حسين زعيتر فنان بكل ما تحمله كلمة الفن من معانٍ ، فهو عالم بحد ذاته يقصده الجمهور للإستمتاع لأناشيده الدينية والوطنية والتي تحمل الكثير من المعاني الوجدانية الجميلة.

ساعة وأكثر من الزمن الجميل في أمسية رائعة بين الموسيقى والاناشيد، على مسرح رسالات، وبأنغام واناشيد هادئة، وممتعة، وقام مجموعة من المنشدين والموسيقيين المتألقين في مجتمع المقاومة بإحياء ذكرى ولادة أمير المؤمنين ، الإمام علي (عليه السلام)، من خلال فقرات إنشادية من التراث التقليدي، وتقاسيم موسيقية مرافقة،حملتنا عبر قوارب النغم والموسيقى الى ضفاف الصفاء .

بداية الأمسية كانت بعزف على آلة الكمان ، ومن ثم دخل المنشد حسين زعيتر ، وحملنا الى عالم مليء بالأمل والفرح .

موقع الفن حضر الحفل وإلتقى حسين زعيتر، خلف الكواليس ، قبل صعوده إلى المسرح وكان لنا معه الحوار الآتي:

كيف بدأت مشوارك الفني؟
طبعاً، في البداية أنا بدأت بعالم الفن منذ الصغر، في عمر 9 سنوات لكن لاحقاً تطورت ، اذ بقيت من عام 1994 الى عام 2000 على الفطرة كانت مبنية هذه الامور الانشادية، ومن ثم سنة 2003 تمنهجت في المعهد الانطوني ، درست ديبلوم بالإنشاد التقليدي المشرقي العربي الكلاسيكي، من سنة 2003 الى سنة 2011 حصلت على الديبلوم، وهي اعلى مستوى في الانشاد، طبعاً اليوم وبفضل الله أنا استاذ بتعليم الانشاد وملحن وموسيقي اعزف العود والربابة العربية، والجاهلية القديمة ايضاً، ولدي اليوم مجموعة من المنشدين والاخوة نساعدهم ونطورهم ونفتح لهم المجال لأن هناك الكثير من الاصوات الجميلة والمميزة في مجتمعنا، وايضاً المواهب الاخرى من موسيقين ، نحن الآن في طور تأسيس فرقة انشادية مستواها الفني عالي جداً مبنية على العلم والمنهجية الاكاديمية.

كم عدد اصداراتك منذ بدأت الى اليوم؟
لدي الآن حوالى 4 اصدارات تقريباً، اكثر الاصدارات شهرة "اصدار انشادي وطني" مثل "وطني صامد"، "على حد السيف" ،"اسمك يالبنان"، و"احني السيف من دمكم" اصدرتها في حرب تموز عام 2006 ، هذه الاناشيد كان لها واقع وأخذت دوراً كبيراً جداً في مجتمعنا، هذا على الصعيد الوطني ، اما على الصعيد الديني فنحن الآن في طور البناء لكن أنا منذ وقت طويل اعمل على الموضوع الديني، انشاء الله سنصدر انشادات دينية في السنوات المقبلة.

انت عنصر في المقاومة ام تؤيدها؟
طبعاً نحن جزء من هذه المقاومة ، لكن كل شخص يقاوم بطريقته وكل شخص يخدم هذه المسيرة وهذا الوطن بطريقته ، نحن نستطيع ان نقدم الفن الراقي الذي لديه بعد ثقافي ويخدم الانسانية جمعاء، من جهة يكون وطنياً ومن جهة اخرى دينياً ، وذلك بحسب الظرف.
لكن وبالطبع اهدافنا الاساسية هي دينية ، ولكن عندما نرى ان هناك حاجة لتقديم شيء وطني ، كأنشودة وطنية فلا بأس بذلك .

من يمول انشوداتك، هل يوجد شركة انتاج معينة أم انت تقوم بإنتاج اناشيدك؟
لا يوجد شركة بالمعنى ، لكن الاخوة في الجمعية اللبنانية للفنون رسالات ، يدعموننا في كافة الاصعدة ، وطبعاً بعض الامور احياناً نأخذها على عاتقنا ولكن في اكثر الاوقات يوجد مساعدة من هذه الجمعية الكريمة .

في ظل الاوضاع التي نشهدها في العالم العربي ، هل لهذه الاناشيد تأثير ، ومن اي ناحية؟
طبعاً لها تأثير ، مثلاً اذا كان المجتمع يعيش ظلماً فعبر الفن والموسيقى والانشاد نستطيع ان نوصل للناس ظلم هذا الشعب ، لا شك بأن الموسيقى باب مهم كثيراً من اجل ارسال رسالة ما عبر الأذن ، في النهاية الموسيقى تعتمد على الاستماع ، طبعاً لا نعتمد على الصورة بقدر ما نعتمد على الاستماع ، وهذا الفن لديه تاثير ايجابي، ونستطيع من خلاله ان نوصل رسالة عن أي مسألة ما ، فيها حق لأي شعب.

هل برأيك ممكن ان تغيرالشهرةالنهج الذي دخلت به؟
لا شك بأن الشهرة تغيّر في المجال الديني او غير الديني، واحياناً الانسان قد يضعف امامها ، لكن اذا كانت أهداف الانسان منذ البداية سامية من اجل خدمة الرسالة الاسلامية والمجتمع والدين، فيفترض ان لا تكون الشهرة مصدر انحراف فكري في مكان ما، بل على العكس يجب ان تقوي عزيمته على خدمة هذه الرسالة ويساعد الآخرين.


في ظل الوضع الراهن في لبنان والعالم العربي ، هل لديك اناشيد جديدة؟
كأنشودة جديدة لا يوجد، ولكن نحضر انشودة دينية ، وشيئاً من تراثنا وبلادنا ، احضر cd انتصار للمقاومة ولكن يلامس مشاعر الناس لأنه جزء من تراثنا "العتابا والميجانا والشروقي" ، وهذه القوالب الشعبية مع آلة الربابة والبزق ، وهذا المجال طبعاً يحاكي مشاعر كل الناس وخصوصاً اولاد الريف ان كان بالجنوب، البقاع ، الشمال ، الـcd الاول من نوعه في هذا المجال ، لأن الناس دائماً تستمع الى الاناشيد لذا قررنا ان نغير ولكن ضمن الحفاظ على تراث المشرق العربي .

كلمة أخيرة لموقع الفن ولجمهورك؟
نشكركم، نشكر هذا الموقع الذي يهتم بالامور الفنية وهو السبّاق في هذا المجال ، نطلب منكم المزيد طبعاً ونحن جاهزون كي نكون الى جانبكم ونقدم كل ما لدينا من امور فنية لهذا الموقع الكريم، وللجمهور نطلب منه ان يواكبنا لأن الأمور الفنية التي نقدمها لهذا المجتمع لها بعد ثقافي وحضاري ديني وعلمي بشكل متقن مئة بالمئة .