها النباتي والحيواني والتاريخي بأسلوب سهل يجتذب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ 6 والـ7 سنوات وهو نوع جديد من أنواع التوعية الثقافية للأطفال.
القصة تحتوي على 21 صفحة من الحجم المتوسط وهذا العدد يكاد يكون قليلاً نسبياً ولكنه في محتوى أفكاره وتنوع رسومه غني الى درجة كبيرة. واللافت في الأمر وجود قرص مدمج مرفق بالقصة يحتوي على تسجيل صوتي لما تتضمنه أحداث ومغامرات طبسون في القصة .
في حديث للنشرة مع المؤلف نجيب قصّار قال: طبسون حيوان نادر الوجود في لبنان وموجود في محمية جبل موسى ، صغير الحجم كالأرنب ولكنه ليس خلداً. يشبه الفيل في عاداته وفي شكل قدميه وطعامه ويعيش ضمن جماعة ولكل جماعة قائد. والطبسون يأكل الأعشاب ويعيش بين الصخور وهو مسالم ولا يؤذي أحد.
أضاف: في أحد الأيام كنت أقوم بنزهة أنا وزوجتي في محمية جبل موسى الواقعة على سفوح كسروان وإلتقينا بطبسون وبدأت ألتقط له الصور وأراقب تحركاته. ومن هناك خطرت لي فكرة الانضمام الى جمعية حماية جبل موسى وكتابة قصة عن طبسون كوني أهتم كثيراً لما يسمى بأدب الأطفال. وما زاد من إهتمامي بهذا الأمر غياب القصص عن هذا الحيوان إن في لبنان أو في الدول العربية. وكانت الجمعية تسعى لتقديم عمل تربوي تتواصل فيه مع الناس خصوصاً طلاب المدارس فكان الكتاب الأول من سلسلة مغامرات طبسون.
وتابع قصار : الكتاب واحد من سلسلة متنوعة قد تصل الى خمس قصص. فالكتاب الثاني قيد التحضير وسيعرفنا عما تتضمنه المحمية من نباتات وحيوانات وسيتطرق الى المشاكل التي تعاني منها المحمية والتي تهدد هذا التنوع.
وعن مشروعهم التربوي هذا قال: لقد أجرينا العديد من المحاضرات عن طبسون وعن جبل موسى في عدد كبير من المدارس. وشارك مجسم لطبسون في برنامج كازادو للأطفال الذي يعرض على شاشة الـ OTV لمدة ثلاثة اشهر.
أضاف: مشروع الطبسون سيتطور تدريجياً وسنقوم قريباً بتوزيع 2500 نسخة على طلاب الصف الثاني أساسي في 955 مدرسة رسمية.
ختم قائلاً: أنا من محبي البيئة وملتزم مع جمعية جبل موسى وسأسعى جاهداً مع باقي أعضاء الجمعية للحفاظ على المحمية وتنوعها النباتي والحيواني.